عندما تمكنت المخابرات الأمريكية من تصفية بن لادن خرج أوباما على الشعب الأمريكي بخطاب خاص يبشر فيه ان أهم مصدر للخطر على حياة أمته و مصالحها قد انتهى. هكذا يجب أن يفعل كل قائد حريص على مصالح الناس ويحترم عقولهم. الفرح العارم الذي علا وجه الرئيس سببه أن بن لادن يعد المسؤول الأول والعام عن مجزرة 11 أيلول بنيويورك.
لا أحتاج إلى دليل لو قلت ان ما فعلته القاعدة بأمريكا يعد زلاطة مقابل ما فعله ويفعله الإرهاب بالعراق في ربع عام وليس في ثماني سنوات من حكم المالكي. سنين طويلة من التفخيخ اليومي ولا احد يكشف لنا حتى عمن هو المسؤول الأول في الذي يحدث. وحتى اذا كان البلد يعاني من فساد لا مثيل له في كل بلدان الدنيا، وجهل بأبسط قواعد بناء مؤسسات الدولة وإدارتها، إلا ان كارثة المفخخات والعبوات الناسفة هي أهم ما كدّر حياة العراقيين وقلب أيامهم ولياليهم نكدا وحزنا وجحيما.
نحن نعرف جيدا ان السبب الرئيس وراء تمتع المفخخات بحرية لا ينعم بعشر معشارها أي عراقي أو عراقية تتوق إلى الحرية، هو ان من بيده ملفات الأمن والدفاع والداخلية لا يجيد إدارة ملف عن التمن والماش. لكن الذي لا نعرفه: من هو المسؤول الأول أو العام عن تلك المفخخات؟ كنت وما زلت أحسب ان مجرد الكشف عن هويته أو اسمه، فردا كان أو مجموعة، معجزة. فكيف إذا أتتك الأخبار لتقول لك ان "قوة من لواء التدخل السريع تمكنت بحملة أمنية من اعتقال المسؤول العام عن عمليات تفخيخ السيارات وصناعة العبوات الناسفة".
المسؤول العام مثل شيخ الحرامية، الذي لو اعتقلته الشرطة في أي قرية أو مدينة سينعم أهلها من بعده بليال آمنة وهانئة. وسترى الناس في صباح اليوم التالي مبتهجة تتغنى بأمجاد شرطتها. هكذا فعلا شعرت، بعد ان قرأت الخبر السعيد. قلبت الفضائيات فلم اجد حتى القناة الرسمية محتفلة ولا أثر لأي برامج خاصة تتغنى بالنصر. زين شنو القصة؟
هل الخبر ملفق؟ فإن لم يكن كذلك فلماذا إذ اً لم يخرج المالكي على الشعب كما خرج أوباما ليبشرنا ويفرح، رغم انه لا يعرف الفرح بطبعه؟ لا ألومه فالرجل مو بيده:
الما مصبوغ من طبعه ما ينفع صبغ وياه
شكد تتعب وتصبغ بيه مشطّب يرجع المسراه
وإن كان الخبر صحيحا فهذه تعد، برأيي على الأقل، اهم منجز امني حققته الحكومة بحياتها. لكن لماذا سكتت وبدت كأنها حزينة؟
هل لأن رزقها قد انقطع، أم أن القضية "ضربة أعمى وطاحت بأرنب"؟
القبض على شيخ المفخخات
[post-views]
نشر في: 27 سبتمبر, 2013: 10:01 م