TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > من يقبل مبادرة روحاني؟

من يقبل مبادرة روحاني؟

نشر في: 21 سبتمبر, 2013: 10:01 م

تطرح مُبادرة الرئيس الإيراني حسن روحاني، حول استعداده التوسط في النزاع المُسلح في سوريا، وتسهيل الحوار بين نظام الأسد ومعارضيه، في الوقت الذي سلّمت فيه دمشق لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية، قائمةً أوليةً بما تمتلكه من هذا السلاح، العديد من التساؤلات، خصوصاً وأنها حظيت بترحيب ألمانيا، التي طالبت مستشارتها بتجسيدها في أفعال، وعلى أمل أن تكون لسياسة الاعتدال التي أعلنها روحاني، تأثيرات إيجابية في الجهود الدولية الرامية إلى حل النزاعات العالقة، بينما شكّكت فرنسا بموقف روحاني، باعتبار أن إيران شديدة الالتزام بدعم نظام الأسد، لتكون وسيطاً ذا مصداقية.
تأتي المبادرة الإيرانية، في وقت دعا فيه وزير الخارجية الأميركي مجلس الأمن الدولي، إلى التصويت على قرار مُلزم لسوريا، وكشف أنه حادث نظيره الروسي، عن التوجه لاتخاذ قرار قوي في الأمم المتحدة، وليس فقط تبني قواعد وقوانين منظمة حظر الأسلحة الكيماوية، وجاء الإعلان الأميركي بعد اجتماعات متعددة للدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن، بهدف الاتفاق على وضع الأسلحة الكيماوية السورية تحت إشراف دولي، وهي اجتماعات وصفتها بريطانيا بالصعبة، في حين قالت موسكو إنها لم تكن سيئة، ومعروف أن الجمعية العامة للأمم المتحدة، ستبحث الأسبوع المقبل خطة لوضع الأسلحة الكيماوية السورية تحت السيطرة الدولية.
أول الاسئلة وأهمها، هو كيف يُمكن للجمهورية الإيرانية، وهي تتخذ موقف المشارك للنظام السوري، أن تكون وسيطاً محايداً يقف على مسافة واحدة من جميع أطراف النزاع، وهل يعني ذلك استعداد طهران للتخلي عن موقفها الداعم بغير حدود للرئيس الاسد، خصوصاً بعد تصريحات تناثرت هنا وهناك، عن قبولها بأي رئيس يختاره السوريون، وأخرى حمّلت النظام السوري مسؤولية استخدام السلاح الكيماوي، وهل يشي ذلك بأن هناك صفقة ترعاها موسكو، تتعلق بالتخلص من السلاح المُحرّم دولياً في كل منطقة الشرق الأوسط، بما فيها سلاح إسرائيل النووي، المسكوت عنه غربياً حتى اليوم.
سترحب دمشق الرسمية بمبارة روحاني، ورُبّما طُرحت بالتنسيق معها، غير أن ذلك لايعني أن أجنحة متشددة في النظام لن تضع العصي في دواليبها، وأول الردود من أصحاب الشأن، أتت من الائتلاف الوطني، الذي اعتبر المبادرة أمراً مثيراً للسخرية، وطالب طهران بسحب خبرائها العسكريين ومقاتليها المتطرفين من أرض سوريا، قبل أن تطرح المبادرات لأنها جزء من المشكلة، واعتبر أن العرض الإيراني هو محاولة يائسة لإطالة أمد الأزمة وزيادة تعقيدها، والمؤكد كما هو متوقع أن كل أطياف المعارضة سترفضها، وإن كانت أسباب الرفض متباينة ، وبعضها متعلق بأجندات طائفية، مرتبطة بدول فاعلة في الإقليم والأزمة، وبعضها يستند إلى أن ايران لم تعترف بعد بالاتفاق الدولي، المبرم في جنيف عام 2012 ، ويقضي بنقل جميع السلطات التنفيذية، بما فيها الجيش وأجهزة الاستخبارات إلى حكومة مؤقتة يتفق عليها الطرفان.
المؤلم والمؤسف أننا على يقين من أن البعض سيرفضها، لأن استمرار الحرب في سوريا يعني له تكديس المزيد من الثروات، وهؤلاء هم المعينون لأمراء الحرب، الذين يستمتعون بفرض سلطاتهم على بعض المناطق في سوريا، دون حساب للمصلحة الوطنية، أو مستقبل المواطن، وهو في كل الأحوال المغلوب على أمره.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. ابو سجاد من بغداد

    استاذي الفاضل الموقف الروسي لايعول عليه ان روسيا شريك لاميركا شريك فعال للغرب عموما واكبر دليل لعبتها مع العراق عندما دافعت عنه حتى اخر لحضه وبعد ذلك سلمته الى اميركا وحتى الطاغية صدام اعترف قبل السقوط ان روسيا لايعول عليها نشك بنواياها اللاعب الحقيقي في

يحدث الآن

عمليات بغداد تغلق 208 كور صهر و118 معمل طابوق وإسفلت

أسعار الصرف اليوم: 143 ألف دينار لكل 100 دولار

ترامب: أوقفتُ 8 حروب وأعدتُ "السلام" للشرق الأوسط

الأنواء الجوية: انتهاء حالة عدم الاستقرار وطقس صحو مع ارتفاع طفيف بالحرارة

حصار فنزويلا ينعش النفط… برنت وغرب تكساس يقفزان في آسيا

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

 علي حسين منذ أيام والجميع في بلاد الرافدين يدلي بدلوه في شؤون الاقتصاد واكتشفنا أن هذه البلاد تضم أكثر من " فيلسوف " بوزن المرحوم آدم سميث، الذي لخص لنا الاقتصاد بأنه عيش...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان دهوك.. 12 عاماً من النجاح

 علاء المفرجي يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة...
علاء المفرجي

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

لطفيّة الدليمي هناك لحظاتٌ تختزل العمر كلّه في مشهد واحد، لحظاتٌ ترتفع فيها الروح حتّى ليكاد المرء يشعر معها أنّه يتجاوز حدود كينونته الفيزيائية، وأنّ الكلمات التي كتبها خلال عمر كامل (أتحدّثُ عن الكاتب...
لطفية الدليمي

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

رشيد الخيّون حصلت أكبر هجرة وتهجير لمسيحيي العراق بعد 2003، صحيح أنَّ طبقات الشعب العراقي، بقومياته ومذاهبه كافة، قد وقع عليهم ما وقع على المسيحيين، لكن الأثر يُلاحظ في القليل العدد. يمتد تاريخ المسيحيين...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram