ترجمة / عادل العامل تقدمت شركات نفط من الصين، ثاني أكبر مستهلك للنفط في العالم، بعروضها على نحو مستعر حين بدأ العراق يضع في المزاد تراخيصه في ستة حقول نفط كبيرة، كما جاء في مقال كيث برادشير. وقد فازت بالعقد الأول مشاركةً كلٌّ من برتش بتروليوم وشركة البترول الوطنية الصينية c.n.p.c.،
في آخر إشارة للاهتمام الصيني بالعراق، وهو البلد الذي كان يبدو حتى وقتٍ قريب في نطاق النفوذ الأمريكي من أجل الموارد الطبيعية. وفي إشارة أخرى لاهتمام الصين بحقول النفط العراقية، عرضت سينوبيك Sinopec، وهي شركة التكرير الصينية العملاقة، مبلغ 7,22 بليون دولار لشراء أداكس Addax بتروليوم، وهي شركة سويدية - كندية لها عمليات في إقليم كردستان العراق وفي غرب أفريقيا. وإذا صادق مساهمو أداكس والمنظمون الكنديون على الصفقة، التي توصي بها هيئة أداكس، فسيكون ذلك أكبر مكسب طاقة عبر البحار للصين. لقد بدأت منافسة شركة سينوبيك، أي شركة البترول الوطنية الصينية، بالحفر في الربيع في حقل نفط الأحدب Ahdab في جنوب شرق العراق. وهذه الشركات النفطية الصينية الثلاث ــ سينوبيك، وC.N.P.C، وشركة النفط بعيداً عن الساحل offshore الوطنية الصينية ــ قد قدمت عطاءاتها جميعاً في تجمعات متنوعة مع شركات متعددة الجنسية غربية في حزيران ببغداد، ولو أن هناك مفاوضات إضافية تبقى لتسوية تفاصيل كل عقد من عقودها. إن من الشائع في صناعة النفط أن تتبع نتائج المزاد الأولية أسابيعٌ من المساومة على التفاصيل. غير أن تقديم العروض في بغداد كان ميّالاً للجدل بوجهٍ خاص، إذ طلبت متعددات الجنسية بأن تسمح لها الحكومة العراقية بالاحتفاظ بأكثر العائد من كل برميل إضافي من النفط تضخه فوق مستويات سابقة. ويمكن أن يكون القليل من الأمريكيين أو العراقيين قد توقعوا أن تبرز الصين كواحدة من الفائزين بالنفط العراقي، خاصةً بعد ست سنوات من الحرب. غير أن علامات الاستقرار في العراق هذا العام، والانسحاب العسكري الأمريكي من المدن العراقية، قد تصادفا مع الاندفاعة الصينية لشراء أو تطوير حقول نفط ما وراء البحار. و كما قال ديفيد زفايج، وهو متخصص في سياسات الموارد الطبيعية في جامعة هونغ كونغ للعلوم والتكنولوجيا: إن الشركات الصينية " ظلت مهتمة بالعراق، وكانت مهتمة به قبل الحرب، والآن تحسنت تلك الأمور نوعاً ما هناك، وهو على أجندتها الآن ". و قد ادعى بعض الخبراء أن على الغرب ألاّ يقلق من حضورٍ صيني أساسي في حقول النفط العراقية، لأن ذلك يعطي الصين حصةً أعظم في تحسين الاستقرار في المنطقة. " فإذا أنت أردتَ أن تكون الصين مساهماً مسؤولاً في العالم، فإنك تحتاج لأن تدع الصين تشتري لها حصصاً في العالم "، كما قال مارك ثيرلويل، مدير برنامج الاقتصاد العالمي في معهد لووي للسياسة العالمية في سيدني. و لقد حاولت الحكومة العراقية أصلاً في السنة الماضية أن تمنح حقول النفط لشركات غربية من خلال عملية لا عروض فيها. فأثار ذلك اعتراضات جماعة شيوخٍ أمريكيين،كانوا يريدون شفافيةً أعظم، وقد غُيِّرت الخطة وحل محلها المزاد، ما كان له تأثيره في السماح للشركات الصينية بلعب دورٍ أكبر بكثير. وقد دُهش قادة الصين للارتفاع الشديد في أسعار السلع في أوائل العام الماضي، الأمر الذي عرَّض هشاشة قطاع التصنيع الضخم في بلادهم لأسعار مواد خام عالية، وعندما هبطت أسعار النفط في الخريف، بدأت الصين بالشراء، واستيراد وخزن النفط بكميات هائلة. وكان المسؤولون، والاقتصاديون، والمستشارون الصينيون مجمعين تقريباً على القول بأن بلادهم بحاجة للاستثمار في الموارد الطبيعية، والإعراب في الوقت نفسه عن مخاوفهم من الائتمانية الطويلة الأمد للولايات المتحدة والقوة الشرائية للدولار. لقد كانت شركات النفط الصينية مهتمة خصوصاً بشراء حقول النفط منذ أن هبطت أسعار الخام في صيف العام الماضي، لأن ذلك قد نزل بكلفة الحقول أيضاً، كما كتب فيليب أندروز ــ سبيد، المتخصص في صناعة النفط الصينية. ومع خبرة هذه الشركات في بعض البلدان الأكثر اضطراباً في أفريقيا، فإنها يمكن أن تكون لها القدرة على تدبير أمورها مع الأحوال التي لا يمكن التنبؤ بها في العراق. " وهي قد لا تكون متمكنة من تجاوز هذه المخاطر أكثر من شركات أخرى، لكن يبدو أنها متهيئة لتقبل مستوىً أعلى من الخطر، كما قال مستشهداً برغبة الصين في القيام بأعمال تجارية في السودان. لقد واجهت الشركات الصينية سلسلة من العوائق في مساعيها لشراء شركات موارد طبيعية في بلدانٍ مصنَّعة، كالولايات المتحدة واستراليا. وتلك العوائق، الناجمة جزئياً بفعل الاعتراضات السياسية في واشنطن وكانبيرا قد أرغمت الشركات الصينية على إبداء اهتمام أكبر بالموارد في بلدان أقل استقراراً مثل العراق. إن ما يدفع الصين إلى هذا الاهتمام هو تعطش البلاد نحو النهم إلى النفط، وقد كانت الصين، في وقتٍ قريب كأوائل التسعينيات، مصدّراً رابحاً للنفط بسبب الانتاج بشكل رئيس من حقول نفط هرمة في الركن الشمالي الشرقي من الصين. لكن استهلاك نفط الصين قد ارتفع كثيراً حينئذٍ، بفعل الازدهار الاقتصادي والمبيعات الصاعدة للسيارات التي أحدثت تشوّشات مرورية في المدن الكبيرة. وقد تفوقت ال
اندفاعة صينية متلهفة نحو نفط العراق
نشر في: 9 نوفمبر, 2009: 04:23 م