وديع غزوان دأبت وزارة التربية في حكومة إقليم كردستان منذ فترة ليست بالقصيرة على توسيع دائرة علاقاتها مع نظيراتها في دول العالم وعقدت العديد من الاتفاقيات مع بعضها لتطوير هذا القطاع. وكما هو معروف فإن النتائج او المحصلة في قطاع التربية وغيره من القطاعات الإنسانية المشابهة لا تأتي سريعا
غير ان ما تمخض عن بعض الاتفاقيات في الإقليم يعد نجاحا للسياسة التربوية المتبعة خاصة في مجال إنشاء المدارس الألمانية التي بلغ عددها 14 مدرسة والمدارس الفرنسية التي يقارب عددها الألمانية. ان تأسيس مثل المدارس سيسهم إضافة لتطوير العملية التربوية الى مد جسور من التواصل الثقافي بكل أنواعه بين مواطني كردستان وغيرهم من مواطني دول العالم واذا عرفنا ان هذا القطاع عانى ولسنوات طويلة التخلف سواء في إقليم كردستان او بقية أنحاء العراق الأخرى حرمت الطلبة من فرص عديدة عندها يمكن ان نتصور حجم الحاجة لمزيد من الانفتاح على دول العالم المتطور والإفادة من إمكاناتها الواسعة في هذا المجال. إن هذه التجربة (فتح مدارس أجنبية) تناولتها العديد من الآراء التي تراوحت بين مؤيد عدها فرصة للتواصل مع الدول المتقدمة ومعارض محذرا من استغلالها لاختراق الشباب، ولكل وجهة نظره في هذا الموضوع، غير ان مثل هذه الأفكار لم يعد لها ذات الأهمية في عصر العولمة والتقدم التكنولوجي والمعلوماتي، ومع ذلك فإن من المهم الانتباه الى ان وجود مثل هذه المد ارس له وجه واحد من أوجه السعي لتطوير العملية التربوية لانه يستوعب عددا محدودا من الطلبة ويحرم الأغلبية من هذه الفرصة لا تمكنهم ظروفهم المادية بشكل خاص من الالتحاق بها. ان افتتاح مثل هذه المدارس في الوقت الذي يصب في خدمة تطوير التعليم فإنه من جانب آخر يحقق فوائد الانتشار لهذه الدولة او تلك وربما يسهم مستقبلا في فتح فرص استثمارية كبيرة. ومن المهم الاستفادة من هذه الميزة لصالح العملية التربوية في الإقليم من خلال تضمين الاتفاقيات بنوداً أخرى غير فتح المدارس وتطويرها لتأسيس مشاريع تعليمية أخرى. ومن المهم الإشارة الى مباحثات وزير تربية الإقليم سفين دزئيي قبل يومين مع وفد فرنسي تركزت بشأن مشروع فرنسي لتطوير المدارس المهنية الزراعية وهي خطوة مهمة بهذا الاتجاه نأمل ان تتوسع لتشمل فروع المدارس المهنية الأخرى على وفق خطة تضع في حسابها حاجة الإقليم والعراق الى الكوادر الوسطية التي ستتخرج من هذه المدارس.
علاقات تربوية
نشر في: 9 نوفمبر, 2009: 05:37 م