حين تجتمع الحرب مع الظلم ، يكون النتاج معاناة ، هكذا كانت البداية مع الشعر لأنني كنت ابحث عن معنى الحياة. الشاعر حسين الدايني تحدث عن تجربته الشعرية في امسية أقامها له نادي الكتاب على حديقة نقابة المعلمين في الأمسية التي بدأ مقدمها الشاعر سلام محمد
حين تجتمع الحرب مع الظلم ، يكون النتاج معاناة ، هكذا كانت البداية مع الشعر لأنني كنت ابحث عن معنى الحياة.
الشاعر حسين الدايني تحدث عن تجربته الشعرية في امسية أقامها له نادي الكتاب على حديقة نقابة المعلمين
في الأمسية التي بدأ مقدمها الشاعر سلام محمد البناي بقوله نحن اليوم امام شاعر ارتوى من منابع الثقافة وميادين الحياة الشيء الكثير فكانت الصورة الشعرية لديه عامة وشمولية لغته الشعرية فيها شجن وأسى حقيقي وفيها حب ما زالت تذرف الدموع من أجله لانه مسجى في حدقات الوطن.. حسين الدايني شاعر تمرد على خريف العمر الشعري ليكتب ربيعا أخضر مطرزا بقصائد اللوعة . ذاكرته تختزن الكثير من الوجع والألم والحزن المتنامي بعد ان اجبرته الظروف على ترك مسقط رأسه العباسية الشرقية وهو طفل ليعود اليها وهو متوج بشيب الاشتياق ولأنه اراد ولو بوقت متأخر ان يعبر عما فات منه لجا الى الشعر بعد العام 2009 ليجعل منه وسيلة احتجاج على كل ما مر به .وبالرغم من دخوله العقد الخامس من العمر الا انه يكتب نصا شعريا يمسك بمقوده شاب عاشق يحاول ان يبعث الحياة لشحوب الاوراق.
وقال الشاعر الدايني :حين تجد نظاما يعدم اباك ويطارد العائلة لا تجد غير ان تلوذ بالحرف او تلوذ بالجدران فكان الشعر هوية.. وكان الشعر هو المقابل للموت الذي رأيناه في الحروب التي خضناها حتى عقدنا معه صداقة ..ويضيف ان الحرب اخرت نشر الشعر لان لا مكان لنا في نشره في صحف النظام السابق وأنا انحدر من عائلة عارضت النظام وقدمت تضحيات ولم يكن يهمني اصلا كيف اكتب الشعر لكي انشره لان هناك تجارب شخصية وسياسية مررت بلها ولذا كنت اميل الى القراءات المتنقلة والقليلة لبعض نتاجات الشعراء دون ان امر على التجارب الكاملة لهم ولهذا كانت البداية مع الومضة الشعرية يقول الدايني : لابتعد عن السرد وعن الحشو وعن التأويل وكانت تلك بداية الطريق قبل 20 عاما وهو ما شجعني عليه الكثير من الشعراء الذين قرأوا ما اكتبه. وفي المداخلات التي شهدتها الامسية قال الشاعر عودة ضاحي التميمي : لأنه شاعر مثابر اعتمد على غناه المعرفية وان تأخر النشر فذلك ليجد متسعا وليسبر اغوار الريق ليحقق ابداعه..ويضيف ان الدايني له مفرداته الاستعارية وبعضا من الهم السردي وذاته الغنائية التي يزاوجها بين هذا وذاك ليخرج لها بثوب قصيدة او نص شعري فيه وجع الناس. ويقول الروائي علي لفته سعيد ان في قصيدة الدايني ثمة بنى شعرية كثيرة وفي مفرداته ثمة صما او صراخا وما بين الحالين يكون لديه نص شعري وشاعرية.. وكلاهما يعلنان البوح في محاولة الابتعاد على الا ينغمس في المباشرة ولا يخرج بثوب الغموض لا نراه في نصه الطويل يجنح الى الاعتماد على الفعل كمصدر قوة وفي ومضاته يكون الانزياح الدلالي هو الهدف في اعطاء الصورة القائمة للمتلقي.. واعتقد الكاتب سلام القرييني ان الساحة الشعرة العراقية تزخر بالأصوات الجميلة التي يجب ان يتوقف عندها المتلقي والمتابع والدايني واحد من هذه الاصوات لا في نصه تراكمات مميزة من زمن بعيد, فهو وان كان يكتب او يقرأ او يتابع من سبعينات القرن الماضي وقرأ لشعراء تلك الفترة إلا انه فجر طاقته خلال السنوات الخيرة التي تلت سقوط النظام ولهذا فان القارئ يجد في نصه روح السبعينات ومهارة الجيل الجديد.
وعد الشاعر ميثم العتابي الشعر بأنه اخر الاطفال الذي يشاكس ليخرج متى ما كان وان تأخر او تقدم في الولادة.. وأضاف ان ولادة نص الدايني لا تنتمي الى الملامح الزمنية بل الى ما يولد في داخله هذا الطفل المشاكس ليكتب الومضة الشعرية وهو نص مسالم لديه كونه عاش مرحلة معاناة فأراد ان يرسم السلام للآخرين وهو لم يكتب النص المشاكس الذي يصلب عود الطفولة ويغير المفاهيم والخارطة الذهنية للمتلقي بل كتب نصا من بيئته وهو ايضا له معناه وتأويله.