اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > ناس وعدالة > (الحجية).. والعبوات المفخخة !

(الحجية).. والعبوات المفخخة !

نشر في: 20 أكتوبر, 2013: 10:01 م

بغداد / المدى  (ف) امرأة جميلة الملامح لم تكن تحلم بأكثـر من ابن الحلال الذي يستطيع أن ينتشلها من حياة الفقر التي عاشتها داخل أسرتها الصغيرة بمنطقة الكرمة... حتى دق قلبها لشاب من أقاربها كان يغازلها بل يمطرها بكلمات الحب والغزل التي لم تستطع مش

بغداد / المدى

 (ف) امرأة جميلة الملامح لم تكن تحلم بأكثـر من ابن الحلال الذي يستطيع أن ينتشلها من حياة الفقر التي عاشتها داخل أسرتها الصغيرة بمنطقة الكرمة... حتى دق قلبها لشاب من أقاربها كان يغازلها بل يمطرها بكلمات الحب والغزل التي لم تستطع مشاعرها الملتهبة أن تتحملها ... فكان أول لقاء بينهما في بيت شقيقتها ... اتفق الاثنان بعدها مباشرة على الزواج وان يتقدم (أ) إلى أسرتها لخطبتها .. وبالفعل انتظرت (ف) حبيبها الذي لم يربطها به سوى لقاء واحد وفي الموعد المحدد حضر العريس مع أقربائه وخطب (ف) وسط مباركة الأهل ولم يكن يمر سوى شهرين حتى تم الزواج ... 

وعاشت (ف) احلى أيام حياتها مع عريسها الذي لم يحرمها أي شيء تمنته ! ولكن أحيانا لا تأتي الرياح بما تشتهي السفن ... فبعد أن أنجبت (ف) ابنها بدأ الزوج يغير معاملته لها ، فقد اشترط عليها أن يقيم مع أهله ... ولكن رفضت ذلك وسكنت عند خالتها ... ومن هنا بدأت المشاكل تغيرت معاملة الزوج فتعرف على امرأة أخرى ... فعلمت زوجته وبدأت المشاكل حتى انتهت بطلب الزوجة الطلاق ... وبالفعل لم يتوان الزوج في تطليق زوجته التي جعلت من حياته جحيما لا يطاق وعادت (ف) إلى أهلها مرة ثانية لكن هذه المرة في يدها ابنها وورقة الطلاق ! لم تتحمل أسرتها نفقات معيشتها وابنها ... طلبت منها والدتها صراحة أن تعمل في البساتين المجاورة حتى تستطيع الإنفاق على نفسها وعلى ابنها الصغير ... وبالفعل أشارت عليها احد صديقاتها بالذهاب إلى احدى المزارع ومقابله صاحب المزرعة ... فهو يرغب بعمل البنات بدل من الرجال في تنظيف الأشجار والسواقي ... توجهت (ف) في اليوم التالي مباشرة وقابلت مالك المزرعة ... نظر إليها بإعجاب ... بادلته هي نفس النظرات ... ولكنها حاولت أن تتغلب على نفسها حتى لا تخون صديقتها التي صارحتها بانها على علاقة عاطفية معه .. استلمت عملها في اليوم نفسه ... ومن ذلك اليوم طلب منها صاحب المزرعة أن تجلس معه وقت الراحة والغذاء والتحدث عن نفسها قليلا ... فتحت له قلبها ... وروت له المأساة التي عاشتها مع طليقها وكونه مغرم بالبنات والكاولية وانه أذاقها الواناً من العذاب بعد قصة حب ملتهبة بينهما قبل الزواج ! بعد أيام صارحها صاحب المزرعة بانه يرغب بالزواج منها لكونه اعجب بها لدرجة الجنون ! ترددت (ف) قالت له : أنها لا تستطيع خيانة صديقتها التي عرفتها به ... ولكنه أوضح لها انه معجب بها ويريد الزواج منها ! وافقت (ف) ... وذهبت إلى أهلها تخبرهم بالخبر السعيد بانها وجدت الرجل الذي تنتظره منذ زمن بعيد ... ففي خلال أسابيع تزوجت (ف) من صاحب المزرعة وبعدها بدأ فصل جديد في حياتها ! لم يكن الزوج الجديد الذي ارتبطت به (ف) سوى تاجر أسلحة ومجرم خطير يتعاون مع القاعدة ويتخفى وراء ستار المزرعة الوهمية ... في البداية لم يصفح (هـ) لزوجته عن عمله الأساسي ... اسكنها وابنها في دار مشيدة في داخل المزرعة ... عاملها معاملة حسنة ... وحتى بدأت علامات التغير تظهر عليه بعد استقباله لأشخاص غرباء داخل المنزل وفي ساعات متأخرة ... حيث يدخلون في ملجأ اسفل البيت مغلق دائما وعلمت بعد ذلك انهم يضعون في الملجأ أنواع العبوات والأسلحة ومواد التفجير ثم يغادرون بها المنزل في الساعات الأولى للصباح ... وهكذا في كل مرة ! بعد أن تعددت هذه المرات داخل المنزل بدأت (ف) تحدث زوجها بانه ليس من المعقول أن يستقبل رجال في المنزل في أوقات متأخرة .. وما كان من الزوج إلا وافصح عن وجهه القبيح بانه يبيع هذه الأسلحة لرجال المقاومة الإسلامية ويتاجر بالمتفجرات منذ فترة طويلة ... نزلت هذه الكلمات على مسامع الزوجة كالصاعقة التي الجمت تفكيرها ... وما زاد الأمور سوء انه طلب منها أن تشترك معه في إيصال الأسلحة والمسدسات إلى رجال يعرفونها في المدينة ... وانه لا يثق في احد غيرها وانها كإمرأة تستطيع أن تتخطى السيطرات العسكرية ومن التفتيش ! رفضت في بادئ الأمر ... لكنه حبسها خشية أن تبلغ عنه ... اجبرها على المعيشة معه ... أذاقها شتى الوان العذاب حتى رضخت لطلباته وشاركته جريمته في بيع الأسلحة والمعدات الأخرى وتصريفها وإيصالها إلى المجرمين من فلول القاعدة في المناطق الساخنة ... وهكذا بدأت حياة (ف) في التغيير الذي أوقعها في النهاية في قبضة رجال مكافحة الإرهاب .. غيرت (ف) من طباعها وأصبحت تلقب ( بالحجية ) وصارت العقل المدبر لزوجها ! اقترحت عليه توسيع تجارته بحيث تشمل مناطق ساخنة أخرى ! وهكذا عشقت (ف) حياتها الجديدة حتى ذات يوم وقع زوجها أثناء جلبة الأسلحة بسيارته الخاصة إلى بغداد وتم القبض عليه في احدى السيطرات ... وعلم وهو في السجن بان زوجته هي التي أبلغت عنه وسجلت اسمها كمخبر سري أمام أجهزة مكافحة الإرهاب .. وبعد اشهر قررت الزوجة خوض التجربة وحدها ... وزادت من نشاطها وزاد زبائنها أيضا ... ولكن بدأت عيون رجال مكافحة الإرهاب تتعقبها .. بعد أيام من مراقبة دارها تم ضبطها في دارها وهي متلبسة بتخزين البارود و TNT في علب الحلوى المعدة للأطفال لتمريرها إلى داخل بغداد ... وتسليمها إلى قادة جدد تسللوا إلى ضواحي الأحياء الشعبية... تم القبض على (ف) متلبسة بالجرم المشهود مع كمية من الأسلحة والعتاد والأحزمة الناسفة ... يأمر القاضي بتوقيفها على ذمة التحقيق ... وهكذا انتهت (ف) خلف القضبان بجريمة الإرهاب وقتل الناس الأبرياء من الشعب العراقي .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

القبض على عشرات المتسولين والمخالفين لشروط الإقامة في بغداد

لهذا السبب.. بايدن غاضب من صديقه اوباما 

في أي مركز سيلعب مبابي في ريال مدريد؟ أنشيلوتي يجيب

وزارة التربية: غداً إعلان نتائج السادس الإعدادي

التعليم تعلن فتح استمارة نقل الطلبة الوافدين

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

كانت ليلة من ليالي رمضان، تناول الزوج (س) فطوره على عجل وارتدى ملابسه وودّع زوجته، كان الأمر عادياً، لكن لسبب تجهّله، دمعت عينا الزوجة. ابتسم في وجهها وهَمَّ بالخروج الى عمله بمحطة الوقود الخاصة...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram