TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > الجعفري .. وحروف بلا نقاط

الجعفري .. وحروف بلا نقاط

نشر في: 20 سبتمبر, 2013: 10:01 م

عندما وقّع "الشرفاء" على "وثيقة الشرف" كنت أضحك من كل قلبي. أضحك لأن الإنسان مهما فعل من أخطاء يمكن أن يستحق لقب شريف ببساطة: ان يعترف بذنبه أو فشله دون لف أو دوران. أهلنا حين يجدون أحدا يصيح بأعلى صوته: أعترف يا ناس أني قد سرقت أو كذبت أو أفسدت، يردون عليه بكل صدق: والله انت شريف. لم اجد أحدا بكل المتحدثين، أثناء مراسيم التوقيع اعترف بفشله، رغم كل هذا الخراب الذي حل بالعراق. وكلهم بچفّة أو بكوم، كما يقول المصريون، والسيد إبراهيم الجعفري بچفّة.
بدلا من ان يعترف بأن السلطة، التي يقودها تحالفه، هي أول من يتحمل فتح الطرق والأبواب الواسعة للفساد ليستشري، ذبها بروس العراقيين. قال الجعفري من دون وجل، أو خجل، ان "العراقيين جميعا مسؤولون عن الفساد في كل مكان لأنه تحول إلى ثقافة". إنه لم يستثن أحدا من العراقيين أبدا. فأنت عزيزي القارئ وأنا والعاطلون في ساحات المساطر، الذين لا يحصلون على رزقهم غير مفخخات باذخة التفجير، والشحاذون والطلاب من رياض الأطفال إلى الجامعات، كل هؤلاء فاسدون. أما هم فشرفاء حد النخاع!
رغم أني لم أفهم ثلاثة أرباع خطابه، كالعادة، لكنه استوقفني استوقفني بقوله "ان "المبادرة يجب ان تضع النقاط على الحروف". زين شبيها حروف التنقيط قابل سايفه؟ لو الكيبورد العنده خربانه بيها دگمة النقطة؟
المشكلة أني أرى العكس تماما، إذ أرى نقاطا أضيفت على بعض الحروف عمدا. فليس من المعقول ان يتحدث الجعفري عن "المنجزات" وأقل عاقل فينا يعرف ان "الربع" لم يقدموا للعراق منجزا واحدا بيه خير طيلة حكمهم. أظنه أراد القول ان هناك من يحاول طمر ما " انحرناه" فجاء "داهية" ووضع نقطة فوق الراء وأخرى تحت الحاء فصارت "أنجزناه".
نعم دكتور لقد أنحرتم وأجدتم النحر: أنحرتم الفرح والضوء وهواء الخير وشمس العافية ومستقبل البلد إضافة للأمن والأمان ولم تبقوا للشعب غير الأسى والحرمان. ألا تصدقني؟ طيّب هاك هذا الرابط:
https://fbcdn-sphotos-g-a.akamaihd.net/hphotos-ak-prn2/q71/1187148_532350373503860_1387980205_n.jpg
يا دكتور يا جعفري، هذه هي العراقية الشريفة الحرة التي أبكاها ظلمكم وأذلها العوز المر. فماذا تصف أو تسمّي من أوصلها إلى هذه الحال وبيده أثقل وأضخم قاصة ميزانية بتاريخ العراق والمنطقة؟ فنّك اتجاوب؟

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

 علي حسين لا احد في بلاد الرافدين يعرف لماذا تُصرف اموال طائلة على جيوش الكترونية هدفها الأول والأخير اشعال الحرائق .. ولا أحد بالتأكيد يعرف متى تنتهي حقبة اللاعبين على الحبال في فضاء...
علي حسين

باليت المدى: جوهرة بلفدير

 ستار كاووش رغمَ أن تذاكر الدخول الى متحف بلفدير قد نفدت لهذا اليوم، لكن مازال هناك صف طويل جداً وقف فيه الناس منتظرين شراء التذاكر، وبعد أن إستفسرتُ عن ذلك، عرفتُ بأن هؤلاء...
ستار كاووش

التعداد السكاني العام في العراق: تعزيز الوعي والتذكير بالمسؤولية الاجتماعية

عبد المجيد صلاح داود التعداد السكاني مسؤولية اجتماعية ينبغي إبداء الاهتمام به وتشجيع كافة المؤسسات الاجتماعية للإسهام في إنجاح هذا المشروع المهم, إذ لا تنمية من دون تعداد سكاني؛يُقبل العراق بعد ايام قليلة على...
عبد المجيد صلاح داود

العلاقات الدولية بين العراق والاتحاد الأوروبي مابين (2003-2025)

بيير جان لويزارد* ترجمة: عدوية الهلالي بعد ثمان سنوات من الحرب ضد جمهورية إيران الإسلامية (1980-1988)، وجد العراق نفسه مفلساً مالياً ومثقلاً بالديون لأجيال عديدة.وكان هناك آنذاك تقارب بين طموحات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي....
بيير جان لويزارد
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram