اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > ناس وعدالة > الإرهاب والجريمة المنظمة

الإرهاب والجريمة المنظمة

نشر في: 29 سبتمبر, 2013: 10:01 م

تقوم الجريمة المنظمة على مجموعة من الأشخاص ، يمتلكون القدرة على القيادة والتنظيم والتخطيط والتنفيذ، وتوجيه أنواع النشاط الاجرامي إلى المجالات التي تحقق لهم أهدافهم غير المشروعة ، ويشكل تنظيم هذه المجموعة من الأشخاص شكلاً هرمياً ، يمارس فيه الرئيس سلط

تقوم الجريمة المنظمة على مجموعة من الأشخاص ، يمتلكون القدرة على القيادة والتنظيم والتخطيط والتنفيذ، وتوجيه أنواع النشاط الاجرامي إلى المجالات التي تحقق لهم أهدافهم غير المشروعة ، ويشكل تنظيم هذه المجموعة من الأشخاص شكلاً هرمياً ، يمارس فيه الرئيس سلطات مطلقة، وغالباً ما يكون بعيداً عن الأخطار ، ويوجه أوامره عن طريق قيادات متسلسلة ، في سرية وكتمان ومحافظة تامة على أسرار العصابة وعدم البوح بها تحت طائلة التصفية الجسدية ، والسمة الغالبة لدى أفراد هذه العصابات أنهم متجردون من كل إحساس بضمير أو أخلاق وهم يتحدون كل نظام وقانون .

ويعد وضع تعريف محدد للجريمة المنظمة من الصعوبة بمكان لأن التعريف يحتاج أولاً إلى وضوح الصورة ، بحيث يكون التعريف موضحاً معالم تلك الصورة ، وفي مجال الجريمة المنظمة قد تتسع الدائرة وقد تضيق ، فأنواع الجريمة المنظمة وأشكالها كثيرة ومتباينة ولذلك لا يمكن أن يظللها تعريف واحد فهي تختلف تبعاً لخلفية أعضائها وأنواع أنشطتها والفرص الزمانية والمكانية ، فالبعض يرى الجريمة المنظمة من خلال فكرة التنظيم الوارد في إعدادها ، والبعض يرى الجريمة المنظمة من خلال الاستمرارية والبعض يراها من خلال توافر مجموعة من الأفراد على الاعداد لها بطريقة تكفل لها النجاح والاستمرار .
والمعاني الواردة كلها مقصودة، ولا بد من توافرها في الجريمة المنظمة، وبصورة عامة تعد الجريمة منظمة إذا توافرت فيها الشروط التالية:
1- بالنسبة للسلوك الإجرامي المكون للجريمة :
أ- أن يكون وليد تخطيط دقيق ومتأن
ب- أن يكون على درجة من التعقيد أو التشعب
ت- أن يكون تنفيذه قد تم على نطاق واسع
ث- أن تنطوي وسيلة تنفيذه على نوع من الحيلة ، يتجاوز المألوف في تنفيذ الجرائم العادية
ج- أن يكون من شأنه توليد خطر عام : اقتصادياً كان أم اجتماعياً أم سياسياً
2- بالنسبة للجناة:
أ- أن يكونوا جماعة يتجاوز عددها المألوف عادة في المساهمة الجنائية
ب- أن يكون بينهم من اتخذ الاجرام حرفة يكتسب منها ، أو اتخذه وسيلة يشفي بها حقده على المجتمع أو الدولة أو الانسانية
ت- أن يكونوا على درجة من التنظيم ، وذوي مقدرة على التخطيط الدقيق
ث- أن تتلاقى إرادتهم على التداخل في الجريمة أو في الجرائم محل التنظيم
ومن المؤكد أن أخطر العصابات الإجرامية، المنظمة في أيامنا هذه هي عصابات المافيا التي تعتبر قمة الأجرام العالمي
العلاقة بين الإرهاب والجريمة المنظمة:
بناءً على ذلك نجد أن هناك فرقاً بين الإرهاب وأنشطة الإجرام المنظم تتلخص في الاتي:
1- أن الإرهاب يهدف إلى تحقيق مطالب أو أغراض سياسية ، بينما تسعى منظمات الجريمة غالباً إلى تحقيق أرباح مالية بطرق وأساليب غير مشروعة ، وهذا الاختلاف الواضح يتركز في نوعية الدافع خلف النشاط فدافع الإرهاب أشعار السلطة السياسية بموقف معين تسعى إلى تحقيقيه عندها، ويضحي بذاته في سبيل إقرارها ، بينما الهدف الوحيد لمنظمات الجريمة هو الحصول على الأموال والأرباح الطائلة ، بصرف النظر عن مصدرها حتى ولو كان مصدرها عمليات القمار والدعارة أو الاتجار بالنساء والأطفال
2- أن الإرهاب يقوم به أفراد او جماعات كمنظمة القاعدة ، أما نشاطات الاجرام المنظم فتقوم بها جماعات منظمة أي تقتضي التنظيم والتبعية وقد تكون على هيئة اتحاد( كارتل)
وبالرغم من هذا الاختلاف الواضح فإن عناصر التشابه قد تدفع البعض إلى وصف الإرهاب بالجريمة المنظمة ونحن نرى أن هذا الوصف قد يصبح صحيحـاً إذا مـا اتخذت الجريمة المنظمة هدفاً سياسياً ، فمجالات التشابه الظاهري بين الإرهاب والجريمة المنظمة كثيرة إلا أن هنالك اختلافا أساسيا وجوهريا بين أهداف النشاط لكليهما يجعل التفرقة بينهم واضحة، ومن مظاهر التشابه بين الإرهاب والجريمة المنظمة نذكر ما يلي:
1- ان كليهما يسعى الى إفشاء الرعب والخوف والرهبة فـي النفوس علـى نحو منظم ومستمر في نفس الوقت ، متطلبات الجريمة المنظمة تفرض الرعب علـى الناس لتحصل على أموالهم ، وعلى رجال السلطة كي لا يتدخلوا في شؤونها ، ولكي يتخلوا عن واجبهم في التصدي لها ، ومنظمات الارهاب قد ترهب المواطنين لإثارة الرأي العام ضد السلطات ، وإظهار عجزها عن حمايتهم ، كما توجه عملياتها إلــى رجال السلطة باعتبارهم رموزا للنظام السياسي ، وعلى هذا فان الفرق بين المنظمات الإرهابية ومنظمات الجريمة ، فـي نطاق الرعب ، هو فرق في النوع وليس في الدرجة
2- ان المنظمات الارهابية تتمثل في شأن تنظيمها ، وسرية عملياتها، وقوانينها الداخلية ، وأساليب العمليات ، بالأنماط التي تمارس بها المنظمات الاجرامية عملها ، فهي تستفيد من خبرة وتجارب الجريمة المنظمة في ممارسة الارهاب ، ويظهر هذا واضحاً في دولـة مثل ايطاليا حيث تعمل منظمة الألوية الحمراء بنفس أسلوب منظمة المافيا
3- إن بعض المنظمات الإرهابية تسعى إلــى تجنيد بعض الأفــــراد من أعضــاء المنظمات الإجرامية ، حيث يعهد إليهم ببعض المهــام ، مثل تخطيط العمليات ، والتجهيز لإقامة الأفراد وإخفائهم ، والحصول على الوثائق المزيفـة أو الأسلحــة ، والاتصــال ببعض ذوي الخبرة الطبية لعلاج المصابين في العمليات الإرهابية، دون إخبار الشرطة
4- إن بعض المنظمات الإرهابية ، لها صلة قويـــة بعصابات الجريمة المنظمة ، حيث تستأجر المنظمات الارهابية أحياناً ، عصابة من عصابات الجريمة المنظمة للقيام بعمليـة قتل أو تخريب لحسابها، خاصة وأن بعض العصابات الإجرامية تكون مسؤولة عن مناطـق اختصاص مكانـي بها، ولا تسمح بأي نشاط اخر لأحد في دائرة اختصاصها ، ولما كـان التنافس معدوماً بين المنظمات الإرهابية وعصابات الجريمة لاختلاف الأهداف والأغـراض فإن مجــال التعاون الذي قد تفرضه الظروف أحياناً ليس مستبعداً، والخلاصة إن مجالات التشابه الظاهري بين الإرهاب والجريمة المنظمة كثيرة ، حتى أن البعض يعتبر عصابـات المافيا إرهابية ، ولكن هنا اختلافاً أساسياً وجوهرياً بين النشاطيـن وأهدافهما ودوافعهما ، يجعل التفرقة بينهما واضحة جلية.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

كانت ليلة من ليالي رمضان، تناول الزوج (س) فطوره على عجل وارتدى ملابسه وودّع زوجته، كان الأمر عادياً، لكن لسبب تجهّله، دمعت عينا الزوجة. ابتسم في وجهها وهَمَّ بالخروج الى عمله بمحطة الوقود الخاصة...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram