TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > "حوكمة" الفواتح

"حوكمة" الفواتح

نشر في: 7 أكتوبر, 2013: 10:01 م

 تصريحات المسؤولين المتفائلين جدا بتحقيق الحكومة الالكترونية ، تشير الى امكانية الانجاز في اقرب وقت ممكن ، لكي يتخلص العراقيون من  اعباء مراجعة الدوائر الرسمية ،  ورمي سبع حجارات وراء الروتين ، والانتقال الى عصر تكنولوجي ينسجم مع العراق الجديد ،  ما يقال عن" الحوكمة " قد يكون مجرد حبر على ورق ، او ياتي في اطار البرامج الرسمية  والوعود  الموضوعة على لوائح الانتظار لتاخذ طريقها للتطبيق ، ولكن في كل الاحوال  وبحسب التصريحات المعلنة ،  يوجد توجه  جاد نحو "الحوكمة"  سواء تحققت  في المرحلة الحالية  او عند ظهور مذنب هالي .
 تطبيق  "الحوكمة" على الصعيد الشعبي ، سبق التوجه الرسمي في هذا الشأن ، فبعد تعرض مجالس العزاء في العاصمة بغداد،  ومحافظات اخرى الى اعتداءات نفذها انتحاريون  ، وراح ضحيتها عشرات الابرياء ، جعلت القائمين على العزاء،  يبحثون عن وسائل من  شأنها حفظ امن المعزين ، بالتنسيق مع الاجهزة الامنية  المتمركزة في مناطقهم واحيائهم ،  لتفادي احتمال حصول كارثة ، ولاسيما ان  اصحاب محال تأجير الجوادر ومستلزمات اقامة  مجالس الفاتحة ،  فرضوا على طالبي خدماتهم التوقيع على "وثيقة شرف " تقضي بدفع مبالغ مالية لقاء الاضرار  التي تلحق  بحاجياتهم ، تاخذ مقدما  وبمبلغ لايقل عن ثلاثة ملايين دينار من اصحاب العزاء المنكوبين .
قبل ايام اقيم مجلس عزاء  في حي الجهاد بجانب الكرخ ،  فدخل ابناء عودة  الزيداوي طارق وهادي وفارس وعصام  في حالة انذار قصوى اثناء اقامة مجلس عزاء لوالدتهم رحمها الله   ، عاشوا ثلاثة ايام عصيبة ،  لتامين حماية الجادر والمعزين ، حتى انهم ،  كلفوا  ابناء الجيران  بوضع نقاط حراسة  في الشوارع المؤدية الى الجادر،  ومنع اي شخص غريب من الدخول الا بعد التحقق من هويته ،   حالة اصحاب  العزاء نقلها احد الصحفيين ، وجعلها قصة نشرت في احدى الصحف العربية ، ليسلط الضوء على رعب من  نوع جديد استفحل مؤخرا باستهداف مجالس العزاء  .
 تضمنت قصة الصحفي مقترحا طرحه احد المتحدثين  باعتماد " الحوكمة في الفواتح "  باستخدام بصمة العين في  التعرف على هويات المعزين ،  وتوزيع الدروع للحاضرين ، بعد  مناشدة  الجهات الامنية في توفير اعداد كبيرة منها ،  وتحديد وقت  لتقديم التعازي ، والزام المعزين بالخضوع للتفتيش الدقيق قبل الدخول الى الجادر .
مجلس محافظة ديالى  اصدر مؤخرا قرارا ، يقضي بمنع استخدام الجوادر في مجالس الفاتحة ، ودعا الى اقامتها في  المساجد والقاعات ، مع فرض اجراءات امنية مشددة لحمايتها من الاعتداءات المحتملة ، ومثل هذا القرار يتطلب استجابة شعبية والتخلي عن العادات السائدة ، كخطوة  اولى لتطبيق مقترح  " حوكمة  الفواتح "  ووضع نهاية لمسلسل الاستهداف  واعادة النظر في  الطابع العشائري  في اقامة مجالس العزاء ،  الذي  مازال سائدا في المدن العراقية وحتى في العاصمة بغداد  ،  ومن يخالفه سيتعرض لانتقادات المقربين والمعارف ،  في  تثبيت سنينة "حوكمة الفواتح " .  

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق منارات

الأكثر قراءة

العمود الثامن: "علي بابا" يطالبنا بالتقشف !!

العمود الثامن: بلاد الشعارات وبلدان السعادة

العمود الثامن: المستقبل لا يُبنى بالغرف المغلقة!!

العراق.. السلطة تصفي الحق العام في التعليم المدرسي

شرعية غائبة وتوازنات هشة.. قراءة نقدية في المشهد العراقي

العمود الثامن: ليلة اعدام ساكو

 علي حسين الحمد لله اكتشفنا، ولو متاخراً، أن سبب مشاكل هذه البلاد وغياب الكهرباء والازمة الاقتصادية، والتصحر الذي ضرب ثلاثة أرباع البلاد، وحولها من بلاد السواد إلى بلاد "العجاج"، وارتفاع نسبة البطالة، وهروب...
علي حسين

قناطر: المسكوت عنه في قضية تسليم السلاح

طالب عبد العزيز تسوِّق بعضُ التنظيمات والفصائل المسلحة قضية الرفض بتسليم أسلحتها الى الدولة على أنَّ ذلك قد يعرض أمن البلاد الى الخطر؛ بوجود تهديد داعش، والدولة الإسلامية على الحدود مع سوريا، وأنَّ إسرائيل...
طالب عبد العزيز

ناجح المعموري.. أثر لا ينطفئ بعد الرحيل

أحمد الناجي فقدت الثقافة العراقية واحداً من أبرز رموزها الإبداعية، وهو الأديب ناجح المعموري الذي توزعت نتاجاته على ميادين ثقافية وفكرية متعددة، القصة والرواية والنقد والميثولوجيا. غادرنا بصمت راحلاً الى بارئه، حيث الرقدة الأخيرة...
أحمد الناجي

من روج آفا إلى كردستان: معركة الأسماء في سوريا التعددية

سعد سلوم في حوارات جمعتني بنخبة من المثقفين السوريين، برزت «حساسية التسميات» ليس كخلاف لفظي عابر، بل كعقبة أولى تختزل عمق التشظي السوري في فضاء لم تُحسم فيه بعد هوية الدولة ولا ملامح عقدها...
سعد سلّوم
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram