- قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إن مجلس الامن الدولي سيكون مستعدا لاتخاذ خطوات عقابية في حالة حدوث انتهاكات مؤكدة لقرار يطالب بالتخلص من ترسانة الاسلحة الكيماوية السورية.وقال لافروف بعد ان وافق مجلس الامن الدولي بالاجماع على القرار ان "مجلس ا

- قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إن مجلس الامن الدولي سيكون مستعدا لاتخاذ خطوات عقابية في حالة حدوث انتهاكات مؤكدة لقرار يطالب بالتخلص من ترسانة الاسلحة الكيماوية السورية.وقال لافروف بعد ان وافق مجلس الامن الدولي بالاجماع على القرار ان "مجلس الامن الدولي .. سيكون مستعدا للقيام بعمل بموجب الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة بوضوح تام." وكان لافروف يشير بذلك الى الفصل الذي يتعلق بسلطة مجلس الامن على فرض تطبيق قراراتها من خلال العقوبات او القوة العسكرية. واي خطوة من هذا القبيل ستتطلب قرارا جديدا.
وكان مجلس الأمن  قد تبنى مجلس الأمن الدولي امس الاول الجمعة مشروع قرار يطالب بالقضاء على الأسلحة الكيمياوية في سوريا، لكنه لا يهدد باجراءات عقابية تلقائية ضد حكومة الأسد في حالة عدم امتثالها لذلك . هذا التصويت، الذي اتخذ بالأجماع من الأعضاء الخمسة عشر لمجلس الأمن، أنهى اسابيع من الدبلوماسية المكثفة بين روسيا و الولايات المتحدة . استند التصويت على صفقة بين البلدين وصلت الى جنيف بداية الشهر الحالي بعد هجوم 21 آب بغاز السارين على احدى ضواحي دمشق . الصفقة الأميركية الروسية تفادت العمل العسكري الأميركي العقابي ضد حكومة الأسد التي تلقي واشنطن اللوم عليها في هجوم آب ، بينما تلقي الحكومة السورية و حليفتها روسيا اللوم فيه على الثوار.
احد أحكام القرار – الذي وصفه دبلوماسيو المجلس بالمهم – يؤيد رسميا خطة انتقال سياسي في سوريا كان متفقا عليها في مؤتمر جنيف الدولي في حزيران 2012 .
في وقت سابق اطلق الرئيس الأميركي اوباما على مسودة مشروع قرار الأمم المتحدة بانه " انتصار كبير للمجتمع الدولي " و وصفه بالملزم قانونا و قابل للتحقق و ملزم النفاذ . قال دبلوماسي غربي رفض ذكر اسمه ان القرار شتت الانتباه عن تردد اوباما بشأن الصراع السوري، حيث قال " بالنسبة للولايات المتحدة، فان مشروع  القرار شتت الانتباه عن ضعفها ".
وافق الأسد على تدمير الأسلحة الكيمياوية بعد غضب عالمي من الهجوم بغاز السارين على ضاحية الغوطة الشهر الماضي . و قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف ان روسيا مستمرة بالعمل " بكل طاقتها " للمساعدة في اجراء محادثات السلام بشأن سوريا ، حيث قال خلال خطابه في الجمعية العامة للأمم المتحدة " لازال الشعب يموت و المدنيون المسالمون يعانون كل يوم في سوريا . لذا فان الاحتمال الوحيد الذي يضع نهاية للاضطرابات هو التحول من  الجمود الى عملية تسوية سياسية للأزمة السورية".  تمهيدا لتصويت الأمم المتحدة فقد وافقت منظمة حظر الأسلحة الكيمياوية المكونة من 41 عضوا على قرار اتخذ في لاهاي الجمعة، يضع اجراءات للتحقق السريع و تدمير خزين سوريا من الأسلحة الكيمياوية . سيشهد القرار ارسال مفتشين الى سوريا اعتباراً من الثلاثاء .
انهت الدول الخمس الكبرى الخميس اسابيع من الجمود الدبلوماسي من خلال الاتفاق على مسودة مشروع قرار مجلس الأمن . حتى وقت قريب كان المجلس عاجزا أمام  كيفية التعامل مع الحرب الأهلية في سوريا. منذ ت1 2011 ، نقضت روسيا ، بدعم من الصين ،  ثلاثة مشاريع قرار تندد بحكومة الأسد و تهددها بالعقوبات . أقرت القوى الغربية في مجلس الأمن بتراجعها عن الكثير من مطالبها الأولية خلال المفاوضات. و ادعى وكيل وزارة الخارجية الروسية سيرجي ريابكوف النصر قائلا ان موسكو قد تمسكت بموقفها في معارضة اي تهديد باستخدام القوة العسكرية ضد سوريا . كانت نقطة الخلاف الرئيسية هي معارضة روسيا لكتابة مشروع القرار بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة الذي يمنح صلاحية لفرض قراراته باستخدام اجراءات مثل العقوبات او القوة العسكرية .
مشروع القرار يجعل الإجراء ملزم قانوناً ، لكنه لا يشترط اية وسيلة فرض تلقائية اذا ما فشلت سورية في الامتثال، كما ارادت الولايات المتحدة و بريطانيا و فرنسا أساساً . قال ريابكوف " لم تقدم أية تنازلات. الشيء الرئيسي هو ان الاستخدام التلقائي للفصل السابع قد جرى استبعاده ". قال فابيوس الفرنسي " سنرى خلال الأيام و الأسابيع القادمة ما اذا كان الروس متمسكين فعلا  بالتصويت و بما اقترحوه.. يجب ان نكون يقظين بشأن امتثال سوريا او عدم امتثالها ". من جانبها وصفت السفيرة الأميركية في الأمم المتحدة سامانثا باور مسودة المشروع بانها " مهمة جدا " لأنه في حالة تبنيها ستكون المرة الأولى خلال الصراع التي يفرض فيها المجلس التزامات ملزمة على الأسد ، و قالت " ان انتزاع الأسلحة الكيمياوية من نظام استخدمها قبل فترة وجيزة يعتبر شكلا شديدا من اشكال المساءلة. لا يمكن لأحد ان يلغي الدور الذي لعبه  التهديد باستخدام العمل العسكري في تسريع و دفع هذه المحادثات ".
كان اوباما قد طلب من الكونغرس التفويض باستخدام ضربات عسكرية محدودة لمعاقبة الأسد على الهجوم بالغاز،  الا ان الصفقة بين روسيا و الولايات المتحدة لتخليص سوريا من اسلحتها الكيمياوية قد ادت الى تفادي تلك الضربات في الوقت الحالي .
قال السفير البريطاني مارك لايل غرانت انه مسرور لمطالبة المسودة بمساءلة المسؤولين عن الهجوم الكيمياوي ، و اضاف بانه كان يرغب باحالتهم الى محكمة الجزاء الدولية في لاهاي ، و هو أمر تعارضه روسيا .
من أجل فرض المزيد من الإجراءات – كالعقوبات او العمل العسكري – على الحكومة السورية لعدم امتثالها لصفقة الأسلحة الكيمياوية ، فان مجلس الأمن بحاجة الى الاتفاق على مشروع قرار ثان .
 عن : الديلي ستار