اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > ناس وعدالة > في نهاية العمر ولم تخلص من القتل

في نهاية العمر ولم تخلص من القتل

نشر في: 6 أكتوبر, 2013: 10:01 م

امرأة مسنّة في السبعين من عمرها ... كانت تحب الخير للجميع ... ابتسامتها لا تفارق شفتيها ... تساعد الجيران وكل محتاج ... تعيش بمفردها في داخل شقتها الصغيرة في منطقة البلديات .. لكنها لم تكن تشعر بالوحدة ... فجيرانها لم يشعروها بذلك ... يتفانون في خدمت

امرأة مسنّة في السبعين من عمرها ... كانت تحب الخير للجميع ... ابتسامتها لا تفارق شفتيها ... تساعد الجيران وكل محتاج ... تعيش بمفردها في داخل شقتها الصغيرة في منطقة البلديات .. لكنها لم تكن تشعر بالوحدة ... فجيرانها لم يشعروها بذلك ... يتفانون في خدمتها والسهر على راحتها ! لكن كان هناك من يراقبها من بعيد .. إنه (ش) ابن الجيران ... ذلك الشاب الذي ارهق أسرته انحرافا بسلوكه السيئ الذي قاده إلى الإدمان ... وعندما ضاقت به السبل ولم يحصل على فلوس الحبوب دفعه تهوره إلى جارته العجوز (ف) حيث قتلها بعد أن ذبحها مع أحد أصدقائه المقربين ... وإليكم القصة من البداية ... موظف شاب سكن مع عائلته بجوار شقة المرأة العجوز (ف) هذا الشاب مع زوجته تولى ضمنيا رعاية جارته المسنة ... يتابع أخبارها ويطمئن عليها خاصة أنها تقيم بمفردها وتعاني من أمراض الشيخوخة ... فجأة سمع الموظف الشاب باب جارته يقفل بقوة ... انتفض من مكانه ليشاهد ما يحدث ... فهذه أول مرة يسمع فيها شخصا غريبا يجري على الدرج في اتجاه الشارع ... دخل الشاب شقته ونظر من شرفة منزله شاهد شابا يجري في الشارع يرتدي قميصا وبنطلون جينز ... توجس الجار خيفة على جارته ... دق باب شقتها لكنها لم تجب ... انتظر قليلا فربما تكون بعيدة عن الباب لكن بلا فائدة ... أخرج هاتفه النقال واتصل بابن جارته .. أخبره بما حدث وطلب سرعة الحضور ... بالفعل حضر الابن في بضع دقائق يلهث من كثرة الجري ... أدخل مفتاحه في باب شقة والدته وأدار القفل ليكتشف الكارثة ... أمه العجوز ملقاة على الأرض خلف باب الشقة مباشرة غارقة في دمائها التي ما زالت تسيل من جرح كبير في رقبتها .. ووجهها كلة ملطخ بمسحوق أبيض لزج ... وخصوصا داخل فمها ... ألقى الابن بجسده على والدته يصرخ ... يرجوها ان تعيش ... يضع أذنه على صدرها ليسمع دقات قلبها لكن القلب توقف ... يتحسس أنفاسها لكنها انقطعت للأبد ... يحركها يمينا ويسارا ... لكن ماذا يفيد جسد بلا روح ! اتكأ الابن البائس بظهره على الحائط بجوار جثة والدته واضعا رأسه بين كفيه ... دخل في نوبة بكاء عنيفة ... ولم يخرجه منها إلا صوت ضابط الشرطة ومجموعة من أفرادها داخل الشقة حيث اخبرهم جارهم الشاب فانتقلوا إلى مسرح الجريمة ... الكشف الابتدائي لمسرح الجريمة أكد بان العجوز (ف) تعرضت للذبح وكتم النفس باليد ... كما ان معاينة الشقة أوضحت ان القتل كان بهدف السرقة ... محتويات الشقة كلها مبعثرة ... كما اكتشفت الشرطة بمساعدة ابن المجني عليها بان حلياً ذهبية ومبلغا من المال وهاتفا محمولا قد سرق من والدته ! على الفور اهتمت الشرطة بالقضية وتم تشكيل فريق عمل لكشف الفاعل ،وكانت الخطوة الأولى لفريق العمل التركيز على فحص مسرح الجريمة ... فداخل الشقة لم يجد رجال البصمات أية آثار لبصمات أو متعلقات للمجرم .. لكن اهم معلومة توصل لها رجال الشرطة ان من قام بالجريمة أكثر من شخص ... لأن على الجثة آثار ضغط بأصابع مختلفة على رأس ورقبة ويد وقدم المجني عليها ! ومعنى ذلك ان هناك من غافل المجني عليها وكتم أنفاسها بيد وقام بذبحها باليد الأخرى ... وفي نفس الوقت كان هناك من يمسك يديها وقدميها من عند قصبة القدم ... والمعلومة الثانية التي توصلت إليها الشرطة بان المرأة العجوز كانت حريصة لأبعد حد ... لا تفتح لأي شخص إلا لو كانت تعرفه ... هذه المعلومات أجبرت الفريق على تقسيم انفسهم إلى فريقين : الأول يعمل خارج المبنى للبحث عن الشخص الغامض الذي شاهده الموظف يجري خارج المبنى في الشارع العام ... والفريق الثاني يعمل على حصر المترددين على المرأة العجوز ومن تطمئن لهم القتيلة بشكل يدعوها لفتح باب الشقة ... الفريق الثاني اكتشف آثار دماء على درج العمارة بداية من شقة المرأة المسنة حتى شقة بالطابق الثالث ... وبجوار الشقة وجدت الشرطة منديلا به آثار دماء ملقاة على الأرض ... وداخل الشقة ناقش ضابط التحقيق مع احد أبنائها المدعو (ش) الذي وجدوه مجروحا في إصبعه ... لكن (ش) أكد انه جرح بسبب مزاح مع احد أصدقائه عند الحلاق وذهب إلى المستشفى وقام بتخييط الجرح !! وداخل المستشفى تأكد للشرطة حقيقة ما ذكره (ش) ولكن معه شخص آخر ! وهذا الأمر زاد من شكوك الضابط حوله ! وفي الناحية الثانية اكتشف فريق العمل الأول ان الشخص الذي شوهد يجري بالشارع كان بصحبة (ش) قبل الجريمة وحددت شخصيته بمساعدة الجيران وأحد الباعة الجوالين ... وبعد يومين تم القبض عليه ليعترف بجريمته مع (ش) بمجرد مشاهدته رجال الشرطة يلقون القبض عليه ! المشكلة كانت مع (ش) الذي أصر على الإنكار ولكن بمواجهته بصديقه (أ) انهار واعترف بتفاصيل الجريمة ... وأنه اتفق مع صديقه بقتل جارته العجوز وسرقة حليها الذهبية لتوفير مبالغ المخدرات ... حيث قام بشراء قفازات لليد وسكينا حادا لإتمام الجريمة ... ووقت تنفيذ الجريمة قام بزيارة المرأة العجوز وطلب منها التدخل لحل مشكلة بينه وبين والدته ... وأخبرها بأن صديقه (أ) حضر لحل المشكلة لكن وجودها يسهل مهمته ... ثم طلب منها الدخول إلى المرحاض ... وبعدها باغتها من الخلف وكتم أنفاسها وذبحها بالسكين ... وساعده في تكتيفها صديقه (أ) ووجد علبة كريم ( نيفيا ) للبشرة فوضع الكريم في فمها حتى يمنع دخول الهواء ويتأكد من وفاتها ... ثم قام بتفتيش الشقة لسرقة ما خف وزنه وغلا سعره ... حيث وجد عندها حلياً ذهبية ومبالغ مالية وعملات أجنبية وساعات ذهبية وغيرها من الأشياء الثمينة ... قام المتهمان بعد تصديق أقوالهما قضائياً بالإرشاد عن المسروقات وأداة الجريمة وأحيلا بعدها إلى المحاكمة بجريمة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد المقترن بالسرقة .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

القبض على عشرات المتسولين والمخالفين لشروط الإقامة في بغداد

لهذا السبب.. بايدن غاضب من صديقه اوباما 

في أي مركز سيلعب مبابي في ريال مدريد؟ أنشيلوتي يجيب

وزارة التربية: غداً إعلان نتائج السادس الإعدادي

التعليم تعلن فتح استمارة نقل الطلبة الوافدين

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

كانت ليلة من ليالي رمضان، تناول الزوج (س) فطوره على عجل وارتدى ملابسه وودّع زوجته، كان الأمر عادياً، لكن لسبب تجهّله، دمعت عينا الزوجة. ابتسم في وجهها وهَمَّ بالخروج الى عمله بمحطة الوقود الخاصة...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram