بورصة مشتعلة ولاعبون غير ملتزمين وإدارات تبحث عن الاحترافية بعملها وسوء تخطيط يسود العملية الرياضية برمتها خصوصاً في مجال الساحرة المستديرة التي للأسف حتى الآن لا نفقه كيف نتعامل معها لنصل إلى ما نصبو إليه.
كل تلك الأمور متواجدة في دورينا للأسف ومحاولة الخلاص منها باتت تشكل لنا معضلة وحلماً يراود محبي تلك الساحرة ، بل أصبح يهدد كيانها واستقلاليتها ويُفقدها سحرها وجمالها الأخاذ ، وإلا ما معنى أن لاعبا يوقع يوم أمس على عقد مبرم بينه وبين إدارة النادي الفلاني وينتظر في الغد تصديقه لدى اتحاد اللعبة نفاجأ به في اليوم التالي أنه يوقع على عقد جديد مع نادٍ آخر، وهنا يجب الوقوف وقفة جادة وجريئة أمام هؤلاء اللاعبين الذين هم من يفقدوا كرة القدم قيمتها الحقيقية ويجعلوها سلعة تباع وتشترى!
أنا لم أقف يوماً بوجه هؤلاء اللاعبين ولم أنل من رزقهم الذي صاروا يعيشون عليه لكن تلك الأفعال ستلقي بظلالها على ديمومة الكرة العراقية، بل ربما تجعلها في مصاف الدول المتأخرة رياضياً وتطيح بالآمال والأحلام بالأمس القريب، كانت تؤطّر حياتنا وتجعل الأمور وردية لعشاق تلك الساحرة، فلو تركنا موضوعة الولاء والوفاء للفانيلة واللون الذي يعد شعارا لأي نادٍ وصرنا نتحدث باحترافية ونمنح اللاعبين حقهم باختيار الفريق الذي يلبي طموحهم على أساس إننا نعيش عصر الاحتراف فما بال اللاعب عندما يتفق مع نادٍ ويكمل كل الأمور التي من شأنها أن تجعله احد لاعبي الفريق وبين ليلة وضحاها نجد اللاعب يتفق أيضاً مع نادٍ آخر فهل هذا الاحتراف الذي نسمع عنه في بقية الدول المجاورة وغيرها ؟
حدث معي شخصياً من دون ان ينقله لي أحد حيث صرح لي مدير علاقات نادي دهوك ان مجموعة لاعبين وقعوا للنادي وسيرتدون فانيلته في الموسم المقبل بضمنهم لاعب فريق الشرطة شيركو كريم ، وبعد 24 ساعة صرح لي احد أعضاء المكتب الإعلامي لنادي الشرطة بأن شيركو وقع مع نادي الشرطة !! ألم تشكل تلك معضلة وظلماً بحق الكرة العراقية، فما بال شيركو الذي لازال يمثل منتخب الناشئين أن يتنقل بين الأندية ويوقع يوميا على كشوفات نادٍ معين ؟! هذا اللاعب لو واجه رادعاً قوياً يمنعه من تكرار تلك الفعلة لما فعلها والأمر ينسحب على لاعب فريق الشرطة أيضا محمد فيصل الذي صرح لي عضو المكتب نفسه بأنه وقع للشرطة وفي اليوم التالي صرح عضو المكتب الإعلامي لنادي النفط انه وقع لنادي النفط وكذلك الحال مع حارس مرمى منتخبنا الوطني الذي بادر للتوقيع على كشوفات نادي الطلبة أمام الملأ وبمحض إرادته واعتمدت الخبر جميع وسائل الإعلام حتى الخارجية منها كونه يعد حارساً لمرمى العراق لكن بعد أيام قلائل عاد صبري ليوقع مع نادي القوة الجوية!
والحادثة الفريدة التي لم تشهدها أنديتنا منذ زمن عمالقة الكرة العراقية الذين أنهوا مشوارهم الرياضي بالنادي نفسه الذي وطأت أقدامهم أرضه منذ صباهم إلى يوم اعتزالهم هي حادثة لاعب نادي أربيل سعد عبد الأمير الذي حضر إلى مبنى نادي الشرطة بكامل قواه العقلية ووقع على كشوفاتهم والتقط مجموعة من الصور التي نشرت على موقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك ليُسعد محبي القيثارة في تلك الليلة أن فريقهم كسب لاعبا مرموقاً في خط الوسط لكن بعد ساعات قلائل استيقظنا على نبأ توقيع عبد الأمير على كشوفات نادي أربيل ! لا اعرف كيف غيـَّر رأيه خلال ساعات قلائل أي أننا نمنا واستيقظنا فماذا حدث هل رأى كابوسا مزعجا منعه من تكملة المشوار مع الشرطة أم انه ندم على ذلك غير مكترث لما سيترتب عليه من مردود سلبي قد يؤثر على مسيرته القصيرة مع الكرة ويفقد الثقة بـه من قبل الجميع .
كلمة نقولها للاعبينا عليكم أن تضعوا الجيل الذهبي للكرة العراقية نصب أعينكم وتعملوا بصدق وإخلاص لأن التأريخ لم ينس شيئا والدليل لا زال هدف درجال في مرمى كوريا عالقا في الأذهان ولا زال وفاء حسين سعيد لنادي الطلبة محفورا في وجدان محبيه كيف انتقل جميع لاعبي المنتخب الوطني لنادي الرشيد إلا سعيداً أبى أن يغادر أسوار الأنيق عسى إن يتعظ عبد الأمير وصبري وفيصل وكريم وغيرهم من لاعبي اليوم.
أين قيمة الاحتراف؟!
[post-views]
نشر في: 23 سبتمبر, 2013: 10:01 م