صبيح الحافظ اعتمدت الثورة الصناعية التي قامت في اوروبا بشكل عام، وفي انكلترا بشكل خاص بداية القرن الثامن عشر على المخترعات العلمية التي قام بها علماء القرن السابع عشر ومنها اختراع حساب التفاضل والتكامل له الاثر الفعال في تمكين البشرية من الوصول الى أعلى تقدم صناعي وتكنولوجي في الصعد كافة،
 في موضوع اعده المهندس الاستشاري الدكتور محمد طارق والذي تضمن تداعيات واشكاليات التنافس الحاد بين العالم البريطاني السير ايزك نيوتن والعالم الالماني كوتغريد ولهلم لايبنتز بخصوص ادعاء كل منهما بانه هو اول من اخترع قانون حساب التفاضل والتكامل في علم الرياضيات، ونظراً لأهمية هذا الموضوع المثير للجدل الذي حصل بين العالمين المذكورين ومالهما من مكانة علمية متقدمة وهما يتبوآن مناصب رفيعة في الجمعية الملكية في انكلترا. انقل في موضوعي هذا جزءاً منه متوخياً نقل الحقيقة التاريخية للاحداث والتجاذبات التي حصلت بينهما لإثبات الاسبقية من خلال طرح القرائن والدلالات لكل منهما. من اهم الانجازات العالمية خلال القرن السابع عشر الميلادي ، ومن الصدف الغريبة في تاريخ علوم الرياضيات انه لم يكن هناك مخترع واحد لهذا الحساب ، بل ان هناك عالمين اثنين من كبراء علماء الرياضيات آنذاك اعلنا في وقت واحد اختراع هذا الحساب هما نيوتن في انكلترا ولايبنتز في ألمانيا ، وكانت طريقتهما متماثلتين الى حد كبير بحيث انه سرعان مااثير السؤال ، هل استعار لايبنتز الافكار الحاسمة لهذه الطريقة من نيوتن؟ او انه اخترعها وحدة خاصة وانه من الثابت ان نيوتن كان قد اخترع طريقته قبل لايبنتز بسنوات غير انه لم يقم بنشرها. اثار هذا السؤال نزاعاً طويلاً ومراً وكانت الاساليب التي اتبعها ابطال هذا الخلاف غير جديره وغير لائقة بهذين الرائدين ، ونتج عن هذه الاتهامات المتبادلة بينهما ضرر كبير اصاب سمعة كليهما ، وحينما وصلت هذه الاتهامات الى وصف احدهما بانتحال ما اخترعه الآخر تم تشكيل لجنة في الجمعية الملكية في لندن لتقصي حقائق موضوع هذا الخلاف العلمي وبيان الرأي فيه فكان قضاة هذه اللجنة دون عجب بجانب رئيسها (نيوتن) وضد لايبنتز الذي كان عضواً من اقدم اعضاء الجمعية الملكية الاجانب. وعندما نشر نيوتن كتابة الشهير (الاس) لم يكن النزاع بينه وبين لايبنتز قد بدأ اذ يقول نيوتن في الرسائل التي بودلت بينه وبين الاختصاصي الممتاز بعلم الهندسة جي دبليو لايبنتز قبل عشر سنوات كنت قد اشرت له بمعرفتي بطريقة لإيجاد الحدود العليا والدنيا واسلوب رسم المماسات وما يماثلها واخفيتها في احرف منقولة عن مواقعها ، وقد اجابني الرجل الشهير جداً بأنه قد توصل الى طريقة مماثلة وكتب لي تفاصيلها وكانت لاتختلف عن طريقتي سوى باشكال الجمل والرموز لوضع حساب التفاضل والتكامل بالشكل الذي قدمته ، ويضيف نيوتن فيقول: لقد ارسلت له رسالتين وقد دونت فيهما كل مالدي من كنوز علمية رياضية ، ففي الرسالة الاولى كانت تتضمن السلسلات ونظرية ذي الحدين ، اما الرسالة الثانية وهي بخمس عشرة صفحة قد اشرت فيها الى طريقتي في الحساب التفاضلي وقد سميتها (طريقة التغير المستمر) وكنت انوي بذلك تثبيت حقي في اختراع حساب التفاضل والتكامل ، وقد اختتمت رسالتي بقولي (آمل ان يكون المستر لايبنتز مقتنعاً بما توصلت اليه لحد الآن وسوف لايكون ضرورياً لي ان استمر بالكتابة حول هذا الموضوع لوجود امور اخرى تشغلني فإن ذلك يتقاطع بصورة غير مقبولة لان ابحث في هذه الاشياء في هذا الوقت من الزمن). بعد ذلك حاورت اللجنة المستر لايبنتز بخصوص ادعائه بانه هو المخترع الاول لحساب التفاضل والتكامل ، اجاب لايبنتز عند عودتي الى لندن قمت بدراسة كتاب الهندسة لديكارت وبمساعدة استيعابي لمخططات بليز باسكال في العلوم الرياضية ، وكذلك اطلاعي على كتاب ايزك بارو والذي يتضمن اساليب ايجاد معادلات مماسات المنحنيات والمساحات المحصورة بين المنحنيات وبطرق شبيهة جداً بالاساليب المستخدمة في حساب التفاضل والتكامل ، وكنتيجة لدراساتي لكتابات باسكال فكما هو معلوم فإنني المخترع الاول لهذا الحساب وذلك لارتباطه بدراسات باور الذي وضع فيه خطوات عملية التفاضل هو العامل المساعد الاساسي لي ما مكنني من وضع الملامح الرئيسية لطريقتي في حساب التفاضل والتكامل ، ففي الوقت الذي كانت هناك طرق عديدة لإيجاد معادلات المماسات للمنحنيات لم يكن قد اخترع احد بعد الطريقة المعاكسة لإيجاد معادلة المنحني عند معرفة معادلة المماس ولم يكن نيوتن قد نشر أي شيء عن إنجازاته في هذا الموضوع ، حيث انني توصلت الى حل هذه المسألة خلال النصف الثاني من عام 1773. وقد استنتجت اللجنة بالرأي القائل: اذا ماعلمنا ان نيوتن لم يكن قد نشر او اخبر احداً بما انجزه من قضايا تخص حساب التفاضل والتكامل حتى هذا التاريخ بجعل لايبنتز اذا ما كان قد اطلع على كتاب بارو، وهو الارجح في وضع يشبه لما كان فيه نيوتن عندما تتلمذ على بارو في اوائل الستينيات ، وتلقى منه الأس لحساب التفاضل والتكامل ، ولابد من الاشارة بهذا الصدد ، الى ان جميع من انحازوا الى نيوتن من علماء الرياضيات والآخرين الذين انحازوا الى جانب لايبنتز ، حاذروا التطرق الى هذا الموضوع ، فإذا قالت جماعة نيوتن ان