TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > ترهيب طاهر !

ترهيب طاهر !

نشر في: 23 سبتمبر, 2013: 10:01 م

في منظومة كرة القدم يعد العقل الإداري المحنك المسؤول الأول عن سمو النادي إلى قمم المجد في تأريخ بطولات الكرة العراقية لاسيما بعدما يواجه معاناة مؤلمة وسط حشود جماهيرية قتلها الصبر 15 عاماً انتظاراً لليلة استثنائية يعي أصحاب الفانيلات الخضر أنها استحقت أن يذرفوا من أجلها الدموع أكثر من نضحهم عرق مباريات الموسم.
من يسجّل أسمه في مقدمة الأندية بطلاً غير عادي في ميدان التحدي ويقبض قلبه على فرح ليلة العمر لابد أن يكون نموذجاً للجميع في توظيف انتصاره وتجربته الفريدة وبروزه الكفء ويحافظ على اتزانه من دون أن تغرّه زعامة اللعبة وينفر بغضب أمام أية شاردة في معرض النقد الإعلامي الذي وُجِد للإصلاح والتحذير والنصيحة مهما كان قاسياً إذا سُدّد بأقلام (طاهرة) ليستدرك البطل قيمة الكلمة ويردّ بوقار هيبته ولا يطفىء وهج سطوعه في ظلمة التخبط العارم الذي يغرق به العمل الإداري للعبة ، بل يكون بمصاف الحكماء ويرتقي بنبل وفروسية مثلما قادته ليكون الإداري الأول في الموسم.
ترى من دفع رئيس الهيئة الإدارية لنادي الشرطة إياد بنيان الفارس الأول في (الإدارة الرياضية) كما يستحق ليضع الصحافة في قبضة المحاكمة وهي من وقفت معه وعضّدت مسيرته ونوّرت العديد من محطاته أثناء خوضه أشرس معركة في تثبيت حقوق فريقه الذي واجه مواقف أقل ما يمكن أن توصف أنها غير بريئة حتى لو اقسم أنداده بأنها من صنيعة الحرص على سلامة الدوري؟
لا نريد أن نشكك بنيات الرجل في إصداره بياناً مستفزاً بين سطوره من نقدٍ وجهه الزميل عمار طاهر لعموم الأندية وخصّ منها الجماهيرية محذراً الجميع من بروز ظاهرة التلاعب في صفقات إبرام العقود وعدم وجود مصداقية لدى بعضها في التعامل مع وثيقة العقد حيث اتضح للإعلام ومن خلال تسريبات لم تعد خافية أن هناك لاعبين يتناولون فطورهم مع هذا النادي ويتغدون في نادٍ آخر ويتعشون مع غيرهما من أجل المساومة على عقد أفضل غير مبالين لشرف الكلمة ، وما زاد في الطين بلّة ان بعض الأندية ومنها الشرطة البطل يتعرض لضغوط العلاقات في إخلاء سبيل لاعب لم ينشف حبر توقيعه مع الرئيس بنيان بسبب مكالمة من (شخص عزيز) أجبرته على تمزيق ورقة التعاقد!
النصب والاحتيال آفتان لا يمكن قبولهما في أنديتنا كظاهرة مدانة بالمطلق وتقود الكرة العراقية إلى خسارة فادحة لضياع مواهب قد لا تجد الطريق سالكة للشهرة في وطنها وتختار الوجهة العربية حتى لو كانت بقيمة بخسة ، ما يعني أننا أزاء خطر لا يحتمل السكوت أو التفسيرات الشخصية وردات الفعل المتوترة ، كان على إدارة بنيان أن تدحض اتهامات الزميل طاهر بالحقائق وتنأى عن تهديد الصحافة بمطارق القضاء التي لا تخدم العلاقة بينهما مستقبلاً ، وعلينا أن نكرس صيغ التفاهم والمواجهة الصريحة بين المؤسسات الرياضية ورموز الصحافة طالما إن زمن الوعيد والتربص بالكلمة والصورة بنية سيئة قد ولى إلى غير رجعة !
ونذكّر الرئيس بنيان أن ما تناوله عضو اتحاد الكرة كامل زغير في مداخلة تلفازية متهماً إياه بتقمص (سلوكيات أشخاص من زمن النظام السابق قريبين من السلطة اقتحموا الأندية الرياضية وكانوا يهددون ويحاربون الوطنيين الشرفاء ويسمعون أقاويل المنافقين) في أثناء دفاع بنيان عن قضية الشرطة قبيل مباراة أربيل لم يرض عليه أحد ووقف الجميع مخلصين للدفاع عن تاريخه المشرّف في مقارعته حقبة سوداء وتضحيته بشبابه من أجل قضية آمن بها ، حتى أن زغير استدرك خطأه وأبى تنفيذ وعده بالرد واحترم نصيحة الإعلام ، فهل من المعقول أن يندفع بنيان لاقتياد الصحافة تحت سلاح الترهيب بسلاسل المحاكم ؟!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: في محبة فيروز

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

هل يجب علينا استعمار الفضاء؟

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

 علي حسين لا احد في بلاد الرافدين يعرف لماذا تُصرف اموال طائلة على جيوش الكترونية هدفها الأول والأخير اشعال الحرائق .. ولا أحد بالتأكيد يعرف متى تنتهي حقبة اللاعبين على الحبال في فضاء...
علي حسين

باليت المدى: جوهرة بلفدير

 ستار كاووش رغمَ أن تذاكر الدخول الى متحف بلفدير قد نفدت لهذا اليوم، لكن مازال هناك صف طويل جداً وقف فيه الناس منتظرين شراء التذاكر، وبعد أن إستفسرتُ عن ذلك، عرفتُ بأن هؤلاء...
ستار كاووش

التعداد السكاني العام في العراق: تعزيز الوعي والتذكير بالمسؤولية الاجتماعية

عبد المجيد صلاح داود التعداد السكاني مسؤولية اجتماعية ينبغي إبداء الاهتمام به وتشجيع كافة المؤسسات الاجتماعية للإسهام في إنجاح هذا المشروع المهم, إذ لا تنمية من دون تعداد سكاني؛يُقبل العراق بعد ايام قليلة على...
عبد المجيد صلاح داود

العلاقات الدولية بين العراق والاتحاد الأوروبي مابين (2003-2025)

بيير جان لويزارد* ترجمة: عدوية الهلالي بعد ثمان سنوات من الحرب ضد جمهورية إيران الإسلامية (1980-1988)، وجد العراق نفسه مفلساً مالياً ومثقلاً بالديون لأجيال عديدة.وكان هناك آنذاك تقارب بين طموحات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي....
بيير جان لويزارد
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram