يأتي الهجوم المسلح على مركز تجاري في العاصمة الكينية نيروبي السبت ليبرز تساؤلا عن خصوصية هذه المدينة بالنسبة لتنظيم القاعدة الذي تبنى ذراعه الصومالي حركة الشباب هذا الهجوم. فالعاصمة الكينية كانت مسرحا للظهور الأول لتنظيم القاعدة على الساحة الدولية.
يأتي الهجوم المسلح على مركز تجاري في العاصمة الكينية نيروبي السبت ليبرز تساؤلا عن خصوصية هذه المدينة بالنسبة لتنظيم القاعدة الذي تبنى ذراعه الصومالي حركة الشباب هذا الهجوم.
فالعاصمة الكينية كانت مسرحا للظهور الأول لتنظيم القاعدة على الساحة الدولية. وفي السابع من أغسطس عام 1998 نفذ التنظيم هجومين بسيارات مفخخة على السفارة الأميركية في نيروبي وفي العاصمة التنزانية دار السلام أيضا.
ونال نيروبي وحدها سقوط 250 ضحية في هذا الهجوم، ودفع إدارة الرئيس الأسبق بيل كلينتون إلى ضرب أهداف في السودان وأفغانستان، اعتقادا بأنهما نقطتا انطلاق الهجمات.
وتعد نيروبي هدفا ثمينا دائما لتنظيم القاعدة منذ بدء عملياته خارج أفغانستان، حيث عادة ما يستهدف رموزا اقتصادية وسياسية مهمة في العالم ترتبط بشكل وثيق بالمصالح الأميركية على وجه الخصوص والغربية بصفة عامة.
وقد شهدت مدينة أخرى في كينيا، وهي مومباسا، هجوما نوعيا من القاعدة- حسبما أشارت نتائج تحقيقات فيما بعد- عندما استهدف مسلحون عام 2002 طائرة إسرائيلية لحظة إقلاعها بصاوخين، لكنهما أصابا الهدف. وكينيا من الدول الإفريقية التي تعد محطة مهمة للاستثمارات الإسرائيلية ولها تعاون أمني مع إسرائيل. وبعثت إسرائيل فريقا أمنيا لمعاونة السلطات الكينية في إنهاء أزمة الرهائن بالمركز التجاري.
وتعتبر نيروبي من أشهر المدن في شرق أفريقيا، وتأتي في المرتبة رقم 12 في ترتيب أكبر المدن في أفريقيا.
وهي واحدة من المراكز المالية والسياسية ذات الثقل في القارة السمراء، إذ تعد مركزاً للأعمال التجارية الدولية.
وتستضيف المدينة أكثر من 100 شركة ومنظمة دولية رئيسية بما فيها برنامج منظمة الأمم المتحدة للبيئة والمقر الرئيس للأمم المتحدة في أفريقيا والشرق الأوسط.
وتعد سوق الأوراق المالية في كينيا واحدة من أكبر الأسواق المالية في أفريقيا وتأتي في المرتبة الثانية من حيث القدم في التبادل المالي في القارة. ونيروبي هي الرابعة في حجم المعاملات التجارية غرب إفريقيا وقادرة على إنجاز 10 مليون عملية تجارية في اليوم الواحد.
وهي أيضا مدينة سياحية بالدرجة الأولى ومقصد هام لقضاء العطلات بالنسبة للأوروبيين لما لها من طقس معتدل ومزارات طبيعية جذابة. بالإضافة إلى طابعها الغربي الذي يظهر في المعمار والبنى التحتية.
وفي عام 2009، ذكرت تقارير أن عناصر من حركة الشباب في الصومال المجاور خططت لاغتيال وزيرة الخارجية الأميركية خلال زيارة قامت بها لنيروبي.
لكن المدينة لم تعد رمزا اقتصاديا وسياسيا فقط تستهدف من خلاله القاعدة ضرب المصالح الغربية، بل بدخول كينيا في مواجهة مباشرة مع حركة شباب، أصبحت عدوا مباشرا لهذه الحركة التي تنتسب تنظيميا للقاعدة.
وكان الجيش الكيني دخل الصومال عام 2011 وينتشر منذ ذلك الحين في الجنوب في إطار قوة إفريقية متعددة الجنسية تدعم الحكومة الصومالية في مواجهة المتشددين، ومن ناحية أخرى تحمي حدود كينيا الشرقية من تدفق المسلحين واللاجئين.