يستعد الخبراء الدوليون لتعطيل برنامج الأسلحة الكيمياوية في سوريا بعد إحرازهم تقدما مشجعا في اللقاء الذي أجروه مع مسؤولي النظام. النظام ومعارضوه متهمون بتنفيذ الكثير من الأعمال الوحشية في صراع الثلاثين شهرا الذي بدأ كانتفاضة شعبية ثم تطور إلى حر
يستعد الخبراء الدوليون لتعطيل برنامج الأسلحة الكيمياوية في سوريا بعد إحرازهم تقدما مشجعا في اللقاء الذي أجروه مع مسؤولي النظام.
النظام ومعارضوه متهمون بتنفيذ الكثير من الأعمال الوحشية في صراع الثلاثين شهرا الذي بدأ كانتفاضة شعبية ثم تطور إلى حرب متفجرة أودت بحياة 115 الف شخص. في مقابلة تلفزيونية نفى الرئيس بشار الأسد ارتكابه الهجمات الكيمياوية في الحادي والعشرين من آب على احدى ضواحي العاصمة دمشق والتي حفزت واشنطن على التهديد بعمل عسكري . قال الأسد " ان الترسانة الكيمياوية المراد تدميرها بموجب قرار من الأمم المتحدة محفوظة بأيدي " قوات خاصة " لا يستطيع أحد غيرها استخدامها. ان تهيئة هذه الأسلحة عملية فنية معقدة ..و هناك اجراء خاص لاستخدامها يتطلب استحصال امر مركزي من رئاسة أركان الجيش، لذا فمن المستحيل انها قد استخدمت ".
جرى تكليف فريق من المفتشين من منظمة حظر الأسلحة الكيمياوية والأمم المتحدة مكون من 19 عضوا بتنفيذ قرار تدمير الترسانة المحظورة بحلول منتصف عام 2014 . وصل الفريق الى سوريا يوم الثلاثاء وأبلغ عن " تقدم أولي مشجع " بعد يوم من اللقاءات مع السلطات السورية جرت الخميس . يقول الفريق انه يأمل البدء بالتفتيش الموقعي ثم التعطيل الأولي للتجهيزات " خلال الأسبوع المقبل ".
يواجه الفريق مهمة شاقة اذ من المعروف ان سوريا تمتلك اكثر من الف طن من عامل الأعصاب السارين وغاز الخردل وغيرها من الأسلحة المحظورة في عشرات المواقع . قال مسؤول في المنظمة ان هدف الفريق المباشر هو تعطيل مواقع الإنتاج بحلول نهاية ت1 او بداية ت2 باستخدام "وسائل ملائمة" بما فيها المطارق الثقيلة وصب الكونكريت . انها المهمة الأولى للمنظمة في بلد غارق بحرب أهلية أجبرت اكثر من مليوني سوري على الهرب من وطنهم وستة ملايين آخرين مهجرين في الداخل بينما مازال مئات الالاف عالقين في المدن والمناطق المحاصرة.
طالب مجلس الأمن الأربعاء بعدم عرقلة وصول المعونات الأنسانية الى خطوط الصراع، عبر الحدود مع البلدان المجاورة ان كان ذلك مناسبا ، الا ان سوريا منعت مهمات الأغاثة من تلك البلدان قائلة ان الأمدادات ستذهب الى الثوار .
خلال المقابلة التلفزيونية مع محطة هولك التركية المعارضة قال الأسد ان الجارة تركيا ستدفع ثمن دعمها للثوار. من جانبه مدد البرلمان التركي الخميس لمدة عام واحد التفويض الذي يسمح للبلد بارسال قوات الى سوريا اذا اقتضت الضرورة ذلك . اضاف الأسد قائلا " في المستقبل القريب سيكون لهؤلاء الأرهابيين تأثير على تركيا وستدفع تركيا ثمنا باهظا لمساهمتها ".
كرد فعل على ملاحظات الأسد ، خرج محتجون معارضون للأسد الى الشوارع الجمعة في انحاء البلاد وهم يحملون شعار " شكرا لك تركيا ". وفي نفس الوقت وقعت معارك عنيفة في برزة شمال دمشق بعد قيام القوات بحملة تهدف الى سحق جيوب الثوار حول العاصمة حسب المرصد السوري لحقوق الأنسان . وفي الحسكة شمالا، خلّف القتال بين جهاديي دولة العراق والشام الأسلامية وبين القوات الكردية عددا غير معروف من القتلى من كلا الجانبين . ذكر المرصد في وقت متأخر وقوع عدة ضربات جوية في انحاء البلاد بما فيها منطقة يبرود قرب العاصمة والتي تعرضت لخمس ضربات منفصلة قتلت رجلا وامرأة حسب التقارير الواردة. كما ضربت القوة الجوية ايضا منطقة ميادين في محافظة دير الزور الشرقية وقتلت ما لا يقل عن ثلاثة اشخاص . قالت منظمة اطباء بلا حدود ان عشرات الالاف من اللاجئين الذين هربوا الى العراق خلال الأسابيع الأخيرة قد عانوا من رحلة شاقة سيرا على الأقدام عبر الصحراء، حيث ذكرت المنظمة " اغلب اللاجئين يصلون الى الحدود سيرا على الأقدام بعد رحلة طويلة عبر وادي صحراوي وبدرجات حرارة عالية جدا. الكثير منهم تركوا كل شيء وراءهم من افراد عوائلهم الى منازلهم وممتلكاتهم ". هرب 60 الف سوري الى العراق منذ الخامس عشر من آب ولحد الآن.
عن : ديلي ستار