اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > يفشلون.. فترتفع أصواتهم!

يفشلون.. فترتفع أصواتهم!

نشر في: 22 سبتمبر, 2013: 10:01 م

بعد يومين من الخسارة الموجعة أمام بازل السويسري، تجمهر الصحفيون حول خوزيه مورينيو مدرب تشيلسي اللندني وسألوه عن سرّ امتناعه الشديد عن الرد على منتقديه من المدربين في أوروبا، وهل هو في عوز أو حاجة إلى أدلة أو براهين أو شجاعة يرد بها على أولئك ، فقال:
(لا أملك الرد على هذا السؤال إلا في الملعب بعد حين.. بالطبع نحن مدربون ، وكلنا لديه قناعات مختلفة أو متباينة في النظرة إلى كل مباراة وإلى كل لاعب، ولهذا فإن الاختلاف حالة صحية ، ولكن لدي عتب على المدربين الذين يعجزون عن الفوز أو الانجاز ولا نرى منهم إلا الضجيج في المؤتمرات الصحفية وكأنهم يقودون فرقاً تسير سيراً ثابتاً في المسابقات)!
هنا بالفعل كان بيت القصيد، ففي الجزء الأول من إجابة مورينيو شيء من الترفـّع عن الخوض في النزاعات التدريبية، لكنه في الجزء الثاني يشخـّص أولئك الذين يفشلون فترتفع أصواتهم.. وفي ذلك تطبيق للمثل القائل إن الجلبة والأصوات المزعجة تصدر دائماً من العلب الفارغة المجوّفة !
السؤال نفسه يجيب عنه المدرب المعتزل اليكس فيرغسون الذي يدرك أسرار الكرة أكثر من غيره بحكم العمر والتجربة، ولاشك أنه مرّ بامتحانات أو ربما محن قاسية حرجة اقتضت منه اللجوء إلى الحكمة في وجه منتقديه.. وهو يقول : أنا في العادة أحترم أي رأي منتقد وخصوصاً حين يخسر فريقي .. ولا أعتبر الأمر معيباً لي .. فالمدربون الذين يوجهون إليّ عبارات الانتقاد يعرفون عمّن يتحدثون ، ولولا نجاحي لما ارتفع سقف النقد الموجه إليّ في الوقت الحاضر، ولهذا لا أجد ما يعيب في أيّ نقد يوجه إليّ وخصوصاً من زملاء المهنة!
ولا يبتعد كارلو انشيلوتي قائد الفريق الملكي عن جو الحكمة والهدوء والتعقـّل، وهو جو يرسمه فيرغسون في إجابته ، لكن المدرب الايطالي يُلفت الانتباه إلى أن النقد يتحوّل إلى (عداوة) شديدة حين يصدر من مدرب متواضع التأريخ .. ويقول (أنا جرّبت ذلك بنفسي .. حين كنت في مقتبل عمري التدريبي لم أجرؤ على نقد المدربين الأطول باعاً مني حتى لو تعثروا ، لكني أجد الأمر مختلفا اليوم .. لقد باتت كلمة (نقد) سبباً لإظهار عداوة غير ايجابية، لا بل استطيع القول إن بعض ما يقوله المدربون عن زملائهم نابع من الحسد ولا ينطلق من ركيزة نقدية تقييمية)!
هذا هو ما أسميته بيت القصيد.. ففي تقديري الشخصي، أجد أن انشيلوتي كان جريئاً إلى أقصى الحدود في هذه الجزئية بالذات ، فقد وضع يده على العلة ، ونطق بالحقيقة كلها حين تحدث عن حسد أهل المهنة الواحدة ، أية مهنة ، لبعضهم البعض .. فالأمر لا يقتصر على التدريب ، إنما يمتد إلى المجالات الحياتية الأخرى التي يتحول فيها أهل المهنة الواحدة إلى ذئاب تنهش ببعضها.
ولهذا يصح القول: إن مفهوم (العداء التدريبي) الشائع في كرة القدم ليس سوى عينة من مشاعر أهل (الكار) الواحد .. فهو مفهوم يختزل كل مشهد في أية مهنة.
ربما يُكثر المدربون حديثهم عن هذا لأنهم نجوم جماهيرية تتردد أصداء كلماتهم في كل زاوية ، وربما لأنهم يجدون في حسد الزمالة ما يطيح بأية اعتبارات للمهنة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

اليوم ..خمس مباريات في انطلاق الجولة الـ 36 لدوري نجوم العراق

بدء التصويت في انتخابات فرنسا التشريعية

"واتساب" يختبر ميزة جديدة عند الفشل بارسال الصور والفيديوهات

تطوير لقاحات جديدة للقضاء على الحصبة نهائياً

الأونروا: سكان غزة فقدوا كل مقومات الحياة

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

المتفرجون أعلاه

جينز وقبعة وخطاب تحريضي

تأميم ساحة التحرير

زوجة أحمد القبانجي

الخارج ضد "اصلاحات دارون"

العمودالثامن: جمهورية بالاسم فقط

 علي حسين ماذا سيقول نوابنا وذكرى قيام الجمهورية العراقية ستصادف بعد أيام؟.. هل سيقولون للناس إننا بصدد مغادرة عصر الجمهوريات وإقامة الكانتونات الطائفية؟ ، بالتأكيد سيخرج خطباء السياسة ليقولوا للناس إنهم متأثرون لما...
علي حسين

قناديل: لعبةُ ميكانو أم توصيف قومي؟

 لطفية الدليمي أحياناً كثيرة يفكّرُ المرء في مغادرة عوالم التواصل الاجتماعي، أو في الاقل تحجيم زيارته لها وجعلها تقتصر على أيام معدودات في الشهر؛ لكنّ إغراءً بوجود منشورات ثرية يدفعه لتأجيل مغادرته. لديّ...
لطفية الدليمي

قناطر: بين خطابين قاتلين

طالب عبد العزيز سيكون العربُ متقدمين على كثير من شعوب الأرض بمعرفتهم، وإحاطتهم بما هم عليه، وما سيكونوا فيه في خطبة حكيمهم وخطيبهم الأكبر قس بن ساعدة الإيادي(حوالي 600 ميلادية، 23 سنة قبل الهجرة)...
طالب عبد العزيز

كيف يمكن انقاذ العراق من أزمته البيئية-المناخية الخانقة؟

خالد سليمان نحن لا زلنا في بداية فصل الصيف، انما "قهر الشمس الهابط"* يجبر السكان في الكثير من البلدان العربية، العراق ودول الخليج تحديداً، على البقاء بين جدران بيوتهم طوال النهار. في مدن مثل...
خالد سليمان
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram