عن دار المأمون للترجمة والنشر في وزارة الثقافة صدر عدد جديد من (مجلة المأمون) وقد تناول الاستشراق بشكل منوع ومفصل وموسع عبر موضوعات عديدة تصدرتها افتتاحة العدد بقلم رئيس التحرير تحت عنوان (اللغة العربية بين الاصالة والجذور) مبيناً: ان اللغة الع
عن دار المأمون للترجمة والنشر في وزارة الثقافة صدر عدد جديد من (مجلة المأمون) وقد تناول الاستشراق بشكل منوع ومفصل وموسع عبر موضوعات عديدة تصدرتها افتتاحة العدد بقلم رئيس التحرير تحت عنوان (اللغة العربية بين الاصالة والجذور) مبيناً: ان اللغة العربية هي اداة الاتصال ونقطة الالتقاء بين العرب وشعوب العالم عبر القرون.
وعن طريقها وبواسطتها اتصلت الاجيال جيلاً بعد جيل في عصور طويلة، وهي التي حملت لواء الاسلام وما انبثق عنه من حضارات وثقافات، وبها توحد العرب قديماً، وبها يتحدثون اليوم بلسان واحد. مؤكداً على انها لغة رسالة انسانية تخاطب جميع البشر.
وبما انها حافظت على وحدت العرب والمسلمين فهي تواجه تحديات شتى من قبل اعدائها. ومن دراسة بعنوان (الاستشراق وعنايته بالثراث العربي الاسلامي) يطلعنا بان اصل الكلمة مشتقة لغوياً من مفردة (شرق) والتي تعني شروق الشمس أو طلوعها. ثم اضيفت الى كلمة شرق ثلاثة حروف هي الألف والسين والتاء لتصبح استشراق ومعناها طلب الشرق، أي طلب علوم الشرق وأدبه ولغاته وأديانه وكل ما يتعلق به.
ويعرفنا المدخل على ان الاستشراق ركز على جوانب عديدة من بينها التاريخ العربي وتراثه العلمي. وقد اندفع الكثير من المستشرقين الأوائل والمتأخرين سواء كانوا مؤرخين او كتاباً بدوافع دينية وسياسية وعنصرية الى البحث في المذاهب الاسلامية وحياة الرسول الأكرم (ص) والقرآن الكريم ومثل هذه الموضوعات شغلت المستشرقين من فرنسا والمانيا وبريطانيا واميركا منذ نهاية القرن الثامن عشر الميلادي فصاعداً.
وفي مقال للناقد علي حسن الفواز بعنوان (الاستشراق.. أسئلة في المختلف) يؤكد على ان الاهتمام بحوار الثقافات يشكل اكثر الشواغل ضرورة وحيوية في مجال أنسنة الفكر الانساني وفي اعادة قراءة الكثير من اجندات المختلف والمسكوت عنه في المجالات التي اصرفت اليها الحضارات المتعددة وهي تبحث عبر نظامها الثقافي والتاريخي في اشكالات مفهومية للوجود والخطاب والعلاقة مع الآخر.
ويقول: ان الحديث عن الاستشراق من منطلق انه حديث الغرب للشرق بكل ما يحمله من قصدية يظل حديثاً قاصراً يمثل المدخل الاشكالي للعلاقة مع فكرة الآخر المهيمن، إذ اننا سنكون امام مجموعة من المعطيات التي ترتبط بضرورة ادراك الأسباب التي انتجت الاستشراق وكذلك البنى التي انتجها الاستشراق. وموضحاً: ان النظر الى الثقافة العربية الاسلامية من وجهات نظر استشراقية محددة تقف امام قراءات قسرية ومتعسفة وغير بريئة والبعض الآخر من هذه القراءات يحمل اوهاماً وتفسيرات قاصرة.
وفي مقال بقلم هوانك يانك وترجمة د. ناصر الملا جاسم عنوانه (الاستشراق في العالم القديم الصور اليونانية والرومانية عن الشرق من هوميروس الى فرجيل) ينقل عن العالمين الاميركيين مارتن لويس وكارين ويكن بان مجالات التقسيم الجغرافي التي نتعامل معها بوصفها مسلمات علمية من تقسيم للقارات الى التمييز بين الشرق والغرب ليست تقسيمات موضوعية تماماً، فهي بالحقيقة تقسيمات اساسها مفاهيم ثقافية حملها الأوروبيون ممن وقعت على عاتقهم مسؤولية التحديد المنهجي لعلوم المعرفة الانسانية واكسابها صفة الموضوعية.
ويذكر مقال (دراسات الحقبة ما بعد الاستعمارية للشرق) بقلم صفوراترك ترجمة يحى زهير بان الاستشراق بحسب المعاجم هو العلم والمعرفة بتاريخ اللغات والأقوام الشرقية.
ولذا يبدو لنا ان دراسة قوم ما تتم بمعزل عن لغتهم وبأنه يلزم على المتصدي لدراسة الأقوام الشرقية ان يعلم طرفاً من لغاتهم وآدابهم، وقد تربعت هذه الرغبة على قمة اهداف المثقفين الغرب، لكن قيمتها تباينت من حقبة زمنية الى أخرى.
ومن المقالات التي برزت (الاستشراق وعنايته بالتراث العربي الاسلامي) و(الاستشراق وجدلية الأنا والأخر) و(ادوارد سعيد... صور قلمية) اضافة الى مقالات عديدة شملت علاقة الاستشراق بعلم الانثروبولوجي وعلاقته بالفن الرومانسي والأدب وجميع المجالات الثقافية الأخرى.