هذي صور حقيقية. شهدت بعضها، وسمعت بالأخرى من مصادر لا يعتري صدقها شك،والسؤال الذي يقض مضاجع السواد الأعظم من العراقيين: متى ينعم العراقي بعيد حقيقي؟
الصورة الاولى: اراقبها جذلى , تجرب هذا الثوب وتتركه لاخر , تنتقي هذا الشال المزوق بالنمنم ثم تستبدله بثان بنقوش وتطريز. تسأل امها: اهذا اللون الاحمر احلى أم الازرق؟ تجيبها الام: خذي الاثنين يا حياتي.
لا تتوقف لتسأل عن السعر فهي تدري ان حقيبة الام متخمة باوراق النقد ولا ترى باسا من نثرها عند اقدام الصبية المدللة , سيما والعيد على الابواب. تحثها: هيا عجلي فالسائق ينتظر منذ ساعة ولابد من العودة قبل مجيء البابا
والا سيتعكر مزاجه.................
الصورة الثانية: اراها حيرى , تقلب في الحقائب اليدوية المعلقة على الرفوف المرصوفة على الطاولة , تدقق في السعر , تبرق عينها وتبلع ريقها , فالمبلغ الذي تحمله لا يكفي لشراء ربع حقيبة. حقيبتها قديمة ومتهرئة وحذاؤها بال(ي) وغدا عيد , تزم شفتيها , وتبتاع قنينة ماء وتنتظر حافلة (كية) تعيدها لبيتها الطيني في طرف المدينة.
الصورة الثالثة: المحه مصفر الوجه متجهم الاسارير , فهذه هي المرة الرابعة التي يتقدم فيها لعمل ويجابه طلبه بالرفض , طالبوه بمستمسكات ضرورية!.. بطاقة السكن , هوية الاحوال المدنية , شهادة الجنسية , البطاقة التموينية , شهادة التخرج , صور شخصية ,كتاب تزكية من كتلة او كيان..لجأ لكل من يعرف والكل اعتذر , لجأ للبائع في دكان المحلة , ينتمي لكتلة , طلب مبلغا تعجيزيا لايستطيع توفيره , قال له وهو يحك لحيته: لا تتعب نفسك لا تراجعني الا ومعك المبلغ. او مصحوبا بكتاب توصية من (.....) وصاحبنا يدري ان الوصول لفلان دونه غصة الموت.
الصورة الرابعة: اتخيله منتشيا , يلج باب الدار مترنما باغنية مرحة , تستقبله ام البنين مرحبة: عدت مبكرا.......يحتضنها بحنان: ابشرك , رست المناقصة الاخيرة علي , لاتسألي كيف؟؟؟؟؟ لالا تزغردي , الحساد حولنا كثير والغرماء اكثر. ساحول نصف مبلغ السلفة الاولى لرصيدي في الخارج ونصفه الاخر اشتري به البيت المجاور المعروض للبيع , وما يتبقى فهو لك , ليس كثيرا عليك يا فاتنة.............هذه الصور الحقيقية وامثالها كثير اهديها لمن بيده الامر والنهي مع بطاقة تهنئة بمناسبة العيد.!
ما العيد؟ هذا هو السؤال.
[post-views]
نشر في: 13 أكتوبر, 2013: 10:01 م