TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > معجـون المحبّـة

معجـون المحبّـة

نشر في: 25 سبتمبر, 2013: 10:01 م

 

من البدء يا كرام  هاكم ربّاط الكلام:
http://www.facebook.com/photo.php?v=10151979797763714
لم يسبق لي ان سمعت بمسؤول حكومي تحدث عن المعجون ومذاقه غير صدام. كان ذلك في مطلع سني الحصار الأسود على العراق، وبالذات يوم كنت أعمل في إذاعة "الحرية" المعارضة التي كانت تبث من لندن. كانت تصلنا بعض صحف النظام آنذاك مع تسجيلات من أحاديث صدام لنشتغل عليها ضمن برامجنا. في واحدة منها أتذكر انه كان يتحدث مع نساء العراق ليعلمهن كيف يصنعن المعجون من الطماطة على السطح. حللنا الأمر انه هذيان لا اكثر، وان بلدا يحكمه رئيس بعقلية "المعجون" حتما انه مقبل على كارثة. وفعلا حدث ذلك.
الشعور ذاته انتابني وانا اسمع "قطبين"، وليس "قطبا" واحدا، من حزب الدعوة الحاكم يتناوبان على التغني بالمعجون. واضح بذهني ما الذي سيحل بك ايها البلد المنكوب اصلا ما دام الجماعة رجعونا على "المعجون".
وان كان صدام يتحدث عن المعجون،  وكأنه في جايخانة، فالخزاعي والجعفري استخدما لغة سيريالية "مكثفة". الخزاعي سماه "معجون محبة". عنوان يصلح لقصيدة شعبية ذكرتني بقصيدة سريالية ايضا عنوانها "مسحاة الأمل". أما الجعفري فقد ربط بين السلم والمعجون واصفا الأول  بانه ليس "مفهوما كماليا". لأول مرة اسمع بمصطلح "المفاهيم الكمالية". الذي اعرفه ان الكمالية منطقة ببغداد كان اغلب سكانها من الغجر العراقيين. أو انه مأخوذ من "الكماليات" وهي، كما تعلمون، مرتبطة بالملابس الداخلية وما شابهها. في الحالتين، لا ادري شجاب هاي على ذيچ.
أصعب حالة تمر على الكاتب، برأيي الخاص طبعا، هي حين  يجد نفسه أمام مشهد يجعله يهز يده استغرابا حائرا بالذي سيقوله. هكذا كنت أفعل خلال مشاهدتي للمقطع الذي بين أيديكم وأمام أعينكم.
لذت بالصمت فمرت ببالي لميعة توفيق وهي تغني:
معجون المحبة اليوم جابولي
كتبت دارميا سريعا وكأن مسعود العمارتلي يغنيه لي:
السلم مو مفهـوم    نتغنه باسمه
ثاري السلم معجون    عونه اليلزمه
شخبطت بيت من البوذية على السريع، أيضا، مشتهيا ان اسمعه بصوت فرج عبد الوهاب العذب على طور المحمداوي:
الملا شلون كلي ائتلف معجون؟
وروح بروح چنه وياه معجون
الخزاعي يقول عدنا السلم معجون
ولكفها الجعفري وصارت قضية
أخيرا أعادني صمتي وحيرتي لحواري الداخلي مع الحاج زاير كما فعلت امس فاستأذنته بتحوير آخر جناسات موال له، فصار:
وين الرفاكه الذي عد نخوتي معجون
واحرابهم بالوغه واعله العده معجون
لو عون ناظر فعلهم بالحرب معجون
ايحگلي عليهم انوح او عالليالي عجن
لو جلت شرك وغرب أعجن مثلهم عجن
گتله العجن بيك لاچن مطلعت عالعجن
ردتك الى عون تاليها طلعت معجون

 

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

 علي حسين لا احد في بلاد الرافدين يعرف لماذا تُصرف اموال طائلة على جيوش الكترونية هدفها الأول والأخير اشعال الحرائق .. ولا أحد بالتأكيد يعرف متى تنتهي حقبة اللاعبين على الحبال في فضاء...
علي حسين

باليت المدى: جوهرة بلفدير

 ستار كاووش رغمَ أن تذاكر الدخول الى متحف بلفدير قد نفدت لهذا اليوم، لكن مازال هناك صف طويل جداً وقف فيه الناس منتظرين شراء التذاكر، وبعد أن إستفسرتُ عن ذلك، عرفتُ بأن هؤلاء...
ستار كاووش

التعداد السكاني العام في العراق: تعزيز الوعي والتذكير بالمسؤولية الاجتماعية

عبد المجيد صلاح داود التعداد السكاني مسؤولية اجتماعية ينبغي إبداء الاهتمام به وتشجيع كافة المؤسسات الاجتماعية للإسهام في إنجاح هذا المشروع المهم, إذ لا تنمية من دون تعداد سكاني؛يُقبل العراق بعد ايام قليلة على...
عبد المجيد صلاح داود

العلاقات الدولية بين العراق والاتحاد الأوروبي مابين (2003-2025)

بيير جان لويزارد* ترجمة: عدوية الهلالي بعد ثمان سنوات من الحرب ضد جمهورية إيران الإسلامية (1980-1988)، وجد العراق نفسه مفلساً مالياً ومثقلاً بالديون لأجيال عديدة.وكان هناك آنذاك تقارب بين طموحات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي....
بيير جان لويزارد
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram