اختطاف "زيدان" وإطلاق سراحه يؤكد قوة الميليشياتاعتبرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن إختطاف رئيس الوزراء الليبي على زيدان وإطلاق سراحه أول من أمس الخميس يؤكد قوة الميليشيات في ليبيا بعد سقوط العقيد معمر القذافى.وأشارت الصحيفة – في سياق تقري
اختطاف "زيدان" وإطلاق سراحه يؤكد قوة الميليشيات
اعتبرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن إختطاف رئيس الوزراء الليبي على زيدان وإطلاق سراحه أول من أمس الخميس يؤكد قوة الميليشيات في ليبيا بعد سقوط العقيد معمر القذافى.
وأشارت الصحيفة – في سياق تقرير نشرته اليوم الجمعة على موقعها الإلكتروني – إلى أن زيدان كان قد اختطف من قبل مجموعة من رجال الميليشيات الذين اجتاحوا الفندق الفخم الذى يقطنه بوسط طرابلس، في عملية غير اعتيادية بأي مقياس.
وذكرت الصحيفة أنه قبل ذلك بأيام قليلة، اقتحمت مجموعة من المسلحين مكتب زيدان ورفضوا المغادرة لساعات وقاموا بتخريب المكتب، فيما أعاقت ميليشيات أخرى إنتاج النفط وأوقفت المياه التي تصل للعاصمة وفرضت انقطاعات للكهرباء وشاركت في تهريب أسلحة ومخدرات – كل ذلك بحصانة دون أن تواجه مساءلة من أحد. وقالت الصحيفة إنه عقب عامين من سقوط العقيد معمر القذافي، الدكتاتور الذى حكم لفترة طويلة، لا تزال رياح الثورة تحوم فوق شوارع العاصمة الليبية طرابلس، في الوقت الذى تحاول فيه دولة ضعيفة جاهدة خلق شعور بالوحدة الوطنية ناهيك عن السيطرة على الميليشيات الجامحة المسلحة تسليحا ثقيلا.
وأضافت أنه في جميع أنحاء طرابلس تملأ عناصر الميليشيات الفراغ بسبب حكومة مركزية ضعيفة، لافتة إلى أن الرجال الذين يحرسون مباني الحكومة والقطاعات الرئيسية لا يزالون يرتدون الزى العسكري الأمريكي ويرابطون بأسلحة مضادة للطائرات على شاحنات "بيك-أب". ولفتت الصحيفة إلى أن أسلحة الترسانات العديدة للقذافي هي حاليا في أيدي أشخاص فكل بيت لديه بندقية حيث يوجد نحو 200 ألف رجل مسلح في البلاد جميعهم يعملون لدى الحكومة، لكن ولاءهم فقط لقادتهم لا الحكومة المركزية.
بعد عامين على غياب القذافي ..ليبيا لاتزال تبحث عن الاستقرار
كتبت صحيفة الغارديان في مقال خصص لعملية اختطاف رئيس وزراء ليبيا أن ليبيا لاتزال تبحث عن الاستقرار، رغم مرور عامين على سقوط نظام العقيد معمر القذافي. فمنذ ذلك الحين، اختفى الأمن من شوارع البلاد، التي باتت مسرحا للمليشيات التي تفرض سيطرتها حتى على الحكومة، وغابت عنها كثير من مظاهر السيادة الطبيعية.
وجاءت حادثة إختطاف رئيس الوزراء علي زيدان، الخميس، من قلب العاصمة طرابلس، لتجسد ما بلغه حال ذلك البلد الثري بالنفط، المبتلى في أمنه وهيبة نظامه.
والمفارقة أن رئيس الوزراء المختطف كان قد ناشد، قبل أيام، المجتمع الدولي من أجل مساعدة بلاده على استعادة الأمن، مع السعي لإنهاء الفوضى السياسية واستئناف تصدير النفط الذي توقف بسبب احتجاجات تضيّع على البلاد إيرادات قدرها 130 مليون دولار يومياً.
وكان زيدان أعلن عن مبادرة للحوار الوطني طرحتها الأمم المتحدة، تشمل قضايا عدة أبرزها المصالحة الوطنية ونزع السلاح، لكن على الأرض لم ترتق الصورة لتوازي المطالب الشعبية بالاستقرار.
وأشار رئيس الوزراء إلى أن جموع الشعب الليبي الراغبين في الحوار سينسجون خيوط هذا الحوار حتى يستطيع الجميع بناء الدولة، إلا أن بعض الجماعات والميليشيات المسلحة التي لا تزال مصرة على الاقتتال في ما بينها، ترفض الحوار وترك السلاح إلا بشروط تصعب على الحكومة الليبية ضم الأطراف تحت سلطتها.
ومنذ سقوط نظام القذافي وبدء العملية السياسية، والميليشيات تتحكم أكثر من القوات النظامية.
ولأن ليبيا لم يكن بها جيش قوي، فقد وجدت الميليشيات، ومن بينها جماعات مرتبطة بتنظيم القاعدة أرضا خصبة للعمل. ولا يكاد يمر يوم لا يستهدف فيه عسكري ليبي من قوات الجيش سواء العاملين حاليا أو من تركوه.
وتتوجه أصابع الاتهام دوما إلى المليشيات المسلحة، التي يبدو أن تصول وتجول في البلاد دون حسيب أو رقيب.
ولم تتمكن أي حكومة ليبية حتى الآن من كبح جماح هذه المجموعات المسلحة، التي لا يدري كثير من الليبيين ما هي أهدافها أو توجهاتها، ولماذا تلقى هذا الحجم من المهادنة من سلطات البلاد.
وتتنوع الجماعات المسلحة في ليبيا إلى ميليشيات قبيلة، وأخرى فكرية، وثالثة تعود لأشخاص ذوي نفوذ سياسي أو مالي. وتتمركز هذه الجماعات في المنطقة الشرقية والغربية والجنوبية من البلاد، ومجموعة أخرى في الجنوب. ويصعب هذا الانتشار الجغرافي الواسع للميلشيات على قوى الأمن الحكومية بسط سيادتها على ربوع البلاد.
وأثار انتشار الأسلحة في ليبيا مخاوف وقلق الكثيرين، لا سيما بعد الهجوم على السفارة الأميركية في طرابلس والذي راح ضحيته السفير الأميركي وثلاثة من موظفي السفارة في سبتمبر 2012.