لو هيّئ لهذا الحمار القتيل الممدد على الأرض أن ينطق ليصف من فعل به هذه الجريمة الوحشية فما الذي سيقوله؟
http://www.youtube.com/watch?v=NR22KDPuG9Q&feature=player_embedded#t=12
كنت قد قرأت نصاً لمسرحية "لو نطق الحمار" كتبها البصري عبد الكريم العامري وضمنها، بحسجة ناجحة، طرحاً لهمِّ الإنسان العراقي وصبرِه على ما يمر به في أيام الهمّ "الجديد".
لم يخطر ببال العامري ولا ببال احد على ما أظن ان يرى بعينيه ويسمع بأذنيه دراما واقعية لفاجعة قتل حمار عراقي بواحد من فيض التفجيرات اليومية. كم وددت ان يقطع هذا الشاب المفجوع بقتل حماره، نشيجه المرّ ليقول لنا شيئا. تمنيته ان يصف لنا بعفويته وصدقه نوع الجنس البشري الذي أوصله للبكاء على حماره بعد ان أشبعنا، نحن العراقيين، الدنيا عويلاً على ناسنا ولا من مجيب.
كنت قد شاهدت هذا المقطع قبل أيام فصرت ابحث عن تسمية او تصنيف آخر لهذه المخلوقات الغريبة التي استرخصت حياة العراقيين بشرا كانوا او حيوانات.
نعرف ان هناك تصنيفات قسمت البشر الى إناث وذكور وجنس ثالث. لكن يبدو ان الأرض هذه المرة امتلأت بجنس رابع تغذى بأفكار لا نعرف حتى اللحظة من أين تستمد ضوءها. جنس لا يقتل الحياة بدم بارد وينافق ويسرق ويفسد ولا يبكي حين تحلُّ فاجعة بالناس ويضحك عند وقوع البلاء. الدماء تسيل والجثث تتناثر والخزينة تسرق بوضح النهار وعند مطلع الفجر وليس في الدولة من يقول لأي من القتلة أ و السراق: على عينك حاجب.
يا باكي الحمار يحزنني ان قلت لك انك تبكي والقاتل، ومن سمح له بالقتل، أخالهم يسخرون منك لأنك في نظرهم تبكي حماراً في بلد صار فيه دم الإنسان ارخص من أوراق لف السجائر. انهم ليسوا بشراً مثلك كي يعرفوا ان الحياة حياة وان كانت في شجرة او في نبض حمار أحببته فصرت تحتضنه وتغسل جروحه بدموعك.
انهم من جنس بلا قلوب ولا دموع ولا ضمائر ولا إحساس.
انهم أيها الطيب البسيط، لا يستحقون غير لقب: الجنس السافل.
الجـنسُ السافـل
[post-views]
نشر في: 4 أكتوبر, 2013: 10:01 م