TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > الجار يرفع والإرهاب يكبس

الجار يرفع والإرهاب يكبس

نشر في: 24 سبتمبر, 2013: 10:01 م

لا أظن أن هناك شعبا اتفق الإرهاب والحكومة على ذبحه، مثل شعبنا. الحكومة استكثرت على العراقيين ان يفرحوا أو يتنعموا بما انعم الله عليهم من أموال لو أنزلتها على الصومال لرأيتها تنافس دبي في جمالها وأمانها ورغد عيش الساكنين فيها والوافدين إليها. لا بل لو أنزلتها على الربع الخالي لأصبحت صحراؤه ارق وأجمل وأبهى من منتجعات سويسرا. وفي المقابل استكثر الإرهابيون على هذا الشعب أحزانه اليومية فصاروا يحرمونه حتى من "نعمة" الحزن التي صارت غطاءه وغذاءه اليومي.
جارنا أستاذ بارع في اجتثاث الفرح. لا أدري من أين تعلم كيف ينتقي وجوها تساعده وكأنها كتب عليها "إذا زلزلت الأرض زلالها":
حكم غرامك ابلب حشاي ما زلزله
والعفو صادج او فعل الغي ما زلزله
انت علينه رماك الخالجك زلزلة
ما تختبرنه الك اخبارنه نشرح
من تمر يمنه عليك من اللّفه نشرح
آنه من الاجيك اقرالك ألم نشرح
وانته اذا شفتني تقره اذا زلزله
كيف عرفت به يا حاج زاير وقد مت قبل ان يولد؟ وحق كل بيت موال جميل من عندك صدقت، فقد رماه خالقه علينا زلزلة مسحت البسمات من شفاه أطفالنا، وضاع علينا حساب عدد قتلانا وأراملنا وأيتامنا وشحاذينا وعاطلينا. لقد قال شاعرنا الجديد يا زاير من بعدك:
كضينه الخام الاسود من الاسواك
لم يكتف "الزلزلة" التي رماها ربك علينا بان ملأ قلوبنا ووجوهنا حزنا وظلاما ويأسا، بل وتركنا تحت رحمة من استكثر علينا الحزن أيضا. الجار، من جانب، سخر سماء العراق وأرضه بكل جحورها الخضراء ليحمي نفسه وربعه، متأبطا قاصة ميزانية الدفاع والداخلية والقوى الأمنية كلها، والإرهابيون، من جانب آخر، صاروا ينحروننا في المآتم والفواتح من الثورة والدورة إلى الأعظمية. يفجروننا لو بكينا على موتانا. لا أظن أن "جديس"، التي صارت مثلا، حل بها ما يحل بنا اليوم.
أيها الحاج الزاير الكبير لم يبق لهذا الشعب غير أن يئن معك:
گطان چني طحت ما بين عچلة فال
واحد للاخر يكله هو ولك نوحه
عذرا يا شاعري إن كدرت عليك صفاء نومك بسلام في عالمك الآخر، وشفيعي عندك أن صاحبك النواب قال عنا من بعدك:
الحناجر الذبيحة لا تجيد غير الأنين.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

 علي حسين لا احد في بلاد الرافدين يعرف لماذا تُصرف اموال طائلة على جيوش الكترونية هدفها الأول والأخير اشعال الحرائق .. ولا أحد بالتأكيد يعرف متى تنتهي حقبة اللاعبين على الحبال في فضاء...
علي حسين

باليت المدى: جوهرة بلفدير

 ستار كاووش رغمَ أن تذاكر الدخول الى متحف بلفدير قد نفدت لهذا اليوم، لكن مازال هناك صف طويل جداً وقف فيه الناس منتظرين شراء التذاكر، وبعد أن إستفسرتُ عن ذلك، عرفتُ بأن هؤلاء...
ستار كاووش

التعداد السكاني العام في العراق: تعزيز الوعي والتذكير بالمسؤولية الاجتماعية

عبد المجيد صلاح داود التعداد السكاني مسؤولية اجتماعية ينبغي إبداء الاهتمام به وتشجيع كافة المؤسسات الاجتماعية للإسهام في إنجاح هذا المشروع المهم, إذ لا تنمية من دون تعداد سكاني؛يُقبل العراق بعد ايام قليلة على...
عبد المجيد صلاح داود

العلاقات الدولية بين العراق والاتحاد الأوروبي مابين (2003-2025)

بيير جان لويزارد* ترجمة: عدوية الهلالي بعد ثمان سنوات من الحرب ضد جمهورية إيران الإسلامية (1980-1988)، وجد العراق نفسه مفلساً مالياً ومثقلاً بالديون لأجيال عديدة.وكان هناك آنذاك تقارب بين طموحات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي....
بيير جان لويزارد
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram