لا أظن أن هناك شعبا اتفق الإرهاب والحكومة على ذبحه، مثل شعبنا. الحكومة استكثرت على العراقيين ان يفرحوا أو يتنعموا بما انعم الله عليهم من أموال لو أنزلتها على الصومال لرأيتها تنافس دبي في جمالها وأمانها ورغد عيش الساكنين فيها والوافدين إليها. لا بل لو أنزلتها على الربع الخالي لأصبحت صحراؤه ارق وأجمل وأبهى من منتجعات سويسرا. وفي المقابل استكثر الإرهابيون على هذا الشعب أحزانه اليومية فصاروا يحرمونه حتى من "نعمة" الحزن التي صارت غطاءه وغذاءه اليومي.
جارنا أستاذ بارع في اجتثاث الفرح. لا أدري من أين تعلم كيف ينتقي وجوها تساعده وكأنها كتب عليها "إذا زلزلت الأرض زلالها":
حكم غرامك ابلب حشاي ما زلزله
والعفو صادج او فعل الغي ما زلزله
انت علينه رماك الخالجك زلزلة
ما تختبرنه الك اخبارنه نشرح
من تمر يمنه عليك من اللّفه نشرح
آنه من الاجيك اقرالك ألم نشرح
وانته اذا شفتني تقره اذا زلزله
كيف عرفت به يا حاج زاير وقد مت قبل ان يولد؟ وحق كل بيت موال جميل من عندك صدقت، فقد رماه خالقه علينا زلزلة مسحت البسمات من شفاه أطفالنا، وضاع علينا حساب عدد قتلانا وأراملنا وأيتامنا وشحاذينا وعاطلينا. لقد قال شاعرنا الجديد يا زاير من بعدك:
كضينه الخام الاسود من الاسواك
لم يكتف "الزلزلة" التي رماها ربك علينا بان ملأ قلوبنا ووجوهنا حزنا وظلاما ويأسا، بل وتركنا تحت رحمة من استكثر علينا الحزن أيضا. الجار، من جانب، سخر سماء العراق وأرضه بكل جحورها الخضراء ليحمي نفسه وربعه، متأبطا قاصة ميزانية الدفاع والداخلية والقوى الأمنية كلها، والإرهابيون، من جانب آخر، صاروا ينحروننا في المآتم والفواتح من الثورة والدورة إلى الأعظمية. يفجروننا لو بكينا على موتانا. لا أظن أن "جديس"، التي صارت مثلا، حل بها ما يحل بنا اليوم.
أيها الحاج الزاير الكبير لم يبق لهذا الشعب غير أن يئن معك:
گطان چني طحت ما بين عچلة فال
واحد للاخر يكله هو ولك نوحه
عذرا يا شاعري إن كدرت عليك صفاء نومك بسلام في عالمك الآخر، وشفيعي عندك أن صاحبك النواب قال عنا من بعدك:
الحناجر الذبيحة لا تجيد غير الأنين.
الجار يرفع والإرهاب يكبس
[post-views]
نشر في: 24 سبتمبر, 2013: 10:01 م