استذكرت الجمعية العراقية لدعم الثقافة الشاعر الكبير الراحل رشدي العامل في ذكرى رحيله الـ 23, من خلال احتفالية أقيمت في اتحاد الأدباء والكتاب في العراق حضرها جمهور كبير من أصدقاء العامل وتلامذته ..قدم للاحتفالية الكاتب كفاح  الأمين حيث أشاد بشمائ

استذكرت الجمعية العراقية لدعم الثقافة الشاعر الكبير الراحل رشدي العامل في ذكرى رحيله الـ 23, من خلال احتفالية أقيمت في اتحاد الأدباء والكتاب في العراق حضرها جمهور كبير من أصدقاء العامل وتلامذته ..
قدم للاحتفالية الكاتب كفاح  الأمين حيث أشاد بشمائل الشاعر الراحل والكثير من مواقفه الأدبية والنضالية..
ثم تحدث الناقد فاضل ثامر فقال :-
 رشدي العامل من الشعراء المهمين في الأدب العراقي. وقد توفي في عام 1990، أي أنها الذكرى الثالثة والعشرون لوفاته وقد استذكرته مشكورة الجمعية العراقية لدعم الثقافة. وبالرغم من أهمية إنجازات هذا الشاعر الكبير  إلا أن شعريته لم تخضع للدراسة المعمقة و تجربته  ظلت في الظل لكنها برزت بقوة بعد ثورة 1958 . وقبلها أصدر الديوان الأول بعنوان ( همسات عشتروت ) 1950 ويحمل نزعة رومانسية واضحة , وكذلك قصائد من الشعر الحر وقصائد التفعيلة. وفي مجموعته ( أغاني البلاد ) 1957 تطور اكثر العامل لكن المنحى الرومانسي ظل  ملازماً له وهو يعتز بذلك جداً . أما  دواوينه اللاحقة ( أنتم أولاً) و( حديقة علي ) .وقد صدرت أعماله الكاملة من قبل مؤسسة المدى المشكورة على ذلك, وصار ناضجاً فيها وانتقل إلى مرتبة  متقدمة من الحداثة . وقدم نماذج حديثة  تحاكي تجارب مهمة في هذا المجال ولأنه لم يحظ بمتابعة نقدية طول الفترة المنصرمة أتطلع  إلى أن نطلق اسمه على الدورة القادمة من مهرجان المربد .
وفي شهادته عن العامل قال د. عيسى الصباغ:- سنتعرض هنا للألفاظ المترادفة في شعر رشدي العامل ليس من خلال ورودها في النص المجتزأ أو القصيدة الواحدة ولكن على مستوى شعره ,فقد ترد لفظة في هذه القصيدة ومرادفها في قصيدة أخرى أو نجد كلمة في هذه المجموعة وفي مجموعة أخرى هناك مايرادفها من كلمة أو كلمات وهذه الطريقة في تتبع المترادف من الألفاظ تكشف لنا جانباً من عالم الشاعر, بمعنى آخر إن إقامة محاور للترادف ووضعها في أنساق يقابل بعضها أو يكمل أحدها الآخر يسهم بالكشف  عن وظيفة الترادف الدلالية في شعره .أول محاور الترادف التي تلفت إليها الأنظار في شعره هو مانطلق عليه محور الظلام ويتكون من المرادفات الآتية : الليل . الدجى. العتمة . الظلمة . الديجور . الدجنة . أكثر ألفاظ هذا المحور وروداً في شعره هي لفظة ( الليل ) ومشتقاتها نحو ليلة وليال . اقترن الليل من خلال السياق بعدد من الدلالات أسبغت عليه طابع القسوة  والضرر .
وقرأ الشــــاعر نوري عبد الرحيم شهادته فقال :-رحل رشدي ووجدانه مهيض على محنة وطنه تحت وطأة الدكتاتورية الهمجية المتخلفة , رحل وهو مدرك لمسؤولية الشاعر تجاه بلده وشعبه وقد كان يقف شامخاً بين أقرانه ومجايليه من الأسماء الراسخة في ذاكرة الثقافة العراقية , وتميز بكونه شاعراً ثورياً , شاعر الوطنية  العراقية باستحقاق , وكان موقفه من النفاق السياسي والاجتماعي صلباً يليق بشاعر مثله ومن إدراكه لنتانة هذا النفاق .
وقال الشاعرألفريد سمعان : -- تقول ذاكرتي التقينا أكثر من مرة .. وفي أكثر من موقع .. وجمعتنا أوقات شتى .. كنا رفاقاً من خلية حزبية واحدة  بعد انتصار ثورة 14 تموز وقبلها كان بيننا ارتباط حزبي تحت سياط النظام الملكي .. وكان معنا بعد الانتصار هاشم الطعان  ونور الدين فارس ورشيد ياسين وعبد الوهاب البياتي وزهير أحمد القيسي وآخرون يقودنا البطل ( أبو سعيد) الذي كان يؤسرنا بحديثه الهادئ وتوجيهاته الذكيه  
- والتقينا أيضاً عندما أسسنا أسرة الفن الواقعي وكان من أعضائها مرتضى الشيخ حسين  . موسى النقدي . أحمد الصفار . رشدي العامل . ألفريد سمعان   احتراماً لشبابنا الذين لم يكن يؤهلنا للانضمام إلى جماعة الثقافة الجديدة أمثال الشهيد صفاء الحافظ .وصلاح خالصي وعبد الملك نوري وغائب طعمه وإبراهيم السيد وخالد السلام والبياتي .وكان أول إصدار ( قصة من الجنوب ) لمرتضى والثاني ديوان قسم لألفريد و الثالث مجموعة قصصية لأحمد الصفار كبست في المطبعة وصادرتها التحقيقات الجنائية,  ولكن الأسرة بقيت تتنفس وتحاول أن تلم حولها الأدباء الشباب . كان رشدي وطنياً يؤمن بأن الأدب  لابد أن يلعب دوره في تثقيف الجماهير  وتكريس  الكلمة الصادقة من اجل القضية الكبرى, وهو الانتصار على كل مايعيق دروب القافلة السائرة إلى المستقبل  والغد المتألق .. وهو أيضاً كان حريصاًعلى البقاء بين الجماهير يأكل من خبزهم اليومي ويتحمل آلامهم ويشد على سواعدهم ويضمد جراحهم .. ولذلك لم يغادر الوطن وكنت معه في هذا الرأي .
كما قرأ عدد من الشعراء قصائد تخلد الشاعر رشدي العامل ،منهم عائلة الراحل والشاعر جابر السوداني وغيرهم . وفي نهاية الاحتفال قلد السيد رئيس اتحاد الأدباء فاضل ثامر عائلة الشاعر العامل در ع الاتحاد تثمينا لجهود فقيدهم في خدمة الأدب العراقي .