اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > بعد استهداف سرادق العزاء .. مواطنون يطالبون بإقامتها في الجوامع والحسينيات

بعد استهداف سرادق العزاء .. مواطنون يطالبون بإقامتها في الجوامع والحسينيات

نشر في: 22 سبتمبر, 2013: 10:01 م

استهداف مجالس العزاء اصبح ظاهرة  ونقطة تصويب للمجاميع الإرهابية التي  تستهدف أية تجمعات للمواطنين الابرياء، وما تفجيرات المقاهي وملاعب كرة القدم الا دليلا على ذلك، والتفجير الذي هز مدينة الصدر في امس الأول السبت مستهدفا مواطنين في سرادق عزا

استهداف مجالس العزاء اصبح ظاهرة  ونقطة تصويب للمجاميع الإرهابية التي  تستهدف أية تجمعات للمواطنين الابرياء، وما تفجيرات المقاهي وملاعب كرة القدم الا دليلا على ذلك، والتفجير الذي هز مدينة الصدر في امس الأول السبت مستهدفا مواطنين في سرادق عزاء يؤكد بأن المواطن هو المستهدف ومن خلاله تحاول اطراف مجهولة إثارة الفتن والنعرات الطائفية بين أبناء الشعب الواحد، والمصيبة ان التفجيرات التي طالت سرادق العزاء جاءت بعد يومين من توقيع الزعماء السياسيين في البلاد على وثيقة شرف لمنع العنف والاقتتال بين ابناء الشعب،وذكرت الشرطة أن سيارة ملغومة انفجرت قرب سرادق عزاء ثم فجر انتحاري يقود سيارة نفسه، وتبع ذلك انفجار ثالث عند وصول الشرطة وسيارات الإسعاف ورجال الإطفاء إلى موقع الهجوم .
 
وصفوا الحادث بالجحيم
ما ضاعف عدد الضحايا كما يقول الشيخ فلاح الخليفاوي احد سكنة مدينة الصدر الذي وصل عددهم (73)شهيدا بحسب مصدر حكومي ،انه حدث في الساعة الخامسة والنصف مساء اي في ذروة وصول المعزين لسرداق عزاء يخص احد شيوخ عشيرة الفرطوس في يوم وفاته الثالث، مما ادى الى استشهاد عشرات المواطنين وجرح اكثر من 120 مواطنا حالة بعضهم خطرة بحسب مصادر طبية من داخل مستشفى الكندي، ووصف الخليفاوي الحادث الإرهابي بالجحيم بعد ان شاهد الجثث المتفحمة والسرداق يحترق بالمواطنين وحتى الجرحى الناجين قاموا بسبب هول صدمة الحادث بالتهجم على رجال الاطفاء وسيارات الاسعاف الذين كانوا يحاولون نقلهم للمستشفيات بحسب قول الخليفاوي الذي بين للمدى بان : بعض شيوخ ووجهاء العشائر في المدينة سيعقدون اجتماعا من شأنه نقل سرادق العزاء الى أماكن آمنة كالحسينيات والجوامع.
المدى استطلعت آراء بعض المواطنين عن الطريقة المثلى التي من خلالها يجب الحد من تلك الحوادث التي ضحيتها الأولى والأخيرة هو المواطن البسيط.
الاكتفاء بتعازي الهاتف
حادثة تفجير سرادق مدينة الصدر ليست بالجديدة في تلك المدينة ولا باحياء بغداد الاخرى بصورة عامة فقد تكررت التفجيرات في مناطق عدة من العاصمة المنكوبة، وكذلك في المحافظات الاخرى مثل ديالى وكركوك وصلاح الدين وبالاخص في منطقة طوز خرماتو، ولهذا السبب قرر وجهاء وشيوخ عشائر ديالى منع إقامة سرادق العزاء في الشوارع والاكتفاء باقامتها بالجوامع او الحسينيات المحروسة من قبل القوات الأمنية حفاظا على أرواح المواطنين الابرياء، بل ان بعض المواطنين كما يقول المواطن عامر الجبوري : الكثير من عوائلها التي توفي احد افرادها اكتفوا بتلقي المواساة عبر الهاتف لعدم إقامتهم مجلس عزاء للمتوفي وخطوا على جدار بيت المتوفي لافتة تقول(انتقل الى رحمة الله المرحوم(................)ونعتذر عن إقامة مجلس العزاء له حفاظا على أرواح الخلق نتمنى ان تشاركونا الدعاء للمغفور له وسعيكم مشكورا).
إيقافها او نقلها للجوامع
ويرى الجبوري انه من الضروري إيقاف تلك المجالس والاكتفاء بالإعلان اعلاه تجنبا من الاستهدافات والاكتفاء بالمواساة عبر وسائل الاتصال، موضحا بان مجالس العزاء تمثل مصدر استنزاف لجهد القوات الامنية التي عليها ان توفر لسرادق العزاء الحماية الكافية فضلا عن كونها تتعارض مع القواعد الشرعية والدينية ولاسباب عديدة ذكرها اغلب علماء الدين، وجميع تلك الاحتياطات ستؤدي بالتالي الى قطع الطريق امام من يحاول سفك دماء الابرياء وجعل مجالس العزاء اهدافا سهلة للقتلة بحسب قول الجبوري الذي يضيف بقوله او الاعتماد على قاعات المساجد والحسينيات وعدم اقامتها في الشوارع والساحات العامة التي تجعل منها صيدا سهلا للإرهابيين ،فضلا عن اقامتها في الشوارع الرئيسة تجعل منها محل إعاقة للمواطنين وخاصة أصحاب السيارات .
توفير دوريات متنقلة
المواطن محمد السعدي يقول انا لا ارى مبررا موجبا لنصب السرادق لاقامة العزاء على الموتى والشهداء بالظروف الحالية، لكونها اصبحت احد اهداف الارهاب لقتل اكبر عدد من الابرياء، ويرى السعدي ان الحل الامثل هو إقامة المآتم في الجوامع والحسينيات مع توفير الحماية الامنية اللازمة، مقترحا وضع عجلة عسكرية امام تلك المواقع ووضع اخرى خلف البناية لزيادة الاحتياطات من اجل حماية اهل العزاء والمعزين لهم، مؤكدا على وجوب توفير دوريات متنقلة لقوى الشرطة والامن والنجدة حول وداخل المحلات التي تقوم بنصب السرادق والتي توجد فيها جوامع وحسينيات للحيطة والحذر من اية أعمال إرهابية، وتمنى السعدي من الله سبحانه وتعالى ان يحفظ العراق وشعبه من كل مكروه.
قطع الطرق لعدة أيام
المواطن حسين علي يؤكد ان على شيوخ العشائر والحكومات المحلية والمجالس البلدية خلق وعي امني ومجتمعي بخصوص مجالس العزاء وحتى الاعراس التي تقام في الشوارع ،اولا لكونها هدفا سهلا للإرهابيين ،وان اي تفجير بسيط يوقع عشرات القتلى بسبب اكتظاظ مجالس العزاء وكذلك الاعراس بالمواطنين من رجال وشباب واطفال، والامر الثاني كما يقول علي انه من الناحية الاجتماعية تحدث فيها امور غير لائقة مثل عقد تلك المناسبات وسط الشوارع والساحات العامة يتسبب باغلاق الطرق لايام وعرقلة حركة المواطنين، ويرى علي ضرورة خلق وعي من شأنه اقامة المناسبات المحزنة في الجوامع والحسينيات، والمفرحة في القاعات المخصصة لهذا الغرض، مبينا بان تلك الاماكن تكون مخدومة بشكل افضل واكثر أمانا وأوجب كلياقة اجتماعية.
البديل في القاعات الأهلية
هادي محمد من سكنة مدينة الصدر بين للمدى ان التفجير الذي حدث في المدينة مساء السبت الماضي خلف العشرات من الشهداء وهذا يعني نصب سرادق جديدة في شارع الفلاح، مبينا ان الشارع قطع بالكامل بوجه العجلات بسبب نصب مجالس عزاء بالجملة بحسب قوله ،وهذا ما يؤدي الى اختناقات مرورية جديدة في المنطقة المزدحمة، ويرى محمد ان التحول الارهابي الى تفجير المرافق العامة كالمقاهي وملاعب الكرة وسرادق مجالس العزاء يدعونا ومن الاسلم الى اقامة تلك المجالس في الحسينيات والجوامع او القاعات الاهلية بدلا عن اقامتها في السرادق لتفادي خسارة المزيد من الارواح الطاهرة ،واوضح محمد ان تلك القاعات من الممكن توفير الحمايات لها بحيث لايتمكن الإرهابيون من اختراقها، لذا نطالب بضرورة التثقيف بهذا الاتجاه من اجل سلامة المواطنين بحسب قوله.
كارثة إنسانية
الموظفة أم محمد تتساءل بقولها للمدى الى متى ونحن نتنفس الخراب ،ونمارس حياتنا اليومية وسط الدمار والفوضى مع غياب الأمان؟، مضيفة بان الخوف والقلق يغتالان المواطن في كل يوم مع غياب الحكومة عن مسؤولياتها، مبينة بان المواطن يجب ان يعتمد على نفسه لأنه الطريق الوحيد لبرمجة حياته في ظل تنظيم يهيئ له مستلزمات الامن لما يمر به من كوارث، وترى ام محمد ان ما حدث في مجلس العزاء بمدينة الصدر هو بمثابة كارثة إنسانية بكل المقاييس، وقد سبقتها العديد من مجالس العزاء الأخرى التي عانت ولم تسلم من الاستهداف المفخخ لها، مضيفة ان ما حدث يدفعنا الى ضرورة تكثيف الجهود بإقامتها في الجوامع والحسينيات منعا للخطر الذي تتعرض له أرواح الأبرياء، مشيرة الى وجوب تعزيز تلك الأماكن بالحماية اللازمة.
التبرع بأموال العزاء للفقراء
رضا مهدي من سكنة البلديات بين للمدى ان وجود السرادق في الشوارع امر غير حضاري ويتنافى مع تعاليم الدين الإسلامي، لكون منظرها غير جميل ،فضلا عما تخلفه من مكبات للقاذورات بعد انتهاء ايام العزاء وكذلك إعاقتها لحركة السير سوى للعجلات او المواطنين ،ويؤكد مهدي ان تذمر الناس من تلك الحالة يدعو بعضهم الى شتم الميت بدلا من الدعاء له او قراءة سورة الفاتحة عليه، والامر الخطير هو استهدافها من قبل الإرهاب، لان مواقعها بتلك الصورة صعب التأمين لكونها في مناطق مفتوحة، ويؤكد مهدي ان بعض المواطنين يتفاخرون بسعة السرادق وتنوع المأكولات المقدمة للمعزين والبذخ الذي يتجاوز المعقول في بعض الاحيان، وكان من المفترض كما يقول مهدي اما التبرع بالاموال المصروفة الى الفقراء والعوائل المتعففة، او اقامة مجالس العزاء في الجوامع والحسينيات ودفع مبالغ بسيطة لمتوكلي تلك الأمكنة لتوسيعها وبناء مرافق اضافية فيها او توزيع الاموال على فقراء المنطقة وبذلك نكسب مجلس عزاء لا يثقل كاهل أهل المتوفي ماديا او معنويا، ونحافظ كذلك على حياة الأبرياء.
أغلب المحافظات تقيمه 
في الجوامع
الشيخ صالح حسن من أهالي الأمين اختتم تحقيق المدى بشأن هذا الموضوع بقوله ان إقامة مجالس العزاء في المساجد والحسينيات هو امر معمول به في جميع محافظات الفرات الأوسط وكذلك في محافظات الجنوب باستثناء المناطق الريفية ذات الطابع العشائري، ويبين ان الامر معمول فيه حتى في العديد من مناطق بغداد، لكن والقول لحسن ان بعض العشائر تتباهى وتتفاخر بإقامته في الشوارع والساحات، وهذا ما يحمل كواهل العوائل الفقيرة التي تفقد احد افرادها مبالغ مادية تضطر بسببه الى الاقتراض والبقاء في عهدة الدين لسنوات طويلة لانها تخجل ان يكون مجلس عزائها اقل شأنا من مجالس العزاء التي تقيمها عشيرة ذلك الفقير، فالاولى ان يقام المجلس في الجامع او الحسينية حتى لانحمل عائلة المتوفي الفقير مالا تتحمله من اجور السرادق ومواد الطبخ واجرة الطباخ فضلا عن الطعام اليومي صباحا وظهرا ومساء ناهيك عن مبالغ الدفن والنقل وغيرها، اضافة الى ذلك كما يقول حسن ان هذا الامر ينقذنا تماما من الفواجع التي يصنعها الارهاب كالتي حدثت يوم السبت الماضي في مجلس عزاء مدينة الصدر وما خلفته من عشرات الشهداء والجرحى، وتغنينا عن قطع الطرق واشغال الساحات لعدة ايام وما تخلفه تلك المآتم في الساحات والطرق من فضلات طعام وغيرها من الامور كما يقول حسن.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق منارات

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram