اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تقارير المدى > نساء اللطيفية يخضن معارك السعي إلى إعالة عوائلهن

نساء اللطيفية يخضن معارك السعي إلى إعالة عوائلهن

نشر في: 9 نوفمبر, 2009: 07:05 م

بابل/ رويترز   تخوض النساء بعد ان أفلتن من إراقة الدماء ومن التمرد المسلح في منطقة كانت من أشد المناطق دموية في العراق معركة جديدة لإطعام عائلاتهن التي قُتل معيلوها أو سجنوا أو أصبحوا بلا عمل. وتراجع العنف خلال الشهور الثمانية عشر الاخيرة في منطقة «مثلث الموت»
 معقل نشاطات التمرد قرب بغداد لكن الهجمات اليومية على مدى سنوات في بلدات ريفية مثل اللطيفية أدت الى مقتل عشرات الرجال ووضعت البقية في السجون او تركتهم بلا عمل. وأصبح الرجال الذين كانوا يشغلون وظائف رواتبها كبيرة كضباط أو عملاء للدكتاتور السابق صدام حسين يأسفون على مصيرهم وهم يحتسون الشاي أو يدخنون النرجيلة تاركين نساءهم في عبايات تغطيهن بالكامل يسعين على رزق العائلات بالعمل في الحقول. وقالت ليلى علي (50 عاما) التي تزرع الخضراوات في حقل بمساعدة ابنتها وزوجات أبنائها ان النساء يقمن بالعمل في هذه المزارع وهن يشعرن بالحزن والظلم. وقالت: لا توجد وظائف للرجال ولديها أربعة أبناء لم يلتحق أي منهم بعمل ولا يملكون شيئا لا وظيفة ولا حتى فرصة للالتحاق بالجيش. ووعدت الحكومة بالعفو العام عن المسلحين الذين أداروا ظهورهم لتنظيم القاعدة لكنها لا تزال تشعر بارتياب شديد تجاههم. ويحذر المحللون من ان بعضهم سيعود الى دائرة العنف اذا لم يستطيعوا العثور على عمل او شعروا بالخوف على سلامتهم. وتعمل النساء منذ زمن طويل في الحقول المحيطة باللطيفية. وكانت جهودهن يوما ما مجرد تكملة للدخل الذي يحصل عليه الرجال الذين تمتعوا بمناصب مميزة في ظل صدام وأصبحت المحاصيل التي يزرعنها الان هي المصدر الوحيد للدخل. ولا يستطيع الرجال العثور على عمل بسبب المفهوم المنتشر بأنهم جميعا كانوا ضالعين في الهجمات ضد القوات الامريكية والحكومة في الفترة بين عامي 2005 و 2007 عندما كان القتل والخطف أمرا شائعا بينما تصطف السيارات المحترقة على جوانب الطرق. ويقول رئيس بلدية اللطيفية احمد سليم ان حوالي 35 في المئة من الرجال المحليين كانوا ضالعين في التمرد. ويقول مسؤولو الأمن ان النسبة تصل الى 97 في المئة. والأعراف السائدة لا تسمح الا للقليل من رجال البلدة ومعظمهم أميون بمساعدة نسائهم في الحقول. وقالت أم سجد (35 عاما) التي تنم راحتاها المتورمتان عن ساعات طويلة من العمل في الحقل انه لا توجد طريقة لتغيير أسلوب حياتهن وهذا هو مصيرهن. ويأس زوجها من العثور على أي عمل. وانخفضت اعمال العنف بشدة منذ تحالفت الجماعات المسلحة مع القوات الامريكية وأغرى السلام الهش النساء المجهدات من الحرب -مثل ليلى علي- اللاتي نجون من العنف باستجماع شجاعتهن والقيام بالعمل. وقال احد رجال الشرطة رفض ذكر اسمه ان بعضهن اشترين مسدسات أو بنادق لحماية أنفسهن بعد وفاة أقاربهن من الرجال. وقال رئيس البلدية ان الحياة الريفية في اللطيفية تعتمد بالكامل على النساء خاصة في مجال الزراعة. وتقع اللطيفية وهي بلدة صغيرة تتألف من اكواخ طينية وطرق ترابية على بعد 40 كيلومترا جنوبي بغداد وكانت بها مزارع مملوكة لساجدة خير الله زوجة صدام ومسؤول كبير في حزب البعث. والآن لا تقع العين الا على القليل من الرجال. والمنظر الاكثر شيوعا هو لنساء في اثوابهن السوداء يعملن في الحقول بمساعدة فتيات ربما في سن العاشرة. وبعضهن استسلمن الى مصيرهن مثل رواء جاسم التي تركت المدرسة منذ ثلاثة اعوام عندما كان القتل منتشرا. وقالت جاسم (18 عاما) انها كانت تود ان تصبح معلمة لكن لا توجد وسيلة لتحقيق هذا الحلم ومن الصعب جدا العودة الى الدراسة بعد ان بلغت هذه السن.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

مقالات ذات صلة

مساعٍ برلمانية لتعديل قانون الاستثمار لتحسين الاقتصاد العراقي وجذب الشركات الأجنبية

مساعٍ برلمانية لتعديل قانون الاستثمار لتحسين الاقتصاد العراقي وجذب الشركات الأجنبية

متابعة/ المدىما يزال قانون الاستثمار يلوح في الأفق، وسط حديث عن تسهيلات حكومية لتطوير وتقوية قطاع الاستثمار، إذ ظهرت بوادر نيابية لتوجه البيت التشريعي نحو إجراء تعديلات على قانون الاستثمار من أجل مواكبة الحاجة...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram