ردّ زميلنا المعلّى الأستاذ حسن العلوي على زميل له في مجلس النواب عن أحد الأحزاب الحاكمة كان قد شتمه عبر احدى الفضائيات، مقدّماً، كعادته، بياناً بليغاً وبلاغاً مبيناً، متصفحاً التاريخ العراقي الحديث صفحة صفحة بحثاً عن ذكر لشاتمه في مظاهرة أو معتقل فلم يجد، ، ومقلّباً بعض الصخر والحجر ليفرّجنا على بعضٍ من ديدان تسري وهوامٍ تتسلل.
ما قاله العلوي في قطعته الأدبية المحبوكة وكلمته السياسية المسبوكة أجمتله فقرة جاء فيها :"لا أدري ما إذا كان هذا الرجل قد دخل مدرسة عراقية أم لا ، ولا أعرف من أي الجامعات استقى لقبه العلمي وأين طبع ونشر اطروحته العلمية ، وإذا كانت ايديولوجيته ونشأته لا تسمحان له بأن يكون جزءاً من التاريخ القومي الذي عاصرتُ جانباً منه وقد عشناه يوما يوماً وسجناً سجناً ومقالاً مقالاً ومظاهرة مظاهرة فهل له أن يقدم سطوراً في تغريدة على تويتر يذكرنا بأنه شارك في محفل وطني ؟ وإذا لم يكن الرجل لاجزءاً من تاريخنا القومي ولا من تاريخنا الوطني فهلّا يدلنا على تاريخ آخر له نجهله؟".
أحسب ان العلوي يعرف ما نعرف، بل أكثر مما نعرف، هو ان زميله النائب الحالي والوزير السابق ليس متفرداً في حاله أو وحيداً في وضعه داخل مجلس النواب، فحيثما تلفّت العلوي حوله تحت قبة البرلمان، يمنة ويسرة ووراءً وقدّاماً، اصطدمت عيناه بالعشرات على هذه الشاكلة، وحيثما جرّ خطاه بين ممرات القاعة ذات القبة تعثّرت أقدامه بالعشرات غيرهم من هذا النوع أيضاً.
ويعرف العلوي كما نعرف، بل أكثر مما نعرف، انه اذا ما انتقل من البرلمان الى الحكومة ومن الحكومة الى القضاء، وهذه هي السلطات الثلاث في دولتنا، سيختنق في زحام الذين لا تاريخ قومياً ولا وجود في محفل وطني لهم، فهم ليسوا إلا ممن تأخذهم "الحمية العالية للدفاع عن اللصوص"، وتمتد طوابيرهم طويلة وتتجمع حشودهم كبيرة في دواوين رئاسة الجمهورية ورئاسة مجلس الوزراء ورئاسة البرلمان ورئاسة مجلس القضاء الأعلى والقيادة العامة للقوات المسلحة والوزارات ومجالس المحافظات، أي كل الذين تتركز في أيديهم السلطة وتكمن في جيوبهم مفاتيح الحكم.
ما كان لنا أن نكون في محنتنا المتفاقمة هذه ومكابدتنا المتواصلة وخرابنا العميم ورِدّتنا الحضارية على مدى السنين العشر الطوال المنصرمة لو لم يتصدر المشهد هؤلاء، ولو لم تُوضع في أيديهم مقاليد البلاد وتُوكل اليهم مصائر العباد.
صبراً جميلاً شيخنا، فعند الفوران يطفح الزفر ومع المدّ يأتي الزبد.
صبراً جميلاً ، فانت العارف ان الزبد يذهب جفاءً، أمّا ما ينفع الناس فيمكث على الأرض.
صبراً جميلاً .. حسن العلوي
[post-views]
نشر في: 4 أكتوبر, 2013: 10:01 م
جميع التعليقات 6
ناجي زليزل
الأستاذ عدنان ..أظنك لم تقل الأهم ..أقصد بحق الرجل ..وكظمت غيضك ..فبلاء اليوم أكبر من بلاء الأمس .ز
abo ali
ليتحمل حسن علوي ما يتحمل من شتائم ومن كلام بذيء من اي نائب أو مواطن، أليس هو أول من انسحب من القائمة العراقية عندما اغرته قائمة دولة القانون بمنصب وبعدها نكثت به، فلا حظى بمنصب ولا استطاع ان يرجع لوطنيته وظل يمدح الاكراد ويسميهم الكورد عسى ان يحظى بشي فمن
قارئه
بدا ية اتمنى على المدى نشر التعليق ، فهو لا يحمل بين طياته إلّا النوايا التي لا تضمرالعداء لأحد بقدر عنايتها بفهم حالة الفصام التي يعاني منها اغلب من يُطلقون على أنفسهم محللو وصحفيو المرحلة ، والمرحلة بمرجلها الفائر على الدوام هرستهم ولما تزل تهرس من يحاو
احمد سلمان
انصفت العلوي الذي امضى عمره منصفاً.
امجد الحسيني
اقران حسن اعلوي واصدقاء كأسه الخمري يحاولون الدفاع عنه وكأنه فلتة من فلاتات هذا العراق الكبير الباسق الندي ،،، لكن مع الاسف حسن العلوي لايعدو ان يكون بعثيا نافق حتى قربه البعثيون لانه وصولي ومنافق ،،، وبكى بعد انهيار البعث ليحصل على سفارة في سورية قرب بلا
Hassoon
He will find a bunch of trash