فى رسالة للغرب كتب الرئيس الإيراني حسن روحاني، يدعو إلى إخراج بلاده من حالة الجمود لتفاعل بناء مع العالم. ويقول روحاني فى رسالته التى قدمها فى شكل مقال بصحيفة واشنطن بوست ونشرتها الإندبندنت البريطانية، إن العالم تغير ولم تعد السياسات الدولية لعبة مح
فى رسالة للغرب كتب الرئيس الإيراني حسن روحاني، يدعو إلى إخراج بلاده من حالة الجمود لتفاعل بناء مع العالم.
ويقول روحاني فى رسالته التى قدمها فى شكل مقال بصحيفة واشنطن بوست ونشرتها الإندبندنت البريطانية، إن العالم تغير ولم تعد السياسات الدولية لعبة محصلتها صفر، كما ولى عصر الصراعات الدموية. إذ بات من المتوقع أن يحول قادة العالم التهديدات إلى فرص. وأضاف أن المجتمع الدولى يواجهه تحديات كبيرة فى هذا العالم تتمثل فى الإرهاب والتطرف والتدخل العسكرى الأجنبى والإتجار فى المخدرات والجرائم الإلكترونية والتعدى الثقافى، كل ذلك فى إطار يستخدم القوة الغاشمة.
ودعا العالم إلى ضرورة تركيز الاهتمام على تعقيدات القضايا المطروحة. فلم يعد يمكن تحقيق مصالح أحد دون النظر إلى مصالح الآخرين. لكن بناء نهج دبلوماسى لا يعنى تجاهل حقوق أحد وإنما الانخراط مع نظرائهم على أساس المساواة والاحترام المتبادل لمعالجة المخاوف المشتركة وتحقيق الأهداف المشتركة. وباختصار فإن عقلية الحرب الباردة لن تقود إلا إلى خسارة الجميع.
وتحدث روحانى عن العراق وأفغانستان وسوريا، مشيرا إلى أن النهج المنفرد الذى يمجد القوة الغاشمة ويولد العنف، بدا واضحا أنه غير قادرعلى حل القضايا التى نواجهها جميعا مثل الإرهاب والتطرف. وأوضح "أن توجهى على صعيد السياسة الخارجية يسعى إلى حل هذه القضايا من خلال معالجة الأسباب الكامنة وراءها. إذ يجب أن نعمل معا لإنهاء المنافسات غير الصحية والتدخلات التى تغذى العنف وتدفعنا بعيدا. فيجب علينا أن نولى اهتماما بمسألة الهوية كمحرك رئيسى للتوترات فى المنطقة وخارجها.
ففى جوهرها، فإن المعارك المفرغة فى أفغانستان وسوريا والعراق، تدور حول طبيعة هويات هذه البلدان ودورها فى المنطقة والعالم. ويضيف روحانى أن مركز الهوية يمتد إلى البرنامج النووى السلمى الإيرانى. ويؤكد بالقول: "بالنسبة لنا فإن دورة الوقود النووى وتوليد الطاقة النووية بقدر ما يهدف إلى تنويع مصادر الطاقة لدينا فإنه يتحدث عن الإيرانيين كأمة تطلب الكرامة والاحترام وحفظ مكانتها فى العالم".
وتابع "إننى ملتزم بمواجهة تحدياتنا المشتركة عبر نهج ذى شقين. فأولا علينا أن نتكاتف للعمل بصورة بناءة نحو حوار وطنى سواء فى سوريا أو البحرين. ويجب علينا خلق جو يسمح لشعوب المنطقة بنقرير مصائرهم. وكجزء من هذا، أعلن استعداد حكومتى للمساعدة فى تسهيل الحوار بين الحكومة السورية والمعارضة".
والأمر الثانى، يضيف روحانى، فإنه يجب معالجة أوسع وأكثر شمولا للخصومات التى تغذى العنف والتوتر. ففيما يتعلق بالأزمة السورية والبرنامج النووى الإيرانى فإنه يؤكد على الحاجة إلى التفكير والحديث بشأن كيفية جعل الأمور أفضل بدلا من التركيز على كيفية منع الأمور من التفاقم.
وخلص بالقول "بينما نحن متوجهون لحضور الجمعية العامة للأمم المتحدة فى نيويورك، فإننى أحث نظرائى إلى اغتنام الفرصة التى قدمتها الانتخابات الإيرانية الأخيرة. أحثهم على الاستفادة القصوى من التفويض الذى منحه شعبى والاستجابة بصدق لجهود حكومتى الساعية للانخراط فى حوار بناء".