TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > لا عزاء للرجال!

لا عزاء للرجال!

نشر في: 29 سبتمبر, 2013: 10:01 م

عبر مقتطفات من سيرتها الذاتية، يكتب مقربون منها::
_ قبل أن تهم بمغادرة الدار، لممارسة عملها اليومي الشاق، تتوقف برهة أمام المرآة، لتتأكد من تمام الأناقة بما يليق بسيدة أوروبا بلا منازع.: عقد من اللؤلؤ (الصناعي ربما)، سوار يزين المعصم من خرز ملون، قرطان صغيران ملتصقان بشحمة الأذن،، ربطة حريرية إن استلزم الأمر، ملابس متواضعة، غير ذات كشاكش وبهرج، ثم التدرب، والتأكد من (ارتداء) ابتسامة متفائلة _ رغم العواصف _ أولا:لطمأنة أتباعها، وهمو كثر!، بأن الأمور بخير، او هي في سبيلها إليه، ثانيا: لإغاظة خصومها – وهمو كثر أيضا – وإحباط مساعيهم الدائبة لكسرها وحزبها. والتنديد بسياستها العجفاء.
تلك هي أنجيللا ميريكل، رئيسة المانيا.لثلاث دورات انتخابية ساخنة.
ليس لي إلمام باللغة الجرمانية، لكن ميريكل ربما تعني المعجزة!
امرأة وصفوها بأنها اكثر الحكام نفوذا في العالم، عمرها (59) سنة، لم تتوسل بجمالها ولا بقامتها الرهيفة للفوز بمنصب، حسن إدارتها لحزبها ولطاقم الحكم مشهود لها بشهادات غير مجروحة، قبضة من فولاذ في قفاز من حرير ومخمل، رهط المستشارين ضليعون في معترك المهمات: في السياسية، في الاقتصاد والتعليم والأمن، حنكة الطاقم الوزاري أنقذت ألمانيا ودول اليورو من الأزمات التي تهدد السوق وتتوعد العملة.
في سنوات حكمها لدورتين متتاليتين، انخفضت معدلات البطالة إلى حد لم يبلغه أحد من أسلافها، حذرة في التصريحات (الطنانة الرنانة) حد البخل، تختار تعابيرها، وتحسب كلماتها بالقراريط، بينما تزن أقاويل وخطب الغرماء بالكيلو والرطل،
حكمت ألمانيا بالعمل الجاد والإنجاز تلو الإنجاز، فأخرست المعارضة! تحدثت في بروكسل فأنصتت دول أوروبا، وصفوها بأنها قطب القارة، تتسم سياستها بتسامح نسبي، مع مراعاة خاصة للطبقات الفقيرة وذوي الدخل المحدود والعاطلين عن العمل.
لم تسع للحكم لتثري، وتستحوذ، وتتملك، ولا راهنت إلا على إعلاء شأن ألمانيا.
انضمت للحزب الديموقراطي المسيحي وتقلدت منصب شؤون المرأة والشباب، ثم تولت وزارة البيئة وحماية الطبيعة في حكومة هلموت كول،، ورغم إنها ولدت وترعرت بألمانيا الشرقية، وأتمت معظم سني دراستها فيها، فلم يعيرها احد بأنها (بدون أو شراكوة) ولا نابزها أحد على أنها(معيدية) تزيت بزي حضري.لم توصف بالسيدة الحديدية كما هو النعت الذي لازم الراحلة مرغريت تاتشر، دليل البطش والقسوة، بل وصفوها بأنها المرأة(الحريدية)، إذ جمعت بين صلابة الحديد ونعومة الحرير.
ماذا تريدون أكثر من امرأة نافست الرجال في عقر (قعر) دارهم، وحين تسنى لها الفوز أبت الاستئثار بالحكم، ودعت الأحزاب المدحورة للمشاركة، فألمانيا للجميع وبالجميع، وليست ميريكل وحزبها إلا قطب للرحى!
متى يتعلم الساسة الرجال الدرس،ويعترفون – والإقرار سيد الأدلة – بأن لا عزاء للرجال!!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

هل يجب علينا استعمار الفضاء؟

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

 علي حسين لا احد في بلاد الرافدين يعرف لماذا تُصرف اموال طائلة على جيوش الكترونية هدفها الأول والأخير اشعال الحرائق .. ولا أحد بالتأكيد يعرف متى تنتهي حقبة اللاعبين على الحبال في فضاء...
علي حسين

باليت المدى: جوهرة بلفدير

 ستار كاووش رغمَ أن تذاكر الدخول الى متحف بلفدير قد نفدت لهذا اليوم، لكن مازال هناك صف طويل جداً وقف فيه الناس منتظرين شراء التذاكر، وبعد أن إستفسرتُ عن ذلك، عرفتُ بأن هؤلاء...
ستار كاووش

التعداد السكاني العام في العراق: تعزيز الوعي والتذكير بالمسؤولية الاجتماعية

عبد المجيد صلاح داود التعداد السكاني مسؤولية اجتماعية ينبغي إبداء الاهتمام به وتشجيع كافة المؤسسات الاجتماعية للإسهام في إنجاح هذا المشروع المهم, إذ لا تنمية من دون تعداد سكاني؛يُقبل العراق بعد ايام قليلة على...
عبد المجيد صلاح داود

العلاقات الدولية بين العراق والاتحاد الأوروبي مابين (2003-2025)

بيير جان لويزارد* ترجمة: عدوية الهلالي بعد ثمان سنوات من الحرب ضد جمهورية إيران الإسلامية (1980-1988)، وجد العراق نفسه مفلساً مالياً ومثقلاً بالديون لأجيال عديدة.وكان هناك آنذاك تقارب بين طموحات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي....
بيير جان لويزارد
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram