اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تشكيل وعمارة > بناء المدينة في العراق والحركة المتاحة للمرأة

بناء المدينة في العراق والحركة المتاحة للمرأة

نشر في: 4 أكتوبر, 2013: 10:01 م

-2-   غالبا ً ما يتصدر الرجل وحاجاته كل مفاهيم وعمليات التخطيط الحضري، و تتوزع العوامل المؤثرة على دور المرأة ومكانتها في النسيج الحضري للمدينة ضمن مساحتين واسعتين مختلفتين. تتمثل المجموعة الأولى بالعوامل المتعلقة بتكوين المرأة الجسدي والعقلي

-2-

 
غالبا ً ما يتصدر الرجل وحاجاته كل مفاهيم وعمليات التخطيط الحضري، و تتوزع العوامل المؤثرة على دور المرأة ومكانتها في النسيج الحضري للمدينة ضمن مساحتين واسعتين مختلفتين. تتمثل المجموعة الأولى بالعوامل المتعلقة بتكوين المرأة الجسدي والعقلي والنفسي وكيفية تحول هذه العوامل إلى مبادئ تخطيطية للعمل طبقها واعتمادها، وقد تم الحديث عنها مسبقا ً.
إذا ً هل تجد المرأة حريتها في الحركة والتنقل داخل مراكز مدننا في العراق دون أن تتعرض إلى عدد لاحصر له من الإزعاجات؟ الوصول الصعب ! حركة المرور المزعجة ! اختلاط الوظائف غير المريح ! قلة الأمان ! الظروف المناخية المزعجة !
وهل تجد المرأة في مراكز مدننا ذلك الجو الأليف الذي يتيح لها التسوق براحة ودون عناء، والتجول بهدوء، والحصول على متعة التسوق Shopping Enjoyment والتي أصبحت ركيزة مهمة لإنشاء المراكز التجارية تفقد بدونها هذه المراكز قدرتها على العمل والمنافسة.
وهل تستطيع المرأة التحرك داخل المدينة على انفراد دون أن تفقد شعورها بالأمان والاطمئنان؟ وهل تجد في عموم المدينة موضعا ً للاستراحة، كأن يكون مقهى؟ وهل تجرؤ المرأة في مدننا على دخول مقهى أو مطعم على انفراد؟
بل وحتى داخل الحي السكني هل تجد المرأة ما تكسر به روتين يومها المضجر لتمارس فعالية ثقافية أو رياضية أو اجتماعية أخرى؟
وما الذي تجده المرأة داخل مملكتها – مسكنها - ؟ بعد أن كان الفناء الداخلي Inward Courtyard يمنحها هذه الفرصة مع الاحتفاظ بكامل خصوصياتها. فما الذي منحها الانفتاح الحداثي وحدائق المنزل الخارجية Back & Front yards ؟
أما المجموعة الثانية فتتمثل بالعوامل المتعلقة بالتقاليد والأعراف والعادات السائدة في المجتمع والتغييرات التي تطرأ على الحياة العامة تحت تأثير تحولات سياسية ودينية أو حتى اقتصادية. فالدول الفقيرة لا تمنح المرأة مساحة كافية للتصرف داخل نسيج المدينة الحضري بسبب ضغط العوامل الاقتصادية، في حين تمنح مجتمعات فقيرة أخرى مساحة أوسع بكثير بسبب ضعف العامل الديني أو لان العامل السياسي ليس بحاجة إلى استغلاله لهذا الأمر.
تشكل هذه العوامل على الأغلب متغيرات Variables مزعجة وسلبية للمصمم والمخطط الحضري بدءا ً من الوحدة السكنية إلى الحي و إلى المدينة على العموم. فقد يصبح المطبخ المفتوح مرفوضا ً – كما هو الحال لدينا الآن – لان المجتمع يرفض الاتصال المباشر بين سيدة المنزل والضيوف الذين يتحولون إلى سادة يفرضون عليها قوقعة داخل قوقعتها السكنية. وتصبح الحديقة العامة في الحي السكني حِجرا ً على الأطفال والأب دون الأم. وتستحيل قائمة طويلة من الخدمات المدينية Urban Utilities الى أماكن مفتوحة أمام الرجل ومُغلقة أمام المرأة، فلا تجد فيها أي متنفس لضغوط الحياة اليومية وهي تشارك الرجل في كل همومه وأهمها العمل اليومي، من الأمثلة على ذلك دور السينما والمسارح والمعارض الفنية والمقاهي والمطاعم وأكثر المحال التجارية والجزء الأكبر من الأسواق العامة بل وحتى النقل العام يصبح مكانا ً غير ملائم للمرأة.
لقد تحولت معظم التقاليد والحدود الاجتماعية المفتعلة إلى محددات لابد للمصمم أو المخطط أن يضعها عين اعتباره مما يربك التكوين العام للمدينة وهيكلتها ويربك عمل مباني المدينة ذاتها، كالفصل بين مدارس الذكور والإناث، وفصل مداخل أماكن الزيارات والأضرحة والمراقد وكذلك الفصل في داخلها والذي أدخل عناصر معمارية غريبة على هذه المباني لا يؤدي إلا إلى تشويهها والإساءة الى وظائفها الفعلية، وعزل أجنحة خاصة للعوائل في كثير من المطاعم كما هو الحال الآن، واستحالة دمج أجنحة بيع الكماليات النسائية مع الرجالية ضمن نفس المحل وكما هو معتاد في معظم دول العالم، وقد وصل الفصل إلى حدود متطرفة أحيانا ً مثل عزل جزء خاص للعوائل ضمن المتنزهات العامة كما هو الحال الآن في متنزه مدينة السعادة في الديوانية.
المرأة نصف المجتمع ... عبارة يرددها إعلامنا وترددها أفواهنا مرارا ً وتكرارا ً، ولكن هل سيجد هذا النصف حقه في الاستخدام والاستفادة والانتفاع والاستمتاع بالمدينة وخدماتها أم سيظل هذا النصف مهمشا ً في بلد اعتاد التهميش لمن يستضعف؟

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

واشنطن تحذر بغداد من التحول الى "ممر" بين ايران ولبنان

تقرير أمريكي: داعش ما زال موجوداً لكنه ضعيف

انتخابات برلمان الاقليم..حل للازمات ام فصل جديد من فصولها؟

صورة اليوم

المباشرة بتطبيق الزيادة في رواتب العمال المتقاعدين

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

باليت 42 بدايات عام جديد

السُّخرية السريالية ودلالة الأيقون في أعمال الفنان مؤيد محسن

المصرف الزراعي في السنك: بزوغ الحداثة المعمارية العراقية

عمارة تلد مسابقة!

دار هديب الحاج حمود.. السكن رمزاً للانتماء

مقالات ذات صلة

إندونيسي يتزوج 87 مرة انتقاماً لحبه الفاشل 

إندونيسي يتزوج 87 مرة انتقاماً لحبه الفاشل 

شباب كثر يمرون بتجارب حب وعشق فاشلة، لكن هذا الإندونيسي لم يكن حبه فاشلاً فقط بل زواجه أيضاً، حيث طلبت زوجته الأولى الطلاق بعد عامين فقط من الارتباط به. ولذلك قرر الانتقام بطريقته الخاصة....
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram