TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > "موت " خرماتو

"موت " خرماتو

نشر في: 22 سبتمبر, 2013: 10:01 م

قضاء طوزخرماتو، شهد مؤخراً سلسلة انفجارات بسيارات مفخخة ، وشكلت لأجله لجنة حكومية بوصفه منطقة منكوبة ، لمنح سكانه تعويضات مالية لقاء الأضرار التي أُلحقت بمنازلهم ، وممتلكاتهم ، ومع ما اعلن بخصوص اتخاذ تدابير وإجراءات أمنية، تواصلت الهجمات وبشكل شبه يومي ، فاستحق القضاء تسمية "موت خرماتو" فحل "مثلث برمودا" في الخريطة العراقية ، وسط غياب اعتماد خطة جديدة قادرة على إيقاف مخطط التدمير الشامل للقضاء، وإجبار أهاليه على البحث عن مناطق آمنة.
في حديث لإذاعة محلية قال اكاديمي ان جهة سياسية لم يسمها ، سلمت النائب عن ائتلاف دولة القانون ياسين مجيد قبل مدة معلومات عن تفاصيل مخطط استهداف القضاء وإفراغه من سكانه ، ليسلمها النائب بدوره الى رئيس الحكومة ليتخذ القرارات المناسبة لإحباط المخطط ، ومن يقف وراء تنفيذه ، وابدى الاكاديمي أسفه الشديد لتجاهل أصحاب القرار التعاطي مع تلك المعلومات ، مقابل ذلك أعلن سياسي تركماني بان الأحداث الأخيرة التي شهدها القضاء ، أجبرت مئات الأسر على ترك منازلها والتوجه الى بغداد ومحافظتي النجف وكربلاء ، لإدراكها بان الأجهزة الأمنية عاجزة عن أداء واجباتها في توفير الحماية لسكنة القضاء ، ولعل اغرب ما ذكره السياسي الذي كان عضواً في مجلس النواب بدورته السابقة ، ان سائق السيارة المفخخة التي انفجرت في القضاء الاربعاء الماضي ، مر عبر السيطرة المتمركزة في مدخل طوزخرماتو ، وادى التحية لعناصرها وقابلوه بأحسن منها بعد ان ذكر لهم ، بانه متوجه الى بيت فلان من دون تفتيش سيارته الملغمة صديقة أجهزة الكشف عن المتفجرات ، وبعد نصف ساعة حدث الانفجار ، وأضيفت لقائمة ضحايا الإرهاب أسماء جديدة .
مهزلة إدارة الملف الأمني بحسب المعنيين بهذا الشأن من خبراء و ضباط سابقين ، أصبحت عصيّة على الحل ، لأسباب تتعلق بثقة صاحب القرار بمسؤولين أمنيين ، دخلوا الى المؤسسة الأمنية من الباب الخلفي ، فنالوا ثقته، لانهم بددوا مخاوفه وهواجسه من تنفيذ انقلاب عسكري ، بتعهدهم بالوقوف الى جانبه، لإحباط المؤامرات الداخلية والخارجية الساعية ، لإلحاقه بمنتدى المخلوعين والمعزولين .
"موت خرماتو" عنوان مرشح ليطال مدناً ومناطق عراقية أخرى ، بوجود هاجس الخوف من الانقلاب العسكري ، فتركز الجهد الأمني في أماكن منتخبة ، على وفق نظرية سابقة ، تعتمد نشر عشرات الدبابات والمدرعات حول مبنى الإذاعة ومرسلات البث في منطقة أبو غريب ، في وقت شهد العراق افتتاح مئات الإذاعات والفضائيات ، واستعداد قواعد شعبية تابعة لأحزاب متنفذة للدفاع عن رموزها لتبقى في مواقعها ومناصبها لعشر دورات متتالية ، واستناداً الى هذه الحقيقة الحاضرة في المشهد السياسي العراقي ، لا وجود للهواجس والمخاوف من الانقلاب العسكري ، وإعلان بيان رقم واحد ، ورسوخها في أذهان البعض يعني الإصابة بمرض الوهم ،( ويا طبيب صواب دلّالي كلف ) ابعدوني عن سماع أخبار تفجيرات "موت خورماتو" .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق منارات

الأكثر قراءة

العمود الثامن: "علي بابا" يطالبنا بالتقشف !!

العمود الثامن: بلاد الشعارات وبلدان السعادة

العمود الثامن: المستقبل لا يُبنى بالغرف المغلقة!!

العراق.. السلطة تصفي الحق العام في التعليم المدرسي

شرعية غائبة وتوازنات هشة.. قراءة نقدية في المشهد العراقي

العمود الثامن: ليلة اعدام ساكو

 علي حسين الحمد لله اكتشفنا، ولو متاخراً، أن سبب مشاكل هذه البلاد وغياب الكهرباء والازمة الاقتصادية، والتصحر الذي ضرب ثلاثة أرباع البلاد، وحولها من بلاد السواد إلى بلاد "العجاج"، وارتفاع نسبة البطالة، وهروب...
علي حسين

قناطر: المسكوت عنه في قضية تسليم السلاح

طالب عبد العزيز تسوِّق بعضُ التنظيمات والفصائل المسلحة قضية الرفض بتسليم أسلحتها الى الدولة على أنَّ ذلك قد يعرض أمن البلاد الى الخطر؛ بوجود تهديد داعش، والدولة الإسلامية على الحدود مع سوريا، وأنَّ إسرائيل...
طالب عبد العزيز

ناجح المعموري.. أثر لا ينطفئ بعد الرحيل

أحمد الناجي فقدت الثقافة العراقية واحداً من أبرز رموزها الإبداعية، وهو الأديب ناجح المعموري الذي توزعت نتاجاته على ميادين ثقافية وفكرية متعددة، القصة والرواية والنقد والميثولوجيا. غادرنا بصمت راحلاً الى بارئه، حيث الرقدة الأخيرة...
أحمد الناجي

من روج آفا إلى كردستان: معركة الأسماء في سوريا التعددية

سعد سلوم في حوارات جمعتني بنخبة من المثقفين السوريين، برزت «حساسية التسميات» ليس كخلاف لفظي عابر، بل كعقبة أولى تختزل عمق التشظي السوري في فضاء لم تُحسم فيه بعد هوية الدولة ولا ملامح عقدها...
سعد سلّوم
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram