في توقيت غير مناسب أبداً سجلت وزارة الشباب والرياضة نقطة ضعف في حراكها الخاص لافتتاح ملعب المدينة الرياضية في البصرة بعدما تورطت كما هو واضح في تسمية ضيف الافتتاح من دون دراسة واعية تأخذ في نظر الحسبان القيمة المعنوية والتاريخية لملعب يضاهي ملاعب المنطقة بمدينة نتفاخر كلنا بأنها واحدة من أهم المدن في العالم حضارة وأماً لعظماء لا يتكررون في سِفر أرض الرافدين على إمتداد آلاف السنين يراد لها اليوم أن تكون شاهدة على بؤس عرسها الرياضي وركاكة الميثاق المبرم مع ضيف نكنّ له الاعتزاز الكبير والعتب الأكبر في الوقت ذاته لشرطه المادي اللامعقول مقابل تأمين حضوره 24 ساعة يقصّ خلالها شريط الافتتاح و(يتفسح) على ضفاف شط العرب قبل عودته الى القاهرة!
ترى هل خلت الرياضة العراقية من المتخصصين في شؤون الإعداد لهكذا مناسبة مهمة يفترض أن يتم استدعاء جميع الأطراف وأبرزهما اللجنة الاولمبية الوطنية واتحاد كرة القدم اللذان لم يعلما أية تفاصيل عن برنامج الافتتاح حتى إن وزارة الشباب والرياضة لم تخطط للتفاوض مع نادي الزمالك المصري الذي جرى على هامش زيارة مدير عام التربية البدنية علي أبو الشون إلى القاهرة حيث تم الاتفاق على حضور النادي إلى البصرة على متن طائرة خاصة تنقل بعثته في 10 تشرين الأول المقبل وهي تخلو من أبرز عناصره لتزامن الزيارة مع اللقاء المهم بين مصر وغاناً في (كوماسي) ضمن تصفيات كأس العالم 2014 ، فضلاً عن تحرير شيك بقيمة 120 ألف دولار يرسل إلى حساب مجلس إدارة نادي الزمالك قبل أيام من موعد المباراة كشرطين أساسيين لتوجه البعثة إلى البصرة ؟
من المسؤول عن وضع هذين الشرطين اللذين يؤكدان سوء تقدير صاحب التوقيع عن الجانب العراقي للمكانة الكبيرة التي تحظى بها العلاقات الكروية بين العراق ومصر والانتقادات اللاذعة التي لحقت بكرتنا جراء قبولها تضييف فريق عربي شقيق لا يضاهيها رفعة ومستوى مقابل شرط مادي مُعيب للمشاركة في مهرجان وطني يكشف للعالم العربي والدولي (الجوهرة الخليجية) بشهادة مهندسين كبار وأمناء سر الاتحادات في الخليج الذين تفقدوا المدينة الرياضية أكثر من مرة ؟
كيف تورط المخوّل بالتوقيع على اتفاق مهدد بالإلغاء ودفع الشرط الجزائي وربما تعريضه للمساءلة القانونية ؟ فالحظر الدولي على ملاعبنا لم يزل قائماً ولا يجوز إجراء أية مباراة حتى لو كانت ودية على ارض العراق من شماله إلى جنوبه استناداً إلى قرار الاتحاد الدولي لكرة القدم المؤمل أن يناقش مسألة رفعه في اجتماعه المقبل نهاية الأسبوع الحالي بحضور رئيس اتحاد الكرة ناجح حمود ، ولا نعلم مدى جدية (فيفا) في هذا الموضوع الذي يعرّض منتخباتنا إلى الإيقاف في حالة إقامة ودية البصرة من دون موافقته ؟ والمسألة الأخرى إن الزمالك وافق على خوض المباراة أمام منافس معروف بجماهيريته (الزوراء) بحسب الاتفاق بالرغم من عدم مفاتحة وزارة الشباب والرياضة إدارة النادي التي أكدت على لسان عضوها عبد الرحمن رشيد أنها لم تعلم بأي إشعار رسمي سابقاً عن المباراة إلا يوم الأربعاء الماضي بعد ورود كتاب من مديرية التربية البدنية في الوزارة بتوقيع مديرها أبو الشون يبلغهم بموعد المباراة ما حداه للاعتذار لعدم جاهزية اللاعبين وارتباطهم بمعسكر خارجي، فكيف تم تغيير ممثل العراق ليصبح فريق الميناء مطعّماً بنجوم الدوري ؟!
والغريب إن القائمين على الاتفاقية مع الجانب المصري وضعوا المكتب الإعلامي للوزارة في حرج - لا يحسدون عليه - بعدما تم تعتيم أية معلومة تخص مناسبة افتتاح الملعب والعقد المبرم مع نادي الزمالك على وسائل الإعلام، وعدم امتلاك الزملاء في المكتب توضيحات كافية لاستفسارات موجبة عن أمور كادت تسبب فتنة بين الأندية ومنها سبب اختيار فريق الزوراء وليس الشرطة بطل الدوري ، ولماذا يهدر مال كبير على لقاء 90 دقيقة في حين تستحق أنديتنا الدعم بإقامة بطولة للفرق من المركز 1 إلى 8 في الترتيب النهائي لدوري الكرة الماضي تمثل فترة إعدادية جيدة لها ، ولا ندري هل هناك أمور سرية في القضية تستلزم الكتمان والحذر من كشف المستور؟!
إن افتتاح ملعب كبير في مدينة البصرة بسعة 65 ألف متفرج ينبغي ألا يقتصر الاحتفال به على فعالية كرة القدم فحسب، بل إقامة مهرجان ثقافي وفني يرتقي إلى الحدث الذي ستكتب عنه الأجيال المقبلة بفخر وانبهار، ويبرّز الواقع العراقي وحيوية الشعب بجميع أطيافه للتآلف والتعاضد من اجل مشروع كبير بأهمية المدينة الرياضية وملعب (النخلة) رمز الوطن الخالد بصموده وتحديه عاديات الزمن وثماره الطيبة وجذوره الضاربة في أعماق التاريخ ، ونأمل أن تتم دراسة التحضير للافتتاحية من جميع الأوجه بما يؤمّن القائمون على المناسبة نجاح برنامجهم ليعكسوا أهليتهم وتميزهم في تضييف أية بطولة إقليمية كانت أم قارية أم عالمية.
الزمالك (يتفسّح) في البصرة !
[post-views]
نشر في: 28 سبتمبر, 2013: 10:01 م