TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > سكــارى!

سكــارى!

نشر في: 6 أكتوبر, 2013: 10:01 م

سكارى بخمر السلطة. نعماك ربي.. لا أدري افي حلم انا أم في صميم حقيقة. أمتلك قصرا فارها، لم أك أجرؤ على الإقتراب من عتبته، أو طرق بوابته ولو برمش العيون.. باذخ قصري، لم يمن علي به أحد، تملكته بحكم الدستور بعد نضال وكفاح، وكر وفر. كل ما في قصري يلتمع! عيون أم البنين! ثرياته ذوات المائة شمعة المدلاة من السقوف العالية، مراياه المزججة أطرها بماء الذهب، جدرانه المزينة بالفسيفساء، وسياجه العريض من الحجر الصوان العصي على الاختراق, رهط من المعينين (أشفق أن أسميهم خدما) ما أن أطلب كأسا من الماء، حتى يوافونني بدورق من لبن مصفى! وما أن يحين موعد العشاء، إلا وأدعى لمائدة من الأطايب، (من يا ترى قال لرئيس الطباخين إني أهوى نكهة البط المشوي على الفحم؟؟
ما السلطة؟؟ قيل: أن تأمر ولا تؤمر , أن تأمر أمرا، فينفذ أمرك في الحال!
تحت إمرتي رهط من الموالين، يبتغون رضاي! ينفذون رغباتي دون مناقشة! بعضهم يتملقني رهبة ورغبة -أدري- لكنني ضامن ولاءهم بما أغدق عليهم من اموال وإمتيازات. يسمونهم حماية، وأسميهم فدائيون، أما يكفي إنهم يفتدونني بأرواحهم إذ يتقدمون موكبي؟ هل جرب أحدكم السير في موكب كموكبي؟ ليلوم من يلوم... وليخرس الذين فاتهم تذوق لحسة عسل الجلوس على قمة السلطات!
سكارى بنبيذ الثروة:: ثمل أنا حد النشوة،، راتبي يفوق رواتب أعلى المسؤلين في أعتى الدول الديموقراطية! راتبي الفخم حق من حقوقي المشروعة التي كفلها ورعاها الدستور، تسألونني عن بنود المخصصات؟ مفتوحة ميزانية المخصصات ما دامت مدرجة تحت أوجه صرفيات النفع العام والخدمات الإجتماعية، لا اِشغل تفكيري بـ(النثريات) أعجز -أحيانا- عن عدّ أصفارها فهي لا تعدو أن تكون خردة قياسا لثروة البلد المتدفقة على مدار الساعة.سأبيح لكم سرا: إنني حين اتعب من تعداد أصفار الثروة (الترليون) أترك الأمر لسكرتيري الشخصي _ الخبير المالي زوج ابنتي الكبرى، يحسدني من يغار مني ,يغبطني الأصدقاء مثلما الأعداء, تحت يدي خزنة البلد، أمنع وأمنح , أقبض يدي او أبسطها ‘ (أبرق لي وكيلي بلندن، بأن الصفقة تمت بسلام، وسيوافيني بالتفاصيل برسالة مشفرة ,وإن العقار في منطقة (جيلسي)ينتظر توقيع المالك , ويسألني بإلحاح إن كنت لا أزال راغبا في شقة مجمع الجميرا في دبي؟
سكارى الهموم وذل الحاجة....هل يدري الذين ثملوا ب خمر السلطة ونبيذ الثروات الحرام شيئا عن السكارى من خوف وجوع ومرض وفقر ,وشحة في فرص العمل ولا عدالة في اقتسام الثروات؟.
هل رأت الأوطان الأخرى سكارى مثلنا؟؟

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

هل يجب علينا استعمار الفضاء؟

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

 علي حسين لا احد في بلاد الرافدين يعرف لماذا تُصرف اموال طائلة على جيوش الكترونية هدفها الأول والأخير اشعال الحرائق .. ولا أحد بالتأكيد يعرف متى تنتهي حقبة اللاعبين على الحبال في فضاء...
علي حسين

باليت المدى: جوهرة بلفدير

 ستار كاووش رغمَ أن تذاكر الدخول الى متحف بلفدير قد نفدت لهذا اليوم، لكن مازال هناك صف طويل جداً وقف فيه الناس منتظرين شراء التذاكر، وبعد أن إستفسرتُ عن ذلك، عرفتُ بأن هؤلاء...
ستار كاووش

التعداد السكاني العام في العراق: تعزيز الوعي والتذكير بالمسؤولية الاجتماعية

عبد المجيد صلاح داود التعداد السكاني مسؤولية اجتماعية ينبغي إبداء الاهتمام به وتشجيع كافة المؤسسات الاجتماعية للإسهام في إنجاح هذا المشروع المهم, إذ لا تنمية من دون تعداد سكاني؛يُقبل العراق بعد ايام قليلة على...
عبد المجيد صلاح داود

العلاقات الدولية بين العراق والاتحاد الأوروبي مابين (2003-2025)

بيير جان لويزارد* ترجمة: عدوية الهلالي بعد ثمان سنوات من الحرب ضد جمهورية إيران الإسلامية (1980-1988)، وجد العراق نفسه مفلساً مالياً ومثقلاً بالديون لأجيال عديدة.وكان هناك آنذاك تقارب بين طموحات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي....
بيير جان لويزارد
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram