TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > داعش والخضراء

داعش والخضراء

نشر في: 6 أكتوبر, 2013: 10:01 م

حين انتظرت أسبوعاً كاملاً أراقب به ردة فعل "دولته" على هروب كبار قادة الإرهابيين من سجن أبو غريب، ولم اسمع منه كلمة واحدة قلت ستفوت "بجيسة" وسيدفع أولاد الخايبات الثمن دماً عبيطاً. فرحان أخونا، ومن معه، بأن البلد لم يدخل في حرب أهلية كما توقع الجميع رغم أننا نخسر كل يوم أضعاف ما تخسره دول تعيش او عاشت حرباً أهلية من قبل.
ما كانت كارثة أبو غريب تمر برداً وسلاماً على دولته مثلما مرت على الهاربين، لو ان الشعب فكر بحياته ولا أقول بمصلحته. الإرهابيون وبالتحديد ما يسمى "الدولة الإسلامية" استثمروا عملية الهروب ووظفوها لخدمة أغراضهم. انتبهوا الى انه بعد الهرب من أبو غريب صرنا نسمع باسم "داعش".
قادة "داعش" أغلبهم ان لم يكن كلهم، من الذين هربوا. لكن الشعب الضحية هل فكر باستثمار مصيبة الهروب ليثور ضد الهاربين ومن هرّبهم لينقذ نفسه؟
"داعش" ما كانت لتستأسد علينا، أيها السادة، وتلعب بنا على هواها لو لم يكن دولته قد القى الشعب في البحر مكتوفاً وقال له: إياك إياك ان تبتل بالماء. وليته كان ماءً لهانت، لكنه دم.
هروب السجناء من أبو غريب ما كان يبطل مفعوله الدموي غير هروب مماثل للقابعين بالخضراء. لكن أنّى للهر ان يهرب من مطبخ دسم؟ وهذا يعرفه الإرهابيون أكثر من غيرهم لذا لم ولن يوجهوا مفخخة واحدة او انتحارياً واحداً او حتى طلقة واحدة نحو الخضراء. ليسوا أغبياء، الى هذا الحد، ليقطعوا على أنفسهم رزقاً كبيراً تكرم به عليهم حاكم ابتلانا به القدر وصرنا من اليوم الذي عرفناه به: لا يندل ولا يقبل ندليه.
"داعش" مدينة بفضل البقاء على الحياة "للخضراء" ورئيس حكومتها. وما دام عدد القتلى، عدا الجرحى، قد وصل في هذا العام، الذي لم ينته بعد، الى أكثر من 6 آلاف قتيل، والشعب مازال ساكتاً، فسيدوم التواطؤ بين "داعش والخضراء" كما دامت أيام "داحس والغبراء" أربعين عاماً.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. منتصر ابو سحاد

    ماذا تقصد بالشعب اي شعب اليس هذا الشعب يحتاج الى قيادات دلني على قائد واحد تعرفه انت ليقود هذا الشعب اتريد الناس تخرج لتباد من يحميهم ومن يطالب بهم اذا اعتقلو اتريدنا ان نخرج كما خرج الشعب المصري مئات القادة الوطنيين من الاحزاب والمنظمات المدنية وفي مقدمت

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

 علي حسين لا احد في بلاد الرافدين يعرف لماذا تُصرف اموال طائلة على جيوش الكترونية هدفها الأول والأخير اشعال الحرائق .. ولا أحد بالتأكيد يعرف متى تنتهي حقبة اللاعبين على الحبال في فضاء...
علي حسين

باليت المدى: جوهرة بلفدير

 ستار كاووش رغمَ أن تذاكر الدخول الى متحف بلفدير قد نفدت لهذا اليوم، لكن مازال هناك صف طويل جداً وقف فيه الناس منتظرين شراء التذاكر، وبعد أن إستفسرتُ عن ذلك، عرفتُ بأن هؤلاء...
ستار كاووش

التعداد السكاني العام في العراق: تعزيز الوعي والتذكير بالمسؤولية الاجتماعية

عبد المجيد صلاح داود التعداد السكاني مسؤولية اجتماعية ينبغي إبداء الاهتمام به وتشجيع كافة المؤسسات الاجتماعية للإسهام في إنجاح هذا المشروع المهم, إذ لا تنمية من دون تعداد سكاني؛يُقبل العراق بعد ايام قليلة على...
عبد المجيد صلاح داود

العلاقات الدولية بين العراق والاتحاد الأوروبي مابين (2003-2025)

بيير جان لويزارد* ترجمة: عدوية الهلالي بعد ثمان سنوات من الحرب ضد جمهورية إيران الإسلامية (1980-1988)، وجد العراق نفسه مفلساً مالياً ومثقلاً بالديون لأجيال عديدة.وكان هناك آنذاك تقارب بين طموحات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي....
بيير جان لويزارد
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram