اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > عربي و دولي > العالم لم يتناول الكابوس الحقيقي لأسلحة الدمار السورية

العالم لم يتناول الكابوس الحقيقي لأسلحة الدمار السورية

نشر في: 2 أكتوبر, 2013: 10:01 م

 ترجمة عبد الخالق عليلنحاول نسيان غاز الأعصاب ، فبرنامج اسلحة الأسد البيولوجية هو الذي يجب ان يسبب القلق و الخوف. أكد  تقرير أخير للأمم المتحدة - عن استخدام  الأسلحة الكيمياوية في سوريا - الادعاءات التي ذكرت ان النظام قتل اكثر من الف من ال

 ترجمة عبد الخالق علي

لنحاول نسيان غاز الأعصاب ، فبرنامج اسلحة الأسد البيولوجية هو الذي يجب ان يسبب القلق و الخوف. أكد  تقرير أخير للأمم المتحدة - عن استخدام  الأسلحة الكيمياوية في سوريا - الادعاءات التي ذكرت ان النظام قتل اكثر من الف من المدنيين الأبرياء بينهم مئات الأطفال بعامل الأعصاب السارين. الا ان تأثيرات الهجوم الكيمياوي بقدر ما هي رهيبة فانها تعتبر ضئيلة بالمقارنة مع الهجوم الأسوأ بالأسلحة البيولوجية.
السارين ن مثل غيره من عوامل الأعصاب، يتحلل بعد إطلاقه و يشكل خطرا قليلا على طول فترة محددة. الا ان  البكتريا و الفيروسات و غيرها من العوامل البيولوجية تتكاثر و تسبب مخاطر للمنطقة بمرور الوقت. الكائنات الدقيقة التي تسبب الأمراض المعدية مثل الأنفلونزا او الجدري يمكن ان تعدي افرادا يزيدون بدورهم من انتشار المرض و بهذا يتحولون  الى قنابل بيولوجية. هذا الانتشار الناجم عن الجراثيم سبق ان حدث على مر التاريخ البشري ؛ فلقد قتلت سلالة مميتة من الأنفلونزا اكثر من 50 مليون شخص خلال وباء " الأنفلونزا الإسبانية " في 1918 – 1919 ، و كذلك توفي ما يقارب 300 مليون شخص من الجدري في القرن العشرين، و رغم القضاء على الجدري في 1980 فالفايروس لازال مخزون قانونا في احد مختبرات الولايات المتحدة و آخر في روسيا ، و هناك شكوك في انه محفوظ بشكل غير قانوني في اماكن اخرى  ايضا . بعض العوامل المميتة ، مثل بكتريا الجمرة الخبيثة ، تعيش طويلا و يمكن ان تسبب خطرا طويل الأجل في الموقع الذي تغزوه.
هناك إقرار على نطاق واسع  بالخطر الذي تسببه الأسلحة البيولوجية، لهذا فمن المسؤولية الضغط بشأن الكشف الكامل عن البرنامج البيولوجي في سوريا . تتراوح الاراء حول البرنامج السوري من الاعتقاد بانه لا يشكل تهديدا مباشرا، الى القلق من كونه  قد يشمل الطاقة الإنتاجية للعوامل المسببة للجمرة الخبيثة او التسمم الناجم عن تناول اللحوم و غيرها من الأمراض المميتة . أحد تقديرات وكالة استخبارات الدفاع الأميركية لعام 2008 ، يعكس ذلك ، حيث  يؤكد بان لسوريا " برنامج تطوير عوامل بيولوجية منتخبة لاستخدامها كأسلحة". و كذلك " ان النظام لم ينجح في  تسليح العوامل البيولوجية في برنامج اطلاق فاعل". هذا التصريح لا يمنح إحساساً بالراحة . اليوم يعتقد المسؤولون الأميركان بكل وضوح ان برنامجا من نوع ما موجود في سوريا. في آذار أخبر جيمس كلابر مدير الاستخبارات الوطنية، الكونغرس بان الولايات المتحدة كانت " تتابع مخزون الذخائر في سوريا و بالأخص العوامل الكيمياوية و البيولوجية". الا ان تفاصيل معرفة الولايات المتحدة ببرنامج الأسلحة البيولوجية السورية لاتزال غير واضحة لكون التفاصيل  لاتزال سرية . بعض المصادر غير الحكومية تطلق على مركز الدراسات العلمية و البحوث في سوريا على انه بؤرة البحوث العسكرية و تطوير التكنولوجيا البيولوجية و الكيمياوية و النووية .
 كما أكد تقرير عام 2002 من عالم الميكروبيولوجي الإسرائيلي و محلل الاستخبارات السابق داني شوهام ، على ان هذا المركز الحكومي كان ينتج الأسلحة الكيمياوية و البيولوجية . بعد خمس سنوات حصل هذا التقرير على دعم عندما منعت وزارة الخزانة الأميركية المواطنين من التعامل التجاري مع المركز لأنه  " وكالة حكومية سورية مسؤولة عن تطوير و انتاج اسلحة غير تقليدية ". و اضافت الوزارة : رغم ان المركز يتخفى تحت ستار مؤسسة مدنية فانه "  يركز انشطته اساسا على تطوير اسلحة بيولوجية و كيمياوية ". يقول تشارلس دولفر مفتش الأسلحة السابق لدى الأمم المتحدة " وجدنا أدلة على استيراد كميات غير اعتيادية من وسائط النمو، بالاضافة الى ذخائر ذات علامات تشير الى ان الغاية منها  نقل الجمرة الخبيثة و غيرها من العوامل البيولوجية ، اضافة الى مقابلات  العلماء و سجلات الفحص التي كانت ضرورية في اتخاذ القرار" .  في الحقيقة ان صدام حسين قد خيب أمل مفتشي الأمم المتحدة من خلال تزويدهم بمعلومات غير كاملة او من خلال منعهم من الوصول الى المواقع المشكوك فيها ، لذا يجب عدم السماح للرئيس السوري بفرض مثل هذه القيود .
ان تمييز البرنامج البيولوجي غير الشرعي يعتبر أمراً معقداً لأن الأجهزة المطلوبة هي نفسها المستخدمة في النشاط الشرعي. يمكن تحويل العشرات من المصانع الصيدلانية سريا و بسرعة لإنتاج كميات كبيرة من مسببات الأمراض من كميات صغيرة من البكتريا او الفيروسات . و نفس الشيء ينطبق على مختبرات الصحة العامة و مرافق انتاج اللقاحات .
لذا فان الكشف عن البرنامج البيولوجي السوري يتطلب ثلاثة عناصر . الأول هو وصول المفتشين الى مركز  الدراسات العلمية و البحوث في سوريا و غيره من المرافق المشكوك فيها . العنصر الثاني هو تواجد كوادر  العلماء و الإداريين لهذه المؤسسات عند طلب المفتشين مقابلتهم حول نشاطاتهم . الثالث هو قدرة المفتشين على مراجعة سجلات البحوث البيولوجية و أنشطة الإنتاج في هذه المؤسسات خلال العقد الماضي .
كان أول استخدام واسع النطاق للكلورين و الخردل و غيره من الغازات كأسلحة خلال الحرب العالمية الأولى ، و سبّب عذاباً كبيراً للضحايا ما حفّز على عقد اتفاق جنيف الدولي بعد الحرب – بروتوكول جنيف – لحظر استخدام هذه العوامل في الحرب . المعاهدات اللاحقة حظرت حتى تطوير و خزن الأسلحة البيولوجية  و الكيمياوية . جرى التأكيد على حظر الأسلحة البيولوجية من خلال تعابير ظهرت لأول مرة في اتفاقية الأسلحة البيولوجية  لعام  1972 التي وصفت استخدام هذه الأسلحة بانه " منافٍ للضمير الأنساني ". هذه العبارة الأخلاقية تنطبق على كافة اسلحة الدمار الشامل – الكيمياوية و النووية و الإشعاعية بالاضافة الى البيولوجية . السماح باستخدام اي من هذه الأسلحة دون عقاب يؤدي الى اضعاف حظرها .
ان محاولة الأسد الخداع بشأن وعوده الكيمياوية هي امر مطروح ، الا ان الأمر غير المطروح هو ضرورة كشف و تدمير برنامج  الأسلحة البيولوجية السورية .
 عن : فورن بوليسي

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

طبيب الرئيس الأمريكي يكشف الوضع الصحي لبايدن

زلزال بقوة 7.4 درجة يضرب تشيلي

لهذا السبب.. بايدن غاضب من صديقه اوباما 

اعطال تقنية على مستوى العالم توقف الطيران وخدمات الانترنت

الصحة العالمية: جائحة جديدة "قاب قوسين أو أدنى"

مقالات ذات صلة

عربيا.. العراق يحتل المرتبة الرابعة بإنتاج لحوم الدجاج

عربيا.. العراق يحتل المرتبة الرابعة بإنتاج لحوم الدجاج

متابعة/ المدىقالت خدمة الزراعة الخارجية التابعة لوزارة الزراعة الأمريكية، إن العراق جاء بالمرتبة الرابعة عربيا والتاسع عالميا بإنتاج 200 ألف طن من لحوم الدجاج خلال العام الماضي.واحتلت البرازيل والولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي المراتب...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram