 ترجمة المدى قال ناشطون في المعارضة ان صدامات وقعت بين مجموعتين منفصلتين من الثوار كلتاهما مرتبطة بالقاعدة شمال شرق سوريا الأحد، في حين انهار وقف اطلاق النار الهش غرباً  بين مقاتلين منتمين للقاعدة و ثوار مدعومين من الغرب و بين الجيش السوري

 ترجمة المدى

 قال ناشطون في المعارضة ان صدامات وقعت بين مجموعتين منفصلتين من الثوار كلتاهما مرتبطة بالقاعدة شمال شرق سوريا الأحد، في حين انهار وقف اطلاق النار الهش غرباً  بين مقاتلين منتمين للقاعدة و ثوار مدعومين من الغرب و بين الجيش السوري الحر .  تتزايد الانقسامات بين فصائل المعارضة في شمال سوريا  ما يزيد في تعقيد الفوضى في ساحات القتال، و يشتت ما يسميه قادة الثوار بأولى أولوياتهم و هي محاربة نظام الرئيس بشار الأسد . التنافس على المناطق و الموارد و النفوذ فضلا عن الخلافات الأيديولوجية ، كلها تسهم في هذه الانقسامات التي يقول عنها قادة الجيش السوري بانها وصلت الى نقطة حرجة . في منطقة الحسكة شمال شرق البلاد، قام مقاتلون من دولة العراق و الشام الإسلامية بمهاجمة جبهة النصرة و الاستيلاء على مقرها و أسلحتها و معدات إنتاج النفط ، حسب المرصد السوري لحقوق الأنسان الذي يتخذ من  بريطانيا مقراً له . و أضاف المرصد ان جبهة النصرة لديها القليل من المقاتلين في مقرها لأنهم حاليا يقاتلون القوات الكردية في مناطق اخرى .  تعهدت جبهة النصرة  بالولاء لزعيم القاعدة أيمن الظواهري، إلا ان زعيمها رفض عرضاً للاندماج مع دولة العراق و الشام الإسلامية .مع ذلك فلقد قاتلت المجموعتان الى جانب بعض و من غير الواضح ما اذا كانت الصدامات بسبب نزاع محلي او أنها دلالة على توترات أكبر .
جاءت صدامات الحسكة بعد أيام من قتال عنيف بين مقاتلي دولة العراق و الشام الإسلامية و أفراد من ألوية اكثر اعتدالاً مدعومة من الغرب تنتمي الى الجيش السوري الحر في مدينة آزاز الستراتيجية التابعة لمحافظة حلب على الحدود مع تركيا .
اندلع القتال بين دولة العراق الإسلامية و أفراد من لواء العاصفة الشمالية الأسبوع الماضي، عندما حاصر مقاتلو دولة العراق مستشفى ميدانياً مطالبين لواء العاصفة بتسليم طبيب ألماني سوري الأصل ادعوا بانه كان يلتقط صوراً لمقاتلين مصابين من دولة العراق الإسلامية . كان ذلك القتال هو الأخير في سلسلة اشتباكات بين دولة العراق الإسلامية و قوات الجيش الحر في المحافظات الشمالية، حيث قتلت دولة العراق قادة كبار من الجيش الحر، كما تتزايد الشكاوى من انتهاكات الإسلاميين  للعدالة  و حقوق الأنسان في سعيهم لإقامة دولة إسلامية .
توسطت المجموعتان في وقف لإطلاق النار الجمعة لوضع حد للقتال في آزاز ، الا ان العاصفة الشمالية اصدرت الأحد بيانا تقول فيه ان الاتفاق يعتبر لاغياً بعد ان فشلت دولة العراق  بتسليم الأسرى بما فيهم الطبيب الألماني واحد الناشطين الإعلاميين السوريين ضمن مهلة 48 ساعة . جاء في البيان " في 19 ايلول قدمنا الاتفاق المبرم  مع دولة العراق الإسلامية و المادة واحد التي تنص على وقف اطلاق النار و الالتزام بعدم انتهاكها و قد التزمنا بذلك ".
" المادة اثنين ، التي تنص على اطلاق سراح كافة المعتقلين بما فيهم الصحفي محمد نوري من مركز آزاز الإعلامي ، لم يتم تنفيذها بالكامل حيث اطلق سراح تسعة اسرى فقط نشرت اسماؤهم في بيان سابق "
" لذلك، و بعد تجاوز المهلة فترة 48 ساعة ، فاننا نعتبر دولة العراق الإسلامية قد انتهكت الاتفاق و لم تلتزم به ".
قال ناشط من حلب ان آزاز كانت هادئة نسبيا الأحد، و هناك دلالات على انتقال دولة العراق الإسلامية لتوسيع سيطرتها على مناطق جديدة غرب آزاز في باتابو و هازانو . و قال ان دولة العراق الإسلامية وافقت – بموجب الاتفاق – على مغادرة المدينة ، و هذا ما لم تفعله ، و لم يطلق سراح الناشطين المعتقلين بمن فيهم الطبيب الألماني ." كان المفروض ان يغادروا المدينة يوم أمس لكنهم لم يفعلوا ". في علامات اخرى على تصلب  الانقسام بين فصائل الثوار، فقد ذكرت مصادر الجيش السوري الحر ان الاستعدادات جارية لدرء المزيد من هجمات منافسيهم . و قال مصدر عسكري كبير في الجيش الحر ان افواج الجيش الحر تلقت معلومات بان دولة العراق الإسلامية تتهيأ لعمل كبير خلال الأسبوعين القادمين و ان هناك اشارات على انها تعتمد على موارد و قوى بشرية من الحدود العراقية .
منذ اشهر و العلاقات تتدهور بين الجيش السوري الحر والمجاميع الإسلامية ، و وصلت الى ذروتها في الصدامات الأخيرة في آزاز .
تحالفت المجموعة الرئيسية المعارضة – التحالف الوطني السوري – مع الجيش السوري الحر و اصدرت بيانا الجمعة تنأي فيه بنفسها عن المجاميع الإسلامية و تتهمها بالعمل ضد مبادئ الثورة السورية . جاء في البيان " لم تعد دولة العراق و الشام الإسلامية تقاتل نظام الأسد ، انها تعزز مواقعها في مناطق محررة على حساب سلامة المدنيين . انها تلحق بالشعب قمعاً شبيهاً بقمع البعث و نظام الأسد".
قال لؤي مقداد  الناطق باسم الجيش السوري الحر ان دولة العراق غير مرغوب فيها من قبل الشعب السوري و هي تعمل ضد القضية " نريد من شعبنا ان يختار رئيسه و مستقبله ،لا ان يفرضا عليه من جهات خارجية". و اضاف قائلا " ان لهم اجندتهم الخاصة، و قد كذبوا علينا عندما قالوا انهم جاءوا لمساعدتنا في قتال الأسد بينما كانوا في الحقيقة يريدون بناء دولة اسلامية . لا نريد ان نبدأ قتالا آخرا، لكن علينا حماية شعبنا ".
لقد حرم الجيش السوري الحر من الأسلحة من قبل مؤيديه الغربيين خشية من وقوعها بأيدي القاعدة . و قال مقداد ان المناوشات الأخيرة يمكن ان تعطي ثقلا لحجتهم في الحاجة الى المزيد من الموارد " نحن نقاتل على جبهتين الآن، و هذا يعتبر برهانا – للغرب – باننا لا نتعاون مع القاعدة ".
مع العملية الرئيسية للقاعدة على الحدود التركية، فان تركيا تسعى ايضا الى ان تنأى بنفسها عن أي دعم للثوار المتشددين، حيث قال الرئيس التركي عبدالله جول ان بلاده " لا تحتمل " ظهور مجاميع  القاعدة في مشهد الصراع السوري ، " لن نسمح بأي تشكيل وراء حدودنا من شأنه ان يهدد تركيا و المنطقة . نحن لا نحتمل  ذلك ". و اضاف جول ان تهديدات الراديكالية و الإرهاب الناشئة من الحرب الأهلية السورية طانت من أهم القضايا بالنسبة لتركيا و غالبا ما تتم مناقشتها مع الجيش .
عن : الديلي ستار