أعتقد ان من يحمل لقب رئيس أو وزير سابق يعتبر ثروة معلومات لأنه صار خارج المسؤولية وأصبح متحررا، إلى حد ما، من الالتزام بقاعدة "لا كل ما يعرف يقال". لذا عندما يكتب مذكراته أو ينشر مقالا باسمه، يأمل المواطن أن يسمع منه ما لم يكن يعرفه خاصة اذا كان في بلد ينخره الفساد والإرهاب مثل العراق.
بهذا الأمل كنت مندفعا بحماس لقراءة مقال نشره مؤخرا وزير النقل السابق عامر عبد الجبار إسماعيل الذي كان تحت عنوان "إحصائيات نسبة الفقر في العراق بين السائل والمجيب". لم اجد في كل ما قاله معلومة واحدة لم تكن معروفة أو مكشوفة للقاصي والداني في ما يخص نسب الفقر بالعراق. وعلى ما أتذكر اني كتبت اكثر من عمود حولها خاصة عن نسبة الفقر المخجلة التي خصت بها حكومتنا مدينة السماوة حتى خلتها صارت "سعف وكرب" مثل نخلتها التي غنى عنها حسين نعمة.
صراحة لم تكن تنقصني معرفة ان الفقر بالسماوة تجاوز حد الـ 50% .فهذه موثقة بإحصاءات من جهات دولية ومحلية من بينها وزارة التخطيط العراقية. ولم أفاجأ أيضا بنسبة الفقر في كردستان كلها التي لا تتجاوز الـ 7%. فوجوه اهل كردستان المتفتحة وعمرانها القائم على مدار الساعة مقارنة بصور نشرتها سابقا تظهر نساء وأطفالا وشيوخا ينبشون المزابل في السماوة بحثا عن لقمة، تظل أصدق أنباء مما يكتبه الوزير السابق أو الحالي أو حتى اللاحق. الذي أثار حماستي لقراءة مقالته هو الشطر الثاني من عنوانها "بين السائل والمجيب". توقعت اني ساجد عنده جوابا لكن، ويا للخيبة، وجدت الرجل يسأل ولا يجيب. جيتك يا عبد المعين تعيني .. لقيتك يا عبد المعين عايز تتعان.
يبدو ان معاليه سابقا يريد ان يمتحننا فصار هو "السائل" ونحن "المجيب". سألنا:
هل نسبة الفساد في الإقليم اقل من باقي المحافظات؟
وهل القيادات في الإقليم لديها خبرة كبيرة والمناصب عندهم تمنح للمختصين من أهل الخبرة أم وفقا للمحاصصة كما هو الحال في باقي المحافظات؟
أحقا يا حضرة الوزيرالسابق انك لا تعرف الجواب؟ ان طفلا في الروضة يعرف بانك لو رفعت أداة الاستفهام "هل" من سؤالك ستحصل على الجواب، أما اذا كان طالبا في الجامعة أو حتى الإعدادية فسيجيبك:
علينا؟ مو ملينا.
علينا؟ .. مو مليّنا
[post-views]
نشر في: 28 سبتمبر, 2013: 10:01 م