منتصف عقد التسعينات ، واستجابة لضغوط منظمات دولية ، بث الإعلام الرسمي خبراً عن قرب إصدار قرار يسمح بتشكيل أحزاب في العراق ، على قاعدة لصاحبها الحزب الحاكم. احد المقربين من "سلطة اللجنة الأولمبية العراقية" وبأمر "من فوك" او بتعبير اخر من السطح حيث تقع "التانكيات " اعلن نيته تأسيس حزب الخضر العراقي ، وطبع استمارات الانتماء ، تمهيداً لعقد المؤتمر التأسيسي ، وانتخاب الأمين العام ، ثم خوض المعترك النضالي لتحقيق الأهداف بالحفاظ على البيئة ، وجعل العراق بقعة خضراء من زاخو الى الفاو .
المؤسس استطاع ان يقنع الكثير من معارفه وزملائه بالانضمام الى حزبه ، بعد تحركه على المستقلين في الوسط الإعلامي والثقافي ، فاستطاع ان يجمع العشرات من المستقلين ،ليشكلوا النواة الاولى للتنظيم الحزبي ، ومع مرور الوقت ، تواصلت الاجتماعات واللقاءات، وكتبت مسودة النظام الداخلي، بانتظار إشارة الجهات الرسمية ذات العلاقة للسماح بعقد المؤتمر التأسيسي ، وطال الانتظار ، من دون جدوى ، وتعرض المؤسس الى حملة انتقادات ، وموجة من السخرية والمزاح ذي العيار الثقيل وطارده لقب " زعيم حزب الخضر" بحذف احد حروف مفردة حزب ، والرجل تحمل الأعباء وواصل المسيرة ،لحين الحصول على الموافقة الرسمية ،ولم يتحقق له ذلك ، فاعلن تخليه عن لقب المؤسس ، ولم يتخلص من لعنة اللقب الآخر، ولاسيما بعد ان توصل الى قناعة ، بان الإعلان عن تشكيل الاحزاب في ذلك الوقت كان مجرد أكذوبة ، حققت أغراضها في تبني اجراء اصلاحات سياسية وتسويقها الى الخارج ، ليطلع المجتمع الدولي على حقيقة الانفتاح في العراق، والتوجه الجاد نحو الديمقراطية ، والتعددية ، ويوم الزحف الكبير .
مفردة الأخضر تستخدم أحياناً صفة للحمار خال البغل ، ويوم لحن الفنان سرور ماجد أغنية تتغنى بإنجازات المنتخب العراقي لكرة القدم بعنوان" العب الأخضر" بثت مرة واحدة فقط ثم منعت ، لتفسيرها من قبل مسؤول بانها تحمل إساءة للعراق ، والتفسير القديم دخل طي النسيان واصبح خارج التغطية والتداول على الرغم من تكرار مفردة الأخضر ،واستخدامها في الكثير من المناسبات ، وخاصة لدى المهتمين بقضايا البيئة ، ودعاة مكافحة التصحر ، بمطالبتهم المتكررة بإقامة حزام اخضر للعاصمة بغداد للتقليل من تاثير العواصف الترابية والغبار في موسم الصيف .
مع وجود مئات الأحزاب والتنظيمات السياسية في العراق تنشط مع قرب اجراء الانتخابات التشريعية او المحلية ، لايوجد بينها حزب الخضر ، وهذا الأمر يعني وجود احتمالين الأول يتعلق بالخشية من استعادة التفسير القديم وربطه بالحمار ، والاحتمال الثاني الابتعاد عن إثارة المشاكل ، والتعرض لعواقب وخيمة ، بإحالة المفردة الى المنطقة المحصنة المخصصة لكبار المسؤولين في بلد ، يتعرض يومياً لتهديدات وتنظيمات ارهابية ، ربما يكون الصومال او غيره ، وماورد أعلاه لا ينطبق على المنطقة الخضراء ، حفظها الله من كل سوء ، وعدوان ، وجعلها مضيئة ليلاً ونهاراً بكهرباء وطنية ذات أمبيرية ثابتة ، على مدار اربع وعشرين ساعة.
المنطقة الخضراءلصومالية
[post-views]
نشر في: 21 سبتمبر, 2013: 10:01 م