أغاظني وأثار مواجعي، خبر وصول لفيف من مثقفي مصر إلى بغداد، لالتماس رئيس مجلس الوزراء التمديد لممثل العراق لدى جامعة الدول العربية السفير الدكتور قيس العزاوي. والالتماس المصري لا علاقة له كما عرفت برغبة السفير في تمديد خدمته بالقاهرة. انه يأتي ليعبر ع
أغاظني وأثار مواجعي، خبر وصول لفيف من مثقفي مصر إلى بغداد، لالتماس رئيس مجلس الوزراء التمديد لممثل العراق لدى جامعة الدول العربية السفير الدكتور قيس العزاوي. والالتماس المصري لا علاقة له كما عرفت برغبة السفير في تمديد خدمته بالقاهرة. انه يأتي ليعبر عن قناعة طائفة من المثقفين والمشتغلين في الشأن السياسي والعام في مصر، بالحضور الاستثنائي لسفير عراقي، يجمع بين المعارف السياسية والثقافية ويجيد ادارة العلاقات العامة، واستطاع خلال فترة وجيزة استقطاب ابرز المثقفين والقادة السياسيين وإشراكهم في الهم العراقي.
وفي مناخ الفساد الطاغي والمستشري، الذي تفضل الدكتور إبراهيم الجعفري بشمول العراقيين جميعا بالضلوع في مباءاته، بقوله انه "اصبح ثقافة سائدة"، قدم قيس العزاوي، نموذجاً آخر للعراقيين الذين لم يلوثهم الارتزاق والفساد، وثابر ليصنع الضد من النموذج الذي أراد الصديق الجعفري ان يشمل به كل العراقيين، بمن فيهم الذين يلتقطون رزق عيالهم من فضلات اهل المنطقة الخضراء، وحاويات قمامة اللصوص الكبار المحميين من المالكي وقادة الدولة. فالسفير العزاوي وظّف ميزانية النثرية المحدودة شهرياً التي تخصصها الخارجية العراقية بالكامل، للفعاليات الموصوفة ثقافياً لصالح العراق "الجديد". ويقول أصدقاء له انه لا يوفر جيبه الخاص، أحياناً، لفعاليات إضافية، اذا وجد ذلك ضرورياً.
كان قيس العزاوي، الوطني، القومي الانتماء، على انفتاح وتحضر، من بين العراقيين الذين كرسوا وجودهم في الخارج للنضال مع القوى والشخصيات الوطنية ضد الدكتاتورية، وعاد الى العراق متجنباً "الركوب على دبابة أميركية" لا كما يحاول الموتورون اتهام كل عائد بأنه "راكبُ" دبابة. وظل ينافح من موقعه في رئاسة تحرير جريدة "الجريدة" لسان حال الحركة الاشتراكية العربية، ومع رفاقه في قيادة الحركة طوال سنوات. ولم يكن متهالكاً على موقعٍ أو تنطعٍ لمنصب وزاري، لولا اختياره من حركته لتمثيلها، في متاهات السلك الدبلوماسي، وتنسيبه الى تمثيل العراق في الجامعة العربية.
لست معنياً بما سيؤول اليه جهد البعثة الثقافية المصرية التي لم اكن ارغب في تعنّيها مشقّة السفر الى بغداد في ظل أجواء لم تتوقف فيها مشاهد استباحة أرواح العراقيين من الشيعة الفقراء بمفخخات القاعدة، واستهدافات المكونٍ السني بالقتل على الهوية والتهجير القسري، ولم اكن ارى في هذه الأريحية ما يعزز قامة العراقيين المهيّضة بفعل الاستعلاء والانفراد والغطرسة التي يُدار بها الحكم. لكن ما يعنيني، الإهانة التي يتعرض لها الأبناء المخلصون من العراقيين الاكفاء في وطنهم، حيث يتسلط على مقدراتهم لصوص المال العام وعديمو الكفاءة والنزاهة والاهلية. وحيث يحظى فيه المشمولون باجتثاث البعث، خدم الصف الاول من قادة النظام السابق، بالرعاية والامتياز والحظوة، والاستثناء من ضوابط التعيين وشروط العمر.
وللمثقفين اعضاء البعثة والقارئ العراقي ان يعرفوا، ان المالكي في وقت رفض التمديد لموظفين في وزارة الخارجية ومنهم الدكتور قيس العزاوي، فإنه عيّن احد مستشاري حسين كامل في التصنيع العسكري، رغم انه مشمول بالارهاب، وقد تجاوز سن التقاعد، في مركز مساعد الامين العام لجامعة الدول العربية.
انا مغتاظ وحزينٌ على قيس العزاوي.. كان عليه ان يستقيل..!
وهلهولة للقائد الضرورة، مختار العصر، ولحزبه القائد..
جميع التعليقات 1
شكري العراقي
سلمت لكل الباحثين عن الحقيقه ياابانبيل