TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > شو بيشتغل؟

شو بيشتغل؟

نشر في: 29 سبتمبر, 2013: 10:01 م

بلهجة لبنانية ناعمة جدا ، ومزاج رائق ، استفسر سكرتير تحرير نشرة إخبارية في محطة إذاعية دولية من مراسلها في بغداد عن ابرز المستجدات ، والأحداث في الساحة السياسية العراقية ، ومناسبة الاستفسار جاءت على خلفية الاستعدادات والتحركات لتشكيل مجلس الحكم. الزميل رد على صاحب السؤال بالقول بانه حصل على تصريح خاص للإذاعة من زعيم سياسي، يذكر فيه أسماء الشخصيات المرشحة لعضوية المجلس ، فوجه سكرتير النشرة استفساراً بالقول " الزعيم شو بيشتغل " فاضطر الزميل الى تقديم سرد تاريخي مفصل ، عن صاحب التصريح، لكن الجانب الآخر كان يريد الحصول على تصريح من السيد بريمر ، ليتحدث بهذا الموضوع ، ولصعوبة الحصول على تصريح من المستر الأميركي طرحنا أسماء بديلة، ومع ذكر اسم عدنان الباجه جي او غيره يأتي الرد: وهايدا شو بيشتغل"، وانتهى السجال بين الطرفين عبر الاتصال الهاتفي من دون الحصول على معلومات جديدة ، وانتقل السؤال الى العاملين في مكتب الإذاعة في بغداد ليتحول الى لازمة عند طرح أي استفسار حول شخصية سياسية " شو بيشتغل" .
الساحة العراقية بعد العام 2003 شهدت بروز مئات الشخصيات السياسية ، كان حضورها في الفندق المقابل لساحة الفردوس وسط العاصمة ، على مدار الساعة لوجود وسائل الإعلام ، واستعدادها لنقل التصريحات ، فاعلن احدهم انه كلف بتولي منصب محافظ بغداد ، واصدر أمراً باستدعاء محافظ البنك المركزي ، تبين في ما بعد انه كان يريد الاستحواذ على "الدخل " ولفشل مخططه توارى عن الأنظار ، أما الآخر فقال انه اصبح مدير شرطة العاصمة ، وطالب قوات الاحتلال بمنحه المبالغ المالية الكافية لإعادة عناصر الشرطة لعملهم، لمطاردة المتورطين بحوسمة دوائر الدولة وبسط الأمن في المدينة، والثالث ادعى انه المرشح لشغل منصب رئيس الجمهورية ، لتقدم حظوظه لدى أصحاب القرار في الولايات المتحدة، وهناك من صدق هذه الادعاءات ومنهم صاحب مطعم قريب من ساحة الفردوس مازال يحتفظ بفواتير بملايين الدنانير ثمن تناول وجبات الطعام للسيد الرئيس وبطانته وعناصر حمايته ، وصنف اخر ممن يدعي انه من ابرز السياسيين الجدد كان يحمل تلفون الثريا ويجري اتصالات وهمية مع مسؤولين خليجيين، ويتحدث بصوت مرتفع ليسمع الإعلاميين بانه يمتلك علاقات إقليمية واسعة سيسخرها لخدمة العراق وشعبه ، ولا احد من الصحفيين يسأل عن الرجل "شو بيشتغل ".
من سمات العملية السياسية في العراق بمرحلتها الاولى ، انها كشفت عن "القفاصة" فغادروا المشهد تلاحقهم تهم النصب والاحتيال ، لان سؤال "شوبيشغل" كان المعيار الحقيقي لمعرفة الأشخاص ، وتاريخهم السياسي ، وتكون له فاعلية عندما تستخدمه وسائل الإعلام، وتنقله الى الرأي العام ، والسؤال من شانه ان يحدد توجهات الناخبين ،عندما يقفون أمام صورة المرشح ويستفسرون "وهيدا شو بيشغل"؟

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

 علي حسين لا احد في بلاد الرافدين يعرف لماذا تُصرف اموال طائلة على جيوش الكترونية هدفها الأول والأخير اشعال الحرائق .. ولا أحد بالتأكيد يعرف متى تنتهي حقبة اللاعبين على الحبال في فضاء...
علي حسين

باليت المدى: جوهرة بلفدير

 ستار كاووش رغمَ أن تذاكر الدخول الى متحف بلفدير قد نفدت لهذا اليوم، لكن مازال هناك صف طويل جداً وقف فيه الناس منتظرين شراء التذاكر، وبعد أن إستفسرتُ عن ذلك، عرفتُ بأن هؤلاء...
ستار كاووش

التعداد السكاني العام في العراق: تعزيز الوعي والتذكير بالمسؤولية الاجتماعية

عبد المجيد صلاح داود التعداد السكاني مسؤولية اجتماعية ينبغي إبداء الاهتمام به وتشجيع كافة المؤسسات الاجتماعية للإسهام في إنجاح هذا المشروع المهم, إذ لا تنمية من دون تعداد سكاني؛يُقبل العراق بعد ايام قليلة على...
عبد المجيد صلاح داود

العلاقات الدولية بين العراق والاتحاد الأوروبي مابين (2003-2025)

بيير جان لويزارد* ترجمة: عدوية الهلالي بعد ثمان سنوات من الحرب ضد جمهورية إيران الإسلامية (1980-1988)، وجد العراق نفسه مفلساً مالياً ومثقلاً بالديون لأجيال عديدة.وكان هناك آنذاك تقارب بين طموحات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي....
بيير جان لويزارد
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram