كنت قد رجوت ربي في نهاية عمود الأمس أن يكفينا وإياكم شر المفخخات كي أكمل الحلقة الثانية لكن يبدو انا أردنا شيئا وأرد الله شيئا آخر. لا ادعي أنني امتلك حدسا مميزا كي أحسب حساب المفخخات لأن أصحابها، وبفضل "دولته"، جعلوا توقعنا لها أدق من توقعات نشرة الأنباء الجوية.
لم تكن واحدة بل تسع مفخخات حصدن 182 عراقيا بين قتيل وجريح. ومادام حضرته باقيا لا يتزحزح من مكانه ولا يحلحل لسانه بكلمة مفيدة، فسيظل الإرهابيون بجاله يمطروننا بها الى ان يأتوا على آخرنا.
شتمني مالكي الهوى والدماغ قبل أيام لأنني قلت بان "داعش والخضراء" لا يتقاتلان بل متواطئان على قتلنا. لم يكتف بشتمي بل تحداني أن أعطيه دليلا يثبت قولي. الرجل لم يقتنع بأن 6 آلاف قتيل في عشرة أشهر تعد دليلا كافيا. أحدس انه ان وصل العدد الى 6 ملايين فقد يقتنع او لا يقتنع على الأرجح.
الإرهابي، بطبعه، صانع موت وتاجر قتل. والتاجر الناجح يعرف الطريق الى أفضل الأسواق. له قدرة غريزية على تشخيص من ينافسه او يساعده في ترويج بضاعته. وان وجد ذلك التاجر في مسؤول ما فرصة طيبة لتمشية بضاعته وتسويقها فسيرشيه او يغدق عليه بالهدايا او يسعى لتحقيق رغباته بأي ثمن.
وصفي للإرهابي بانه تاجر لغرض التوضيح حسب. والا فهو ابن منظومة تدعمها مراكز بحوث ومؤسسات دولية ومحلية وتجيد قراءة نفسية الدول والحكام بشكل متقن. عدوها اللدود من يزهد بكرسي السلطة ويحتقره. وحبيبها من يعبده ويلتصق به باي ثمن. وصاحبنا والله لو بقى لوحده وليس في العراق غيره سوى ساقية ومعزى تبقيه على قيد الحياة فلن يغادر مكانه.
هذه النزعة عرفها أهل القاعدة والبعث والميليشيات وكل أعداء الحياة وتجار الموت. صاحبنا عيد وجابه العباس الهم. ولحسن حظ الإرهابيين والمالكي (صاحبنا) مقابل سوء طالع العراق، ان هناك كما كبيرا من المخدوعين تزداد شعبية "دولته" عندهم كلما ازداد عدد ضحايانا.
ولأن بقاءه في السلطة نعمة ما بعدها نعمة للقتلة، تراهم ينفذون عمليات القتل بحرفية تزيد شعبية دولته عند بسطاء الشيعة المخدوعين به. لا أظن اني احتاج دليلا يثبت ان الإرهابيين لا يفرقون بين سني او شيعي او مسيحي او صابئي او عربي أو كردي او صومالي أو سويسري. فلماذا هذا التركيز على قتل الشيعة بالذات؟ ولماذا زوار الإمام الكاظم دائما وكأنه مسلسل يعاد كل عام؟
القتلة شعارهم: اقتلوهم كي نضمن بقاء "مختارهم"؟
وهو شعاره: ما دام في قتلهم امل للبقاء في ولاية ثالثة، فما الضير؟
الإرهاب و"دولته": صب لي وصب لك
[post-views]
نشر في: 8 أكتوبر, 2013: 10:01 م
جميع التعليقات 5
رمزي الحيدر
فكرة منطقية لشرح ماهو معنى وخصوصية الإرهاب في العراق.
منتصر ابو سحاد
شىء غريب وكاءن المسالة عكسية كلما ازداد القتل ازدادت شعبية دولة الفافون كيف يحدث هذا هل عندك تفسير لهذه المصيبة عندما نعزي اولياء الضحايا كنا نتوقع ان ردود فعلهم فيها ادانه للقائد العام كونه وزير دفاع وداخلية وكونه مسؤول كل الاجهزه الامنية نلاحظ ردود فعله
khalidweis
بوركت
عبدالرضا الصافي
الكل يقتل العراقيين لايهمهم من يقتل ولاينظر الى هوياتهم ان مسلسل القتل منذ 10 سنوات ولاتوجد بارقة أمل ولو ضئيلة لأنتهاء هذا المسلسل الذي فاق مسلسل حافات المياه ان استمرار هذا المسلسل يدل على مقدرة وحنكة القائمين على الملف الأمني الذين لايستحون ابدا فأرخص
lily
ويبقى دولته علما راسخا في قلوب الجميع ومحبته تملك القلوب وموتوا بغيضكم ايها الحاقدون