ضمن فعاليّاته التي يواصل من خلالها بيت الشعر العراقيّ تقديم منهاجه الثقافيّ للعام 2013، أقام مؤخّراً أصبوحته "إمضاءات4"، على حدائق القشلة في شارع المتنبي ببغداد، إذ اشتملت على حفل توقيع لأربعة من الكتب الشعريّة الصادرة حديثا، وهي "عربة يالطا" لـ خالد
ضمن فعاليّاته التي يواصل من خلالها بيت الشعر العراقيّ تقديم منهاجه الثقافيّ للعام 2013، أقام مؤخّراً أصبوحته "إمضاءات4"، على حدائق القشلة في شارع المتنبي ببغداد، إذ اشتملت على حفل توقيع لأربعة من الكتب الشعريّة الصادرة حديثا، وهي "عربة يالطا" لـ خالد البابلي، " كرسي العازف" لـ قاسم سعودي، "حطب باسق" لـ قاسم السنجري، و"التضاريس تنعطف جنوباً" لـ نبيل نعمة الجابري.
وشهدت الأصبوحة حضورا متميّزا لجمهور من روّاد شارع المتنبي وعدد من وسائل الإعلام من مراسلي الفضائيات ووكالات الأنباء، لتنطلق بتقديم الناقد د.أحمد الظفيري لها، وهو يتحدّث عن أهمية فعاليّات مثل هذه، كونها تقدّم للقرّاء أربعة كتب مرّة واحدة وفي فضاء طلق، ليشير بالتتابع إلى سيرة كلّ شاعر من الشعراء الأربعة، منوّهاً إلى أنّ الشاعر الأوّل المحتفى به هو خالد البابلي وكتابه الذي صدر له مؤخّراً، مجموعة "عربة يالطا" ضمن مطبوعات "بغداد عاصمة الثقافة العربيّة 2013"، ومن ثمّ أضاء جوانب من سيرته، كونه أصدر مجموعات:" الهروب من جهة البراري"1992، "مساء الأباضي" 1993، "كلّ شيء" 2006، و "أصابع التراب"2006.
وذكر الظفيري إنّ المجموعة التي سيوقعها البابلي اليوم قدّم لها بمقدّمة عنوانها "هذا النصّ"، تكلّم فيها عن أنّ "نصّه يتحدّث عن عالم الجمال الرافض للحرب وعدّتها البشعة،.... بوصفه رسالة صوريّة .. ومكملاً لمشروعية النصّ المفتوح في العراق".
أعقب ذلك قراءة خالد البابلي لمقاطع من مجموعته "عربة يالطا":
" كفّك طرقاتي/ المتعرّجة إلى قبوك/ المخطّط برائحة أيّامي/ التي انسدلت على شبابيك القمر/ الهارب من الحرب/ إلى البحيرات/ أو . الأرخبيلات الصغيرة/ مثل خرائطك/ حين تتشابك/ على عسل من الألوان/ زنزانة حياتي المطلّة على/ أحد الأنهار..".
ومن ثمّ كان الجمهور على موعد مع الشاعر الثاني، قاسم سعودي وكتابه "كرسي العازف"، ليقول الظفيري أنّه "من مواليد العام 1969، حاصل على جائزة غانم غباش للقصّة القصيرة في اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات المركز الثالث عن قصّة " قطن أسود" العام 2004، و حاصل على الجائزة التقديريّة للقصّة القصيرة في مسابقة غانم غباش في اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات عن قصة " جسد أحمر " العام 2005 ، تلا ذلك قراءة سعودي لنماذج من كتابه الجديد، ومنها قصيدة " يدي اليمنى"، وجاء فيها:
" يدي اليمنى تؤلمني كثيراً/ربّما أطعمتُ اليومَ مراراً دجاجاتَ البيتِ/ أو كنتُ في يومٍ ما عامل بنّاء ماهر/ أو ساعدتُ جارنا العجوز في حمل باب حزين/ أو كنتُ أضغطُ على الزناد كثيراً وقت رعب المعارك/ أو إنّي تعوّدتُ أن أكتبَ لأصدقائي رسائلَ حبٍ ثقيلة/ أو إني أسندتُ بها رأسي الكبير..".
الشاعر الثالث هو قاسم السنجري المحتفى بإصداره الجديد "حطب باسق"، مقدّم الجلسة وضمن تعريفه له، أشار إلى "التأني في الكتابة الشعريّة الذي يعتمده السنجري، فإصداره هو الأوّل له، برغم انّه من شعراء التسعينات". بعدها قرأ السنجري مقطعاً من قصيدته " ما تيسر من سورة الدم":
" عندَ طورِ حزنين نزعتُ نعلَ اصطباري/إنّي مللتُ الوقوفَ على شفةِ الموت/تهجيتُ شوكةً عَلِقتْ في طرفِ لسانِ أبي:/لماذا أسبغتَ نعمة المرارةِ على قلبٍ مرتبك/وتجشأتَ أسرار موتنا/ووهبتنا نعمةً زاهيةً كالبكاء".
وليكون نبيل الجابري، الشاعر الرابع الذي أطلّ على الجمهور بإصداره "التضاريس تنعطف جنوباً" عن دار "فضاءات" في عمان، وما أن شرح الظفيري بعضاً من اشتغالات الشاعر وسيرته، قرأ الأخير قصيدته" كمن مسَّه الخوفُ"، ونطالع منها:
" لتمسحَ ما علِق بأوراقكَ السّمرُ/تحتاجُ في بعضِ الأحيانِ إلى ممحاةٍ كبيرة/ما جدواكَ؟/أنْ تكونَ صخرةً عتيدةْ يجرفكَ التأريخُ بالتدوينِ/ويمنحكَ الإرثُ شرفَ الحرفِ الأوّل/وأنت مجرد صخرة./لست المتسول... /أستجدي من الشمسِ كسرةَ الظلِّ/لستُ البؤس في مخاضات الجحيم/لست الإثمَ في مقدمة الخطايا..".
وليكون الختامُ مع توقيع الكتب الأربعة من لدن الشعراء للجمهور في أجواء بغداديّة جميلة، وفي يوم من أيّام شارع المتنبي المزدهي بروّاده.