الجميع يعرف ماذا عمل أخوة نبي الله يوسف عندما ألقوا به في غيابة الجُب للتخلص منه وذهبوا الى والده بقميصه الملطخ بالدماء ليخيل له ان الذئب قد أكله .
للأسف التأريخ يعاد أمامنا فأخوة العراق من الخليجيين يسعون بكل ما أوتوا من قوة لإلقائه في غيابة ذلك الجب الذي لا أتصور ان ثمة من يلتقطه ويعيد له الحياة ، بعد أن تكاتفوا جميعاً عليه من دون أي رادع أو منصف ، فأين العدل ايها الخليجيون ، وأين العراق من خليجكم بعد أن حاولتم تهميشه بشتى الوسائل حتى نفد صبره وهو ينادي باللحمة العربية والخليج العربي ليصل بكم المطاف حتى تبخسوا حقه وتسرقوه في وضح النهار؟
للأسف أقولها وبمرارة ان غربالكم لا يستطيع أن يحجب أشعة شمس العراق التي ستحرقكم أنتم ومن يقف خلفكم من المتآمرين علينا، فالعراق أرض الحضارات أرض الاولياء الصالحين لا يُظلم اطلاقاً مهما أطلقتم التهم جزافاً عليه سيأتي يوم وينتفض ، ويعيد مجده بكل بسالة ويقف شامخاً أمام كل من حاول تهميشه.
لسنا بحاجة الى خليجي 22 ، ولا حتى 23 ، فكرامتنا أكبر من المشاركة في دورة يتآمر خلالها أخوة علينا بشتى الوسائل محاولين اقصاءنا منها فنياً وتنظيمياً بسبب قوة اسود الرافدين وانهم رقم صعب بين تلك الدول التي تحسب لهم ألف حساب ، فكيف سيكون لتلك الدورة طعم أو نكهة من دون تواجد الاسود الذين هم من جعلوا لدورات الخليج اهمية وقيمة فنية؟
تحجج الخليجيون بشتى الطرق الملتوية لثني العراق عن اصراره على تنظيم خليجي 22 وأخيرا تمكنوا منه متلذذين خلف حبيبهم العجوز جوزيف بلاتر ليحرم العراق من اللعب على أرضه وليبقى لاعبونا مشردين مبتعدين عن ملاعبنا الخضراء .
لكن نعود ونرمي الكرة ثانية في ملعب اتحاد الكرة الذي لم أجد فيه حتى الان صورة الاتحاد الذي ينبغي أن يفعل شيئاً ازاء ذلك التهميش والذي وضعنا في موضع لا نحسد عليه ازاء اصراره على الرضوخ والخنوع لذلك التعدي والتجاوز، بل أصبح لعبة بيد رؤساء الاتحادات الذين سحبوا البساط من تحت أقدامه وهو لا يعرف كيف يدافع عن نفسه ؟!
من منا لم يشاهد أحمد الفهد الذي حضر الى العراق وقال بعضمة لسانه (اني سأعود الى العراق حاملاً بيدي قرار رفع الحظر عن الملاعب العراقية) للأسف الجميع صفق له وكان هناك سيل جارف من المديح للبعض ، لكننا للأسف لم نر الفهد بعد ذلك الوعد حتى الآن ولم نسمع عنه شيئاً ، بل نتوقع انه الان يغط بابتسامة عميقة تكشّر عن أنيابه التي افتضح أمره ازاءها بعد أن كان حضوره الى العراق طمعاً بصوتنا ومنحه الى سلمان بن ابراهيم ليتربع على قمة الهرم الآسيوي بفضل اتحادنا الموقر وغيره من الاتحادات التي شربت من ذات الكأس وأكلت من ذات الصحن.
أتمنى من اتحادنا ان يتخذ موقفاً شجاعاً وان يفعل شيئاً يرمم به ولو جزءاً ممن تآكل منه قبل أن يتشظى ولازال هناك متسع من الوقت لترميم ما يمكن ترميمه وانقاذ ما يمكن انقاذه لكن ذلك لا يتم إلا من خلال الدور الذي يجب منحه الى الشخصيات الرياضية التي أفنت عمرها على المستطيل الاخضر وهم كُثر بكل تأكيد وليس لي أن اعددهم ، بل الجميع يعرفهم سواء كانوا داخل أم خارج العراق ، لأن التفرد بالقرار والدكتاتورية هما من يقودا الى الهاوية والأمثلة كثيرة على ذلك وآخرها ما حصل في منح صوت العراق الى البحرين في الوقت كان الجميع يتوقع ان صوتنا سيكون من حصة يوسف السركال الذي لا يخفى على الجميع ما قدمته الامارات من خدمة كبيرة للكرة العراقية لندفع ثمن ذلك عزوف الامارات عن استقبال مباريات منتخبنا الوطني فضلاً عن جرى من تهميش طال مدينتنا الرياضية في البصرة.
أخوة يوسف
[post-views]
نشر في: 7 أكتوبر, 2013: 10:01 م