قد يتساءل البعض من خلال قراءة العنوان ويفنده على أساس إن منتخب الشباب بكرة القدم حقق انجازاً بحصوله على المركز الرابع عالمياً ، نعم لا يختلف اثنان على ما حققه هذا الفريق الفتي الذي يعد انجازاً منقطع النظير ، لكن يجب ألا نبقى نتعكز عليه كما بقينا طوال الفترة التي أعقبت انجاز 2007 عندما خطف أسود الرافدين لقب آسيا وبعدها لم يجرؤ أن ينافس ويعبر الدور الثاني من منافساتها.
ما تعرضت اليه الكرة العراقية خلال الآونة الأخيرة شيء يدعو الى الاستغراب والتساؤل والوقوف وقفة جادة وحقيقية إزاء ذلك التقهقر، فبعد أن تلكأ منتخبنا الاولمبي وخرج من دورة التضامن الإسلامي بنقطتين بائستين حصل عليهما من تعادلين أمام منتخبي سوريا والسعودية وخسارة أمام المنتخب التركي ليبقى مترنحاً في ذيل المجموعة الأولى من دون أي رادع أو انتقاد لاعبين والملاك الفني الذي يقود الفريق ، وعندما نتساءل عن سبب تلك الإخفاقة نجد الجواب جاهزاً وهو إن الإعداد غير جيد وعدم توفير المعسكرات التدريبية الخاصة بتحضير المنتخب ، بينما إن جميع اللاعبين هم من لاعبي فرق الدوري الذين لم يتوقفوا يوماً عن ممارسة اللعب والتدريب لتزامن انتهاء مسابقة الدوري مع بداية إعدادهم لتك البطولة.
بالأمس تعرضت الكرة العراقية الى هزة جديدة تجسدت بالإخفاقة التي تعرض لها منتخب الناشئين تحت 15 عاماً وخروجهم المذل من الدور الأول للتصفيات المؤهلة إلى نهائيات القارة الصفراء عندما خسروا أمام منتخب البحرين قبل أن يحققوا الفوز على منتخب تركمانستان ويتعادلوا أمام النيبال بقيادة مدربهم طالب جلوب ، ولو وضعنا مقارنة بسيطة بين المنتخب الاولمبي السابق والحالي وكذلك بين منتخب الناشئين السابق والحالي نرى انه لا توجد أية أوجه للمقارنة بعد تدني مستوى الفريقين عمّا كانوا عليه في السابق، وهذه بحدّ ذاتها تعد حالة خطرة تهدد كيان الكرة العراقية إذا ما استمر الإخفاق والتقهقر بهذه الصورة سنقرأ على كرتنا السلام خصوصاً اننا نترقب بشغف مهمة أسود الرافدين عندما يواجهون الأخضر السعودي في مباراة غاية في الأهمية يوم 15 الشهر المقبل التي تعد في غاية الصعوبة في ظل الإعداد الذي لا يعول عليه لاسيما بعد خوض منتخبنا الوطني مباراة تجريبية أمام فريق يلعب في الدرجة الرابعة من الدوري التركي ولم يتمكن من تحقيق الفوز عليه بل كان التعادل هو النتيجة التي آلت اليها المباراة.
تساؤل مشروع ينتابني بمعية الكثيرين من المتخصصين بالشأن الكروي وغير المتخصصين أي المتابعين للكرة العراقية بحكم عراقيتهم التي تقتضي المتابعة الجادة، لماذا لا تتم إناطة مهام تدريب المنتخبات الوطنية بمدربين جديرين بها أو كيف تتم عملية اختيار أولئك المدربين لتلك المهام التي تمثل سمعة البلد والواجهة الحقيقية له ، ولو عملنا استبيانا بسيطاً نرى أن خيرة المدربين الذين مثلوا الكرة العراقية لاعبين ومدربين بعيدين كل البعد عن المهام الوطنية ولو استذكرنا بعض تلك الأسماء نرى ان من يكون جديراً بها هم المدربون أنور جسام وأكرم جسام وثائر جسام الذي حقق الانجاز لنادي الشرطة بعد سنين عجاف دامت 15 عاما فيما يتواجد أيضا المدربون جمال علي وأيوب اوديشو ونزار اشرف وسعدي توما وباسم قاسم وشاكر محمود والدكتور كاظم الربيعي والدكتور صالح راضي والدكتور اسعد لازم وناظم شاكر ورحيم حميد وأسامة نوري وغيرهم كثيرون من المدربين وعذراً لمن لم تحضرني اسماءهم لكنهم متواجدون دائماً في قلبي ، لذلك أرى ان على اتحاد الكرة أن يمنح الفرصة لهؤلاء المدربين طالما أن هناك استحقاقات كثيرة لمنتخباتنا الوطنية على الأقل إفساح المجال لهم ليظهروا قدراتهم وكفاءاتهم التدريبية وقد يتمكنون من إيقاف مسلسل الإخفاق.
.. ويستمر الإخفاق!
[post-views]
نشر في: 30 سبتمبر, 2013: 10:01 م