TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > دفع الله ما كان أعظم!

دفع الله ما كان أعظم!

نشر في: 2 أكتوبر, 2013: 10:01 م

تحفل الصحف البريطانية، سيما الشعبية منها، بحكايات لحوادث مستلة من أرشيف مكاتب التحقيق، نقطف منها بعض ما نشر مؤخرا:
# سرق لص (شريف) خمسين ألف جنيه إسترليني نقدا من شقة أحد الأثرياء العرب (تحفظت الصحيفة عن ذكر جنسيته) حيث يقضي الثري شطراً من فصل الصيف، أعلمت الشرطة وسجل الحادث ضد مجهول.. قبلها كان لص(نبيه) آخر، قد تسلل لقصر ثري عربي، والذي لا يحل فيه إلا لماماً، وسرق من الأموال والرياش والمجوهرات والسجاد النادر واللوحات الأصلية بما لا يقدر بثمن، سجل الحارس إخباراً، وجرى التحقيق الدقيق، وسجل الحادث ضد مجهول!
# سُرقت حقيبة (مطلّقة) لثري عربي بما قيمته ربع مليون جنيه، كانت تضعها في سيارتها الفارهة، لجأت للشرطة، واتهم السائق، وقدم للمحاكمة،، فقضت المحكمة ببراءته، وسجل الحادث ضد مجهول.! هذا غيض من فيض، فكثير من السرقات الكبيرة لأثرياء عرب، لا تبلغ بها الشرطة خوف الفضيحة!
والسؤال المكتوم هو: إذا كانت هذي الثروات المرزومة في الحقائب والمتروكة في الشقق، مرصودة لسفرة قد تستغرق أسبوعا أو بعض أسبوع، فكم يا ترى يبلغ الرصيد الكلي في البنك (البنوك) الأجنبية؟؟ والسؤال الذي لا يثيره أحد خوفاً على مزاج الثري أن يتعكر: من أين كل هذي الأموال والثروات هل تحققت من كد وكدح وعرق جبين؟ هل اخترع واحدهم جهازاً يسعد البشرية ويديم التواصل بين الناس (ثروة بيل غيتس، وأقرانه تقدر بالمليارات) او أبتكر وسيلة لإبطال تأثير سلاح فتاك أو إيقاف اجتياح مرض سارٍ؟
وإذا كانت مثل هذي الأسئلة محظور طرحها على الملأ، خشية التأثير السلبي على أبناء الشعب وجزاء من يطرحها القتل غيلة، او تلفيق تهمة،، فإن شحنة من الخيال الجامح ربما _ لا عقاب عليها:
لنتخيل منظر ذاك العربي المذكور أعلاه، وهو يكتشف أمر السرقة. ونحدس لمحة من ردود فعله: هل لطم خدوده وشق جيوبه؟ هل ناح واشتكى وتظلم من سوء طالعه ونحس بخته "؟
لا.. لا.
فالرجل – والحق يقال – لم يبك، لم يلطم خديه، لم يشق جيوبه، لكنه – والحق يقال ثانية – انفعل انفعالاً شديداً، ثم تذكر وصية الطبيب: فالانفعال الشديد يشمع كبده الموجوع، ويفقأ كيس مرارته، ويزيد من تجاعيد وجهه.
هدأ الرجل، وشرب كأساً من.. من.. من الماء. وكظم فرحة باغتته: وحمد الله وشكره، فاللص لم يهتد للخزنة، فقد ضرب الله على عينيه غشاوة، فالخسارة ضئيلة ويمكن تعويضها بصفقة!... فرك الرجل يديه سروراً وأخذ يردد ويستعيد::: دفع الله ما كان أعظم.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

 علي حسين منذ أيام والجميع في بلاد الرافدين يدلي بدلوه في شؤون الاقتصاد واكتشفنا أن هذه البلاد تضم أكثر من " فيلسوف " بوزن المرحوم آدم سميث، الذي لخص لنا الاقتصاد بأنه عيش...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان دهوك.. 12 عاماً من النجاح

 علاء المفرجي يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة...
علاء المفرجي

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

لطفيّة الدليمي هناك لحظاتٌ تختزل العمر كلّه في مشهد واحد، لحظاتٌ ترتفع فيها الروح حتّى ليكاد المرء يشعر معها أنّه يتجاوز حدود كينونته الفيزيائية، وأنّ الكلمات التي كتبها خلال عمر كامل (أتحدّثُ عن الكاتب...
لطفية الدليمي

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

رشيد الخيّون حصلت أكبر هجرة وتهجير لمسيحيي العراق بعد 2003، صحيح أنَّ طبقات الشعب العراقي، بقومياته ومذاهبه كافة، قد وقع عليهم ما وقع على المسيحيين، لكن الأثر يُلاحظ في القليل العدد. يمتد تاريخ المسيحيين...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram