عبر مقتطفات من سيرتها الذاتية، يكتب مقربون منها::
_ قبل أن تهم بمغادرة الدار، لممارسة عملها اليومي الشاق، تتوقف برهة أمام المرآة، لتتأكد من تمام الأناقة بما يليق بسيدة أوروبا بلا منازع.: عقد من اللؤلؤ (الصناعي ربما)، سوار يزين المعصم من خرز ملون، قرطان صغيران ملتصقان بشحمة الأذن،، ربطة حريرية إن استلزم الأمر، ملابس متواضعة، غير ذات كشاكش وبهرج، ثم التدرب، والتأكد من (ارتداء) ابتسامة متفائلة _ رغم العواصف _ أولا:لطمأنة أتباعها، وهمو كثر!، بأن الأمور بخير، او هي في سبيلها إليه، ثانيا: لإغاظة خصومها – وهمو كثر أيضا – وإحباط مساعيهم الدائبة لكسرها وحزبها. والتنديد بسياستها العجفاء.
تلك هي أنجيللا ميريكل، رئيسة المانيا.لثلاث دورات انتخابية ساخنة.
ليس لي إلمام باللغة الجرمانية، لكن ميريكل ربما تعني المعجزة!
امرأة وصفوها بأنها اكثر الحكام نفوذا في العالم، عمرها (59) سنة، لم تتوسل بجمالها ولا بقامتها الرهيفة للفوز بمنصب، حسن إدارتها لحزبها ولطاقم الحكم مشهود لها بشهادات غير مجروحة، قبضة من فولاذ في قفاز من حرير ومخمل، رهط المستشارين ضليعون في معترك المهمات: في السياسية، في الاقتصاد والتعليم والأمن، حنكة الطاقم الوزاري أنقذت ألمانيا ودول اليورو من الأزمات التي تهدد السوق وتتوعد العملة.
في سنوات حكمها لدورتين متتاليتين، انخفضت معدلات البطالة إلى حد لم يبلغه أحد من أسلافها، حذرة في التصريحات (الطنانة الرنانة) حد البخل، تختار تعابيرها، وتحسب كلماتها بالقراريط، بينما تزن أقاويل وخطب الغرماء بالكيلو والرطل،
حكمت ألمانيا بالعمل الجاد والإنجاز تلو الإنجاز، فأخرست المعارضة! تحدثت في بروكسل فأنصتت دول أوروبا، وصفوها بأنها قطب القارة، تتسم سياستها بتسامح نسبي، مع مراعاة خاصة للطبقات الفقيرة وذوي الدخل المحدود والعاطلين عن العمل.
لم تسع للحكم لتثري، وتستحوذ، وتتملك، ولا راهنت إلا على إعلاء شأن ألمانيا.
انضمت للحزب الديموقراطي المسيحي وتقلدت منصب شؤون المرأة والشباب، ثم تولت وزارة البيئة وحماية الطبيعة في حكومة هلموت كول،، ورغم إنها ولدت وترعرت بألمانيا الشرقية، وأتمت معظم سني دراستها فيها، فلم يعيرها احد بأنها (بدون أو شراكوة) ولا نابزها أحد على أنها(معيدية) تزيت بزي حضري.لم توصف بالسيدة الحديدية كما هو النعت الذي لازم الراحلة مرغريت تاتشر، دليل البطش والقسوة، بل وصفوها بأنها المرأة(الحريدية)، إذ جمعت بين صلابة الحديد ونعومة الحرير.
ماذا تريدون أكثر من امرأة نافست الرجال في عقر (قعر) دارهم، وحين تسنى لها الفوز أبت الاستئثار بالحكم، ودعت الأحزاب المدحورة للمشاركة، فألمانيا للجميع وبالجميع، وليست ميريكل وحزبها إلا قطب للرحى!
متى يتعلم الساسة الرجال الدرس،ويعترفون – والإقرار سيد الأدلة – بأن لا عزاء للرجال!!
لا عزاء للرجال!
[post-views]
نشر في: 29 سبتمبر, 2013: 10:01 م