TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > برسم قيادة حزب الدعوة

برسم قيادة حزب الدعوة

نشر في: 13 أكتوبر, 2013: 10:01 م

لا أرغب في التعليق مطوّلاً على الفضيحة الجديدة التي فجّرها السيد نوري المالكي بحديثه عن "خوارق" ابنه السيد أحمد، والورطة الجديدة التي سعى اليها بنفسه بإهانته القوات العسكرية والأمنية إهانة سافرة (أليس هو القائد العام لهذه القوات المسلحة؟) باتهامه إياها بعصيان الأوامر، أو في الأقل العجز والتردد والتواكل عن إلقاء القبض عل مقاول "لص"!
لست أرغب في ذلك، فالعراقيون، نساء ورجالاً وشباباً وشيوخاً، كفّوا ووفّوا في مواقع التواصل الاجتماعي وعبر البريد الإلكتروني وفي باصات النقل العام وسيارات التاكسي وفي المقاهي والمطاعم والمحافل الخاصة، حيث تحوّل السيد المالكي وابنه إلى مادة للتحليل والتشريح والهزل والسخرية والنقد والاستنكار والتنديد بإسهاب وعمق .. وامتدت الموجة وارتداداتها الى المحافل العامة ومحطات الإذاعة والتلفزيون.
أرغب فقط في أن أتمنى على قيادة حزب الدعوة الإسلامية تشكيل لجنة مصغرة، من شخصين أو ثلاثة، وتكليفها بالعودة الى أرشيف الحزب، وبخاصة صحفه وأدبياته الأخرى الصادرة في عهد صدام. مهمة هذه اللجنة أن تجرد ما نُشر في تلك الصحف والأدبيات عن ابني صدام، عدي وقصي، لتتعرف قيادة الدعوة على ما اذا كان حزبهم مع أم ضد إيكال صدام مهام أمنية وسواها الى ابنيه... ما اذا كان تكليف عدي برئاسة التجمع الثقافي ونقابة الصحفيين واللجنة الأولمبية العراقية وقصي برئاسة جهاز الأمن الخاص عملاً حميداً أم ذميماً من وجهة نظر الحزب وصحفه وأدبياته في ذلك الحين.
أرغب فقط في أن يقوم أحد من قيادة الحزب بعد ذلك بين الناس ليشرح لهم ما الفرق، من حيث الشكل والمضمون، بين ما قام به صدام حسين في الماضي وما يقوم به زعيم حزب الدعوة الآن على هذا الصعيد، وما الفرق، من حيث الشكل والمضمون أيضاً، بين دور كل من عدي وقصي صدام حسين في الماضي ودور أحمد نوري المالكي في الوقت الراهن.
هذا ما أرغب فيه الآن. وأرغب معه في استئناف متابعة هذه الموجة الشجاعة العارمة من التحليل والتشريح والهزل والسخرية والنقد والاستنكار والتنديد التي يواصلها العراقيون، في الحياة العامة وعبر الشبكة الدولية، بشأن حديث السيد المالكي الأب عن "خوارق" السيد المالكي الابن .. عسى ان تتابع قيادة الدعوة هي الأخرى ما أتابع.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 4

  1. نوري حمدان

    مشكلته ابن الرئيس أبناء الرؤساء في الدول العربية يتمتعون بامتيازات يحسدون عليها ليس من أقرانهم فحسب، فهي ابعد من طموح السياسيين ورجال الأعمال والعلم والقوات الأمنية وحتى القضاة.. امتيازات تتجاوز حتى الرؤساء. وهنا أستذكر قصة قصها لي احد الأصدقاء ومفادها أن

  2. منتصر ابو سحاد

    سيد عدنان اتريد لجنة من حزب العوة اتضن اهم لايعرفون مايفعل احمد او غيره انت واهم منهم من يعرف مايفعل ويباركه ومنهم اجبن من ان يواجه ويعترض على العموم اذا لم يخرج الاسلاميون من قيادة الدولة ستنهار اكثر من الانهيار الذي نحن فيه فالعلة تكمن في الاسلامي نفسه

  3. أزمر العراقي

    العلة الأساسية هم أناس غير قادرين على قيادة قطيع من الغنم ... هم اناس روزخونيون البعض منهم لايجيد حتى القراءة ولا يمتلكون أي تحصيل أكاديمي ا

  4. نوال

    فكرة رائعة منك استاذ عدنان حسين بالفعل يجب البحث في ادبياتهم. والتعليق عليها. لا نريد تحويل دولة العراق إلى دولة حمودي.

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

 علي حسين لا احد في بلاد الرافدين يعرف لماذا تُصرف اموال طائلة على جيوش الكترونية هدفها الأول والأخير اشعال الحرائق .. ولا أحد بالتأكيد يعرف متى تنتهي حقبة اللاعبين على الحبال في فضاء...
علي حسين

باليت المدى: جوهرة بلفدير

 ستار كاووش رغمَ أن تذاكر الدخول الى متحف بلفدير قد نفدت لهذا اليوم، لكن مازال هناك صف طويل جداً وقف فيه الناس منتظرين شراء التذاكر، وبعد أن إستفسرتُ عن ذلك، عرفتُ بأن هؤلاء...
ستار كاووش

التعداد السكاني العام في العراق: تعزيز الوعي والتذكير بالمسؤولية الاجتماعية

عبد المجيد صلاح داود التعداد السكاني مسؤولية اجتماعية ينبغي إبداء الاهتمام به وتشجيع كافة المؤسسات الاجتماعية للإسهام في إنجاح هذا المشروع المهم, إذ لا تنمية من دون تعداد سكاني؛يُقبل العراق بعد ايام قليلة على...
عبد المجيد صلاح داود

العلاقات الدولية بين العراق والاتحاد الأوروبي مابين (2003-2025)

بيير جان لويزارد* ترجمة: عدوية الهلالي بعد ثمان سنوات من الحرب ضد جمهورية إيران الإسلامية (1980-1988)، وجد العراق نفسه مفلساً مالياً ومثقلاً بالديون لأجيال عديدة.وكان هناك آنذاك تقارب بين طموحات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي....
بيير جان لويزارد
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram