اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > الجيران واغتيال الحياة العراقية

الجيران واغتيال الحياة العراقية

نشر في: 8 نوفمبر, 2009: 05:08 م

عامر القيسي اخر التقليعات التي يتبعها جيران العراق في مواقفهم الاخوية من الشعب المسلم الجار المظلوم، هي قطع المياه أو تقنينها، في افضل حالات التعبير عن التضامن مع الشعب العراقي. ربما بامكان المواطن العراقي ان يفهم الكثير من المواقف السلبية من العراق الجديد التي يتخذها اخوة الدم والدين واللغة والتأريخ والمصير المشترك،
 كما تعلمنا في المرحلة الابتدائية من درس التربية والوطنية، وكما تعلمنا في درس التربية الاسلامية من قول الرسول محمد (ليس منّا من بات شبعان وجاره جائع) او توصياته الانسانية بالغة الحساسية (جارك ثم جارك ثم جارك). هذا فضلا عن كل المواثيق الدولية التي تمنع الايذاء المتعمد أو الاضرار بمصالح الجيران ضمن اطار العلاقات الاقليمية.لكن هذا المواطن نفسه لايستطيع ان يفهم التكاتف، المتفق عليه أو غير المتفق عليه، على تجويع الشعب العراقي واضافة مفردات جديدة لانواع التهجير التي عاناها شعبنا، والتي مازال يعانيها، بسبب سياسات النظام السابق واليوم بسبب سياسات الجيران، سواء على مستوى اعاقة تطور العملية السياسية في البلاد أم في خلق اشكالات جديدة تؤدي في النهاية الى اظهار عجز القيادات السياسية العراقية عن الحفاظ على المصالح الوطنية العراقية. التصريحات عن التضامن مع العراق وشعبه وتجربته الجديدة شبعنا منها حد التخمة، وشعارات الحرص على العراق حفظناها مثل الصفحة الاولى لتعلمنا القراءة والكتابة (دار دور نار نور)!. ولو تحولت الشعارات والتصريحات الى افعال حقيقية من قبل جيراننا الاكارم لكنّا في جنات تجري من تحتها الانهار! الواقع غير ذلك تماما، بل انه معاكس له بمقدار 180 درجة. ما نلمسه، من دون مجاملة، هو سياسة ايذاء متعمد ومنهجي في كافة مجالات نشاطات الحياة العراقية، محظورات ومعرقلات في السفر، تعقيدات لااول لها ولا آخر لاقامة العراقيين في بلدان الجوار، احتضان للمجموعات الارهابية من كل صنف وتحت كل التسميات، اريحية كرم بلا حدود لكل من يعادي الوضع العراقي، اسلحة للقتل تعبر لقتل العراقيين بالجملة، بما في ذلك الاطفال، دون رقيب، ان لم تكن بعلم ودراية، واخيرا وليس آخرا محاولة اغتيال الحياة بالجملة والمفرد، الحياة الزراعية والحيوانية والبشرية، حتى الافاعي فرّت من المواقع التي خصصتها الطبيعة لها، الى بيوت المزارعين الذين يتهيأون لهجرة ثانية أو عاشرة لااحد يعلم غيرهم!، باحثة عن قطرة ماء أو ظل رطوبة. الكلام المعسول على شاشات الفضائيات واللقاءات الرسمية غير الموت الاجرد الذي تتعرض له الحياة العراقية برمتها، فتركيا صاحبة المنبعين تتلاعب بمقدراتنا كما تشاء حتى يذهب اليها سياسيونا ليقدموا لها كل اشكال التنازلات من مختلف الجوانب حتى تتكرم علينا بامتار مكعبة من الماء ضاربة عرض الحائط كل الاتفاقات الدولية بشأن تقاسم المياه، وايران تحوّل نهرا كاملا عن مجراه لاعتبارات (فنية) فيموت عندنا الزرع والنخل والسمك والنحل والماشية وتهجر القرى، والادهى من ذلك انهم يرسلون الينا بدل ماء الحياة، نفاياتهم لتحيل ماتبقى لنا الى مناطق ملوحة وتلوث! شكرا للجيران، كل الجيران، على تصريحاتهم التي لم تتوقف حتى لحظة كتابة هذا التحقيق! والعتب كل العتب الشعبي والنخبوي والوطني على قادتنا الكرام الذين برعوا بسياسة دفن الرؤوس في الرمال حتى لايروا ولا يسمعوا ولا يتكلموا. العتب، كل العتب عليهم وهم يحولون رحلاتهم المكوكية الى عواصم الجيران الى رحلات لتبويس اللحى وليس لوضع النقاط على الحروف وانقاذ من انتخبوهم من تسمية جديدة لهجرة مضنية جديدة تضاف لهجراتنا متعددة الالوان والاشكال!!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

وزير الداخلية في الفلوجة للإشراف على نقل المسؤولية الأمنية من الدفاع

أسعار الصرف في بغداد.. سجلت ارتفاعا

إغلاق صالتين للقمار والقبض على ثلاثة متهمين في بغداد

التخطيط تعلن قرب إطلاق العمل بخطة التنمية 2024-2028

طقس العراق صحو مع ارتفاع بدرجات الحرارة خلال الأيام المقبلة

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram