اشتهر هذا الرسام الاسكتلندي بأنه رائد فن البوب، ولكن اعماله الفنية من نوع الكولاج (ولصق قطع من اشياء مختلفة على سطح اللوحة) هي التي أثارت التسلية في المجتمعات التي كانت تعيش فترة ما بعد الحرب العالمية.وإن كان إدواردو باولوزي يرد اسمه كونه رائد فن الب
اشتهر هذا الرسام الاسكتلندي بأنه رائد فن البوب، ولكن اعماله الفنية من نوع الكولاج (ولصق قطع من اشياء مختلفة على سطح اللوحة) هي التي أثارت التسلية في المجتمعات التي كانت تعيش فترة ما بعد الحرب العالمية.
وإن كان إدواردو باولوزي يرد اسمه كونه رائد فن البوب، فهو لم يكن يرغب ان يتذكره العالم كذلك، وان كان باولوزي اي شيء، فانه كما يبدو واضحاً في المعرض الاخير الذي اقيم لاعماله في قاعة بالانت في جستر: انه فنان سيريالي، يمزج الصور، يغوص في اللاشعور منقبا من أجل خلق فن عن الزمن وللزمن.
ويركز المعرض الحالي على اعماله في مجال فن الكولاج، كونه الخيط الذي يجمع بين اعماله وباولوزي، ابن بائع آيس كريم متجول في سكوتلندا، احب مزج ما يدور في مخيلته، ملتقطاً قطعا من صحيفة يومية او مجلة، عن استخدامها في اعماله الفنية، اضافة الى قطع من المعادن لمنحوتاته، وكانت اعماله الفنية متنوعة، تغطي كل شيء من الخزف الى النقش على القماش، الرسم والنحت، ولكنه يستخدم السريالية وسيلة لتنفيذ افكاره في تلك المجالات ومعبراً ايضاً عن فرحته لمنتجات مجتمع استهلاكي، وخوفه في الوقت نفسه عن الية عالم الخراب، القنبلة الذرية والحرب الامريكية في فيتنام.
ولد إدواردو باولوزي في عام 1924، كان والداه مهاجرين ايطاليين، وامضى مواسم الصيف في مخيمات الشباب بايطاليا ولكن اندلاع الحرب جلب الويلات على عائلته. فالذكور من العائلة، ومنهم إدواردو (16 سنة) تم اعتقالهم ومنهم ايضاً والده وجدّه وخاله، من قبل الالمان، التي وجهت ضرباتها للسفينة التي تقلّهم الى كندا، ولم يتم اطلاق سراح إدواردو الا في عام 1944.
ولم يتحدث الفنان عن تلك المرحلة، ولكنه اعترف ان مرحلة تدريبه في الجيش الاسكتلندي، اتاحت له حضور دروس الرسم، ورشحته لدخول مدرسة سانت مارتن فيما بعد، وهناك تعرف على المجلات الامريكية بألوانها البراقة وصورها، وهو حتى قبل سفره الى فرنسا (1947-1949)، حيث قابل النحات الشهير جياكوميتي، وبرانكوزي وبراك وآخرين، كان منبهراً بالفن الاوربي الحديث وخاصة في فرنسا، ولوحاته ومنحوتاته آنذاك كانت تعكس تقليده لها وانبهاره بالتكعيبية، عبر تكسير الاشكال المتشابهة، ويبدو بوضوح ايضاً تأثره ببيكاسو.
وقال لاحقاً: (مازلت اجد ان التقارب الفرنسي، هو الحاجة والرغبة وامر مهم بالنسبة لي، ويبرر انتقالي من انكلترا في الاربعينات الى فرنسا).
والنجاح جاءه في لندن، عندما اصبحت اعماله كثيرة الالوان، محققاً شهرته كرائد لفن البوب، والتي استخدم فيها الاعلانات الامريكية، وعمل الفنان كذلك في مجال رسم النقوش للأقمشة للازياء والاثاث.
ومع الأعوام، لم يهمل إدواردو، نزعة التجريب، ويضم المعرض تصميماته لأعمال نحتية، تحتل اماكن بارزة في مناطق مختلفة من لندن.
كان الفنان اكبر من مجرد فنان بوب، كان رجلاً يريد ان يقول اموراً عن العالم، ولذلك لم ينتشر اسمه على نطاق واسع في انكلترا، فالبريطانيون لا يرتاحون لفنان يفكر، وهناك قلة منهم تتطلع الى اوربا من اجل الاستلهام والانتشار عبر اعمالهم الفنية –كما فعل هو.
عن: الانديبيندت