اكرام زين العابدين قطع منتخبنا الشبابي نصف الطريق للتأهل لنهائيات كأس آسيا للشباب بنجاح بعد ان ظفر بنقاط مباراته الثانية التي جمعته بشقيقه العُماني وفاز عليه بثنائية كان من الممكن ان تزيد لولا إضاعة لاعبينا الفرص السهلة في مناطق قريبة من المرمى العُماني .
وما يحسب لمدربنا حسن احمد وتلامذته تحقيق الفوز وعدم السماح للكرات بان تلامس شباكنا في مباراتي الهند وعمان ، إضافة الى ان اللاعبين قدموا مستوى فنياً جيداً وحماسة في الاندفاع الى الأمام وتسجيل اكبر قدر ممكن من الأهداف . المباراة الثانية كانت صعبة ولولا حكمة المدرب حسن احمد وحرص اللاعبين الشباب لكان الفريق الشبابي في موقف لا يحسد عليه خاصة بعد ان تعرض المهاجم امجد كلف لحالة طرد مستحقة في الشوط الأول من المباراة . وبرغم ان اكثر المتفائلين كان حذرا قبل انطلاق التصفيات ، لم يتوقع ان يكون أداء المنتخب الشبابي بهذا المستوى الجيد الذي جعلنا نقدم التحية للمدرب احمد ونطالبه بان يكمل المشوار بعيدا عن الغرور ويكمل التصفيات متصدرا لهذه المجموعة . وفي العودة لموضوع مشاركة المنتخبات الوطنية في البطولات والمنافسات الخارجية التي لا تخلو من بعض السلبيات ولكن ما يلفت النظر هي أسلوب تقديم الاستوديوهات التحليلية في الفضائيات المحلية وطريقة اختيار المدربين والاكاديميين لهذه المهمة التي تعد من أصعب الأمور الفنية في كرة القدم . وللأسف يتم اختيارعدد من المدربين لهذه الاستوديوهات بشكل غير مدروس وخاصة ان بعضهم لا يملك تاريخا تدريبيا ولم ينجح في قيادة بعض الفرق المحلية وبعضهم الآخر لم ينجح في مهمته مع المنتخبات الوطنية . وهنا يجب ان نشير الى مدربي منتخبات الشباب وخاصة من لم ينجح بالوصول بهم الى منصات التتويج الآسيوية والعبور الى كأس العالم للشباب . والجميع يعرف ان المدرب الذي لا يستطيع ان يشخص أخطاءه ويتجاوزها فكيف سينجح في تشخيص أخطاء الآخرين الا اذا كان وراء ذلك قصد مبيت وتحين للفرص لرد الدين لبعض المدربين الذين تحدثوا عنه سلبياً في المرة الماضية . ان المشاهد عندما يقتطع جزءاً من وقته لمشاهدة تحليل بعض المدربين بخصوص منتخب وطني او شبابي يبغي من خلال ذلك الحصول على معلومة إضافية او معرفة أسباب الخسارة او الأداء السلبي ولماذا نجح الفريق بالفوز ولا يريد من الجالس في الأستوديو ان يكرر الكلام الذي قاله أكثر من مدرب في المرات السابقة ومنها بعض الجمل التدريبية . كنت اتمنى على العاملين في مجال التحليل الرياضي التلفزيوني ان يكونوا أكثر صراحة وشفافية وان يبتعدوا عن الأسلوب التقليدي في ذكر بعض المصطلحات التدريبية وان يسهلوا الأمر على المشاهد الذي ملّ كثرة المصطلحات الأجنبية الرياضية لان ذلك يجعله يعيش في متاهة ولا يصل الى اسباب ونتائج الفوز او الخسارة . ان التعلم من الآخرين ليس عيبا وعلى الفضائية العراقية الرياضية ان تهتم بتجارب شقيقاتها الفضائيات العربيات التي سبقتها في هذا المجال وان تحسن اختيار الأشخاص الذين يحللون لها المباريات . ولا نقول ان العراق بحاجة الى استيراد محللين ناجحين في هذه المهنة بل إننا نريد ان يتم الاختيار بشكل صحيح بعيداً عن العلاقات الشخصية وان لا يكون الأستوديو التحليلي مكانا لتصفية الحسابات القديمة بين المدربين او تأشير بعض الأمور السلبية بقصد التأثير على المدرب في انجاز مهمته . ikramsport@yahoo.com