منح جائزة نوبل للسلام الى مفتشي الأسلحة الكيمياوية تعرّض الى هجوم واسع لكونه سابق لأوانه و يقدم دعما لنظام الرئيس بشار الأسد . حيث قال  معارضو الدكتاتور السوري ان منح الجائزة  الى منظمة حظر الأسلحة الكيمياوية يعتبر بمثابة دعم للصفقة التي جن

منح جائزة نوبل للسلام الى مفتشي الأسلحة الكيمياوية تعرّض الى هجوم واسع لكونه سابق لأوانه و يقدم دعما لنظام الرئيس بشار الأسد . حيث قال  معارضو الدكتاتور السوري ان منح الجائزة  الى منظمة حظر الأسلحة الكيمياوية يعتبر بمثابة دعم للصفقة التي جنّبت النظام السوري التدخل العسكري الأميركي من خلال الموافقة على تسليم مخزونه الكيمياوي .

قالت لجنة جائزة نوبل ان المنظمة كسبت الجائزة عن أعمالها السابقة و ليس فقط لأنها شرعت مؤخرا بمشروع إزالة و تدمير برنامج الأسلحة الكيمياوية في سوريا . مع ذلك فقد قال رئيس اللجنة ثورجورن جاغلاند " ان الأحداث الأخيرة في سوريا أكدت الحاجة الى تعزيز الجهود الرامية الى التخلص من هذه الأسلحة ".
تم السماح بدخول المفتشين بعد ان توصل سيرجي لافروف وزير خارجية روسيا و نظيره الأميركي جون كيري الى صفقة كوسيلة لتجنب التدخل العسكري الأميركي . في حينها قال ناشطون في المعارضة السورية و الثوار ان هذه الصفقة سمحت للأسد بتشديد قبضته على السلطة .
جاء في تغريدة لأحد الناشطين على تويتر " ان منح الجائزة للمنظمة يعتبر إهانة للشهداء و إذلالاً متعمداً للضحايا. انها مكافأة للأسد و بوتين ".
جاء الانتقاد ايضا من بعض المحللين  و العاملين في حقوق الأنسان ، حيث أشاروا الى ان  المنظمة لم تمنح الجائزة طيلة وجودها  على مدى 16 عاما الا في العام الذي استخدمت فيه الأسلحة الكيمياوية على نطاق واسع . يقول نديم هاوري مدير مكتب حقوق الأنسان في بيروت " كنت اعتقد ان عام 2013 سيكون عام تفتيش بالنسبة لمنظمة حظر الأسلحة و ليس عام الحصول على  أوسمة ". و قال سلمان الشيخ مدير معهد بروكنك في الدوحة " دعونا نواجه الأمر. لقد ساعد لافروف و  كيري و الأسد منظمة حظر الأسلحة في الفوز بالجائزة. اني أشك ان الكثيرين كانوا يعرفون شيئا عن المنظمة  قبل ذلك ".
في الواقع ان المنظمة قد أشرفت فعلا على التفكيك الجزئي لترسانة الأسلحة الكيمياوية للعقيد معمر القذافي بعد مصالحته مع الغرب و قبل اندلاع الانتفاضة ضده ، إلا ان البرنامج خضع للـتأخير مرارا .
من هي منظمة حظر الأسلحة الكيمياوية ؟
من جانب آخر و مع فوز المنظمة بجائزة نوبل للسلام،  تساءلت صحيفة الغارديان عن ماهية المنظمة و ما الذي قام به المفتشون و كم عدد الأسلحة الكيمياوية التي نفذوا عليها الحظر؟.
تأسست المنظمة عام 1997 ، بهدف تنفيذ اتفاقية الأسلحة الكيمياوية – و هي المعاهدة التي تحظر تطوير و إنتاج و اقتناء و تخزين و حفظ و نقل او استخدام  الأسلحة الكيمياوية – التي دخلت حيز التنفيذ في 29 نيسان 1997 . حاليا تنتمي لعضوية المنظمة 189 دولة ، و كانت الصومال آخر الدول التي انضمت الى المعاهدة في 28 حزيران 2013 و لازالت هناك دول لم تنضم اليها  مثل انغولا و كوريا الشمالية و مصر و اسرائيل و ميانمار و جنوب السودان و سوريا .
ما هو واجب المنظمة ؟
استنادا الى آخر تقرير سنوي للمنظمة و المنشور في ت2 2012 ، فان المنظمة قامت – لغاية نهاية 2011 – بالتحقق من تدمير 51.505 طن متري ،و هذا يعادل 72%  من الكميات التي كانت تمتلكها سبعة دول هي البانيا و الهند و العراق و ليبيا و الاتحاد الروسي و الولايات المتحدة و دولة اخرى من المعتقد انها كوريا الجنوبية . منذ تأسيسها في 1997 ، أشرفت المنظمة على تعطيل اكثر من 80% من مخزون الأسلحة الكيمياوية المعلن عنه  في العالم بدءا من القبو المليء بغاز الخردل و المواد الكيمياوية القائمة على الزرنيخ و التي خلّفها النظام الشيوعي في البانيا . كما تم تدمير كافة مخزونات الهند و كوريا الجنوبية بالإضافة الى جميع مخزون القذافي في ليبيا و اكثر من 90% من ترسانة الولايات المتحدة . اما مخزون روسيا – الذي يضم اكبر بقايا من الحرب الباردة – فقد تم تدمير ثلثيه، و ان المنظمة تعمل على تعطيل الأسلحة التي خلّفها الأحتلال الياباني للصين  زمن الحرب .
ما هي إنجازات المنظمة ؟
أحدث الأرقام المتاحة على موقع المنظمة الرسمي تبدأ من ايلول 2013  و تعطي فكرة عما حققته المنظمة – رغم الافتقار الى الصورة الكاملة – مع بعض المعلومات التي يعتبر نشرها من الأمور الحساسة. آخر الأرقام التي يعطيها الموقع تبين :
مجمل المخزون المعلن :  71.196 طن متري
مجمل الأسلحة الكيمياوية المدمرة : 58.172 طن متري ، او 81.71%  من المجمل الكلي
مجمل المواد المدمرة : 4.97 م  او 57.32% من المجمل الكلي للذخائر الكيمياوية و الحاويات
مرافق إنتاج الأسلحة الكيمياوية المعلنة : 70
المعطل : 70
التدمير / التحويل المنجز : 65
   - منها 43 مدمرة
   - 22 محولة لأغراض سلمية
أعلنت 13 دولة عن مرافق إنتاج الأسلحة الكيمياوية،  هي : البوسنة ، الهرسك ، الصين ، فرنسا ، الهند ، ايران ، العراق ، اليابان ،  ليبيا ، روسيا ،  صربيا ، المملكة لمتحدة ، الولايات المتحدة  و دولة أخرى .
الأسلحة الكيمياوية القديمة :
- أبلغت 15 دولة عن وجود أسلحة كيمياوية على أراضيها في نهاية 2011
- أبلغت 17 دولة عن اكتشافات جديدة لأسلحة كيمياوية قديمة في 2011
استنادا الى آخر تقرير سنوي للمنظمة، فانها قامت بالتحقق من تدمير 6.429 طن متري من الأسلحة الكيمياوية في 2011 في ليبيا و روسيا و الولايات المتحدة . من بين 51.505 طن متري من الأسلحة الكيمياوية التي تحققت المنظمة من تدميرها في 31 ك1 2011 ، هناك 50.585 طن مصنفة على أنها أسلحة كيمياوية " فئة 1 "، و 920 طناً مترياً على انها " فئة 2 ".  كما ابلغ عن تدمير 25.974 من الأسلحة الكيمياوية التي تركتها اليابان في أراضي الصين ، في  نانجينغ عام 2011 .

الدول المالكة
من بين الدول السبع الأعضاء التي أعلنت عن الأسلحة الكيمياوية ، أعلنت ستة منها ( البانيا ، الهند ، ليبيا ، الاتحاد الروسي ، الولايات المتحدة الأميركية ، و دولة اخرى لم تذكر ) عما مجموعه 71.195.086 طناً مترياً من العوامل الكيمياوية الحربية و السلائف ، بالاضافة الى 8.680.079 ذخائر و حاويات . اعلن العراق عن الأسلحة الكيمياوية ، الا ان حجمها لم يثبت حتى نهاية 2011 . كانت البانيا أول دولة تقوم بتدمير كافة اسلحتها الكيمياوية في تموز 2007 .

المنظمات التي فازت بالجائزة
ما بين الأعوام 1901 و 2013 ، تم منح 94 جائزة نوبل للسلام ، من بينها 25 جائزة تسلمتها منظمات ،  22 من المجموع الكلي ذهبت الى منظمات فردية . استلم مكتب المفوضية العليا للاجئين التابع للأمم المتحدة جائزة نوبل للسلام مرتين ( 1954 و 1981 ) ، بينما تسلمتها اللجنة الدولية للصليب الأحمر ثلاث مرات ( 1917 ، 1944 ، 1963 ) .

 عن : التلغراف